الأقباط متحدون - الأساقفة الإيطاليون يرحبون بالهدنة في غزة ويدعون لحل الدولتين
  • ٠٢:٢٣
  • الاثنين , ٢٧ يناير ٢٠٢٥
English version

الأساقفة الإيطاليون يرحبون بالهدنة في غزة ويدعون لحل الدولتين

محرر الأقباط متحدون

مراسلينا بالخارج

٥٩: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٥

 الأساقفة الإيطاليون الضوء على أهمية السنة المقدسة
الأساقفة الإيطاليون الضوء على أهمية السنة المقدسة
محرر الأقباط متحدون
في ختام أعمال الدورة الشتوية للمجلس الدائم التابع لمجلس أساقفة إيطاليا، التي التأمت خلال الأيام القليلة الماضية، أصدر أصحاب السيادة بياناً سلطوا فيه الضوء على أولويات الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا، مع توجيه الأنظار نحو الأوضاع في الأرض المقدسة.
 
خلال السنة اليوبيلية المكرسة لموضوع الرجاء، دعا الأساقفة الإيطاليون المؤمنين الكاثوليك إلى قراءة علامات الأزمنة والتصرف بمسؤولية وبشكل منظم تفادياً لأن يتحول الرجاء إلى "مادة مخدّرة". وتوقف البيان عند القضايا الاجتماعية الأكثر إلحاحاً، بدءاً من الأوضاع المأساوية في السجون، وحضور الكاثوليك على الساحة السياسية، والتعديات الجنسية على الأطفال الممارسة من قبل بعض رجال الدين، كما تمنى الأساقفة أن تُحترم اتفاقية الهدنة في الأرض المقدسة، كما تم التنديد بكل شكل من أشكال معاداة السامية، ودعا البيان أيضا إلى إسكات الأسلحة على كامل الجبهات حول العالم.
 
سلط الأساقفة الإيطاليون الضوء على أهمية السنة المقدسة التي ينبغي أن تكون مناسبة للتعامل مع المشاكل الراهنة في البلاد، كما يشكل اليوبيل فرصة ملائمة لتجديد الالتزام في الكرازة بالإنجيل، وللعلمانيين دور يجب أن يلعبوه على هذا الصعيد. واعتبر البيان أن السنة المقدسة يمكن أن تعطي دفعاً جديدا للاهتمام بالأجيال الفتية، الباحثين عن أجوبة لتساؤلاتهم الكثيرة، لاسيما من يعيشون أوضاعا من التهميش.
 
هذا وشدد البيان على أهمية حضور المسيحيين في المعترك السياسي، في إيطاليا وأوروبا عموما، وأشادوا بمبادرة "الأسبوع الاجتماعي في ترييستيه" التي شاءت أن تعطي دفعاً لهذا الالتزام الذي يحتاج إلى التشجيع مع الإدراك أن الإنجيل ليس منفصلا عن الواقع، بل هو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياة العملية. من هذا المنطلق اعتبر الأساقفة أن ثمة حاجةً لإعادة إحياء التنشئة الاجتماعية والسياسية، وتعزيز الحوار بغية عدم الوقوع في فخ الاستقطاب والمواجهات العقيمة.
 
فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة في الأرض المقدسة عبر الأساقفة الكاثوليك الإيطاليون عن ارتياحهم الكبير للهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس، وضموا صوتهم إلى صوت البابا فرنسيس الذي أمل أن يتم التوصل إلى حل الدولتين العادل. وإذ ندد أصحاب السيادة بظاهرة معاداة السامية بأشكالها المتعددة، والمبهمة أحياناً، شددوا على أهمية التعارف المتبادل واتخاذ خطوات من التلاقي والحوار، وأطلقوا نداءً مطالبين بإسكات الأسلحة على جبهات القتال كافة حول العالم، حاثين في الوقت نفسه المؤسسات على اتخاذ قرارات بعيدة النظر تصب في صالح كرامة الشعوب كلها.
 
لم يخل بيان الأساقفة من الحديث عن التعديات الجنسية على القاصرين من قبل بعض رجال الدين الكاثوليك، مؤكدين أن الكنيسة في إيطاليا ملتزمة في توفير الحماية للقاصرين والبالغين الضعفاء وتوفير بيئات آمنة لهم. ولفتوا إلى الانفتاح على الإصغاء والحوار والبحث عن الحقيقة والعدالة.
 
بالنسبة لأوضاع السجون دعا البيان إلى التنبه لاكتظاظها، معتبرا أن ارتفاع حالات الانتحار يتطلب توفير ظروف كريمة للسجناء، وإطلاق مسارات ملائمة كي تكون فترة الحبس مناسبة لإعادة التأهيل والاندماج في المجتمع. ختاماً لفت البيان إلى أن الأساقفة وافقوا على وثيقة جديدة تتعلق بتعليم الدين الكاثوليكي في المدارس، الذي ينبغي أن يكون فرصة للتنشئة والحوار.
 
في ختام الأعمال كان لأمين سر مجلس أساقفة إيطاليا المطران جوزيبيه باتوري لقاء مع الصحفيين سلط فيه الضوء على التزام الكاثوليك في عالم السياسة، مع أن الكنيسة لا تملك مشروعاً سياسياً حزبياً لكنها حريصة على احترام الحقوق الدستورية وضمان ظروف حياتية كريمة للمواطنين وتعزيز التضامن.
 
رداً على سؤال بشأن التدابير التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فور تنصيبه في البيت الأبيض قال سيادته إن ما يهم الأساقفة الإيطاليين هي كرامة الإنسان، وحماية الحياة التي تتم من خلال الضيافة والمرافقة. ومن هذا المنطلق شدد المطران باتوري على أن السياسات والخطابات التي تضر بكرامة الكائن البشري تلقى معارضة من قبل الأساقفة.
 
فيما يتعلق بفضائح التعديات الجنسية على القاصرين من قبل بعض رجال الدين الكاثوليك، لاسيما في أعقاب إحالة أسقف أبرشية إينّا الإيطالية على المحاكمة بتهمة الشهادة زوراً في قضية كاهن متهم بالتعدي على الأطفال، قال أمين سر مجلس أساقفة إيطاليا إن الكنيسة لا يسعها ألا تفكّر بالضحايا مضيفا أن الكرسي الرسولي سيتخذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بهذه القضية وأن الأساقفة سيتعاونون بالكامل تماشياً مع القرارات. وختم مجدِّداً الإعراب عن قرب الكنيسة من الضحايا، ومسلطاً الضوء على ضرورة أن تقود المحاكمات إلى إماطة اللثام عن الحقيقة.