"لكي نعيد البسمة للصغار" في الفاتيكان القمة المكرسة لحقوق القاصرين
محرر الأقباط متحدون
الاربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
قدم في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الحدث الذي سيعقد في الثالث من شباط فبراير، وسيفتتحه ويختتمه البابا فرنسيس. ومن بين المتحدثين أيضًا أنطونيو تاجاني، وماريو دراغي، وليليانا سيغري، ونائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور، بالإضافة إلى شيخ الأزهر الشريف والملكة رانيا ملكة الأردن. الأب فورتوناتو: ١٤ ألف شاب يموتون كل يوم. إمبالياتسو: سيكون "حدث رجاء". كيوراتزو: لنحمِ البراعم الهشة. كانيولي: اهتمام خاص باستغلال عمالة القاصرين
توضيح المشاكل واقتراح الحلول لتلك "البراعم الهشّة" التي هي الأطفال الذين هم في حالات كثيرة جدًا مجبرون على العيش بعيدًا عن راحة البال و"بدون نور الرجاء". هذه هي الروح التي تحرّك القمة الدولية المكرسة للصغار والتي تحمل عنوان "لنحبهم ونحميهم" والتي تمَّ تقديمها في ٢٨ كانون الثاني يناير في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي. هذه المبادرة، المقرر عقدها في الثالث من شباط فبراير المقبل في القصر الرسولي بالفاتيكان، كان البابا فرنسيس قد أعلن عنها خلال مقابلته العامة مع المؤمنين في ٢٠ تشرين الثاني نوفمبر، وهو التاريخ الذي تم فيه أيضًا إنشاء اللجنة المنظمة. يتم تنظيم القمة بالتعاون مع جماعة سانت إيجيديو، التي يمثلها ماركو إمبالياتسو، الرئيس المنتخب حديثًا، والتعاونية الاجتماعية أوكسيليوم - التي تحدث مؤسسها أنجلو كيوراتزو في تقديم المبادرة - وتضم القمة أيضًا ممثلين عن اللجنة البابوية لليوم العالمي للأطفال: الرئيس الأب إنزو فورتوناتو ونائب الرئيس ألدو كانيولي.
وقد شرح الأب فورتوناتو اللحظتين الرئيسيتين للقاء الذي سيتناوب مع اليوم العالمي للأطفال الذي أنشأه البابا برغوليو أيضًا ويحتفل به كل سنتين. أولاً، الزيارة المسائية إلى كابلة السيستينا في متاحف الفاتيكان مساء الأحد الثاني من شباط فبراير؛ ثم في اليوم التالي، في القصر الرسولي، الحدث الفعلي مع الجلسات المختلفة في قاعة كليمنتينا وقاعة الكونسيستوار. قال الأب فورتوناتو: "أود أن نتخيل أننا أطفال في مخيم للاجئين أو في بيت حيث الجوع هو اليقين الوحيد"، مشددًا على أنه في عالم يفقد فيه ١٤ ألف طفل حياتهم كل يوم، ينمو الكثيرون منهم "بدون نور الرجاء". وسيقوم البابا فرنسيس بتقديم أول جلستين، وستستقبله مجموعة من عشرة أطفال، وسيتلقى منهم الحبر الأعظم رسالة باسم جميع أقرانهم. كما سيختتم البابا فرنسيس أعمال القمة. بعد ذلك ستتناول طاولة النقاش موضوع "حقوق الطفل في العالم المعاصر" وسيشارك فيها شخصيات بارزة من بينهم الملكة رانيا العبد الله، عقيلة ملك الأردن، ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، وشيخ الأزهر، الإمام الأكبر الدكتور محمد أحمد الطيب. أما الجلسة الثانية، التي تركز على "حق الطفل في الحصول على الموارد"، فسيكون من بين المشاركين فيها رئيس الوزراء الإيطالي السابق ورئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، ورئيس فريق عمل الأمم المتحدة المعني بأزمة الديون، باولو جنتيلوني، وعارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي.
وخلال مداخلته وضع ماركو إمبالياتسو القمة في سياق اليوبيل واصفًا إياها بـ "حدث رجاء". وشدد على رغبة البابا فرنسيس في الإصغاء إلى الأطفال والتفكير في الإجابات الضرورية للمشاكل العديدة التي يعانون منها. وشدد رئيس جماعة سانت إيجيديو على ضرورة إعادة "التوترات الموحّدة في المجتمعات الدولية إلى المركز. فالكثير من الأطفال يموتون بسبب الحرب والعنف والاستغلال الجنسي والاستغلال في العمل"، وأضاف أن البابا يرغب في "إعادة الابتسامة" للصغار الذين طبعهم الألم. كما قدم إمبالياتسو جلسة النقاش المخصصة للحق في التعليم، والتي سيشارك فيها الحاخام ديفيد روزن، المستشار الخاص لبيت العائلة الإبراهيمية، والسيناتور ليليانا سيغري عضو مجلس الشيوخ مدى الحياة، وميغاواتي سوكارنوبوتري، رئيسة إندونيسيا السابقة وعضو جائزة زايد للأخوة الإنسانية.
ستركز جلسة نقاش أخرى على حق الأطفال في الأسرة، وهو موضوع ستتناوله أيضًا مارييلا إينوك، الرئيسة السابقة لمستشفى الـ "Bambino Gesù" مع هانز مايكل جيبسن، الرئيس الفخري وعضو مجلس أمناء المجلس الثقافي الآسيوي في هونغ كونغ. وأشارت إينوك إلى أن "العائلة مفقودة اليوم بالنسبة للأطفال الذين يهاجرون للأسف قبل آبائهم"، مسلِّطة الضوء على ظاهرة تتناقض بشكل صارخ مع الماضي. وقد ألهمت صورة الخمسين ألف طفل الذين تجمعوا في الملعب الأولمبي في روما في اليوم العالمي الأخير للأطفال أنجلو كيوراتزو في تأمله، وقال مقتبسًا من البابا فرنسيس: "الله ليس قاسيًا، الله يدلنا". وأضاف إنها "صرخة تنبع من القلب" لكي نتمّم "الواجب المقدس لحماية هذه البراعم الهشة"، في إشارة إلى الأطفال الذين تضرروا بشدة مما وصفه "بإحدى أسوأ السنين بالنسبة لهم". من جهته ذكّر ألدو كانيولي بالمبادئ التوجيهية التي أشار إليها الحبر الأعظم للقمة: "تدويل المسار"، مع إيلاء اهتمام خاص للنساء واستغلال عمالة الأطفال؛ ثم أشار إلى تقرير اليونيسيف الأخير الذي يفيد بأن ١٦٠ مليون قاصر يعملون "في ظروف مأساوية". وسلّط كانيولي الضوء أيضا على أهمية "التمييز"، أي القدرة على اتخاذ الخيارات الصحيحة، وهي قيمة، كما أكد البابا في حوار دار بين الاثنين، تقوم على "الشعور بالرجاء والسلام الذي يبقى في داخلنا".
وخلال هذا الحدث، تم بث رسالة فيديو من كايلاش ساتيارثي، ناشط الهندي وحائز على جائزة نوبل للسلام لعام ٢٠١٤، ومعروف بالتزامه ضد عمالة القاصرين وتأييده لتعليم وحماية الأطفال. وأكد ساتيارثي على أهمية "الشفقة"، وهي صفة أساسية لكل قائد، وهي قادرة على أن توحد بين مختلف الأديان. وقال: "إذا كنا مترابطين، فلن نشعر بالخوف وسنشعر بأننا جزء من عائلة كبيرة". أما جلسات النقاش الأخرى في القمة فستتمحور حول "حق الأطفال في الغذاء والتغذية والرعاية الصحية"، بمشاركة ماغنوس ماكفارلين بارو، الرئيس التنفيذي لمنظمة ماريز ميلز، والحق في وقت الفراغ، بمداخلة من رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، وحماية الأطفال من النزاعات المسلحة والدمار البيئي. وسيشارك في هذه الجلسة الأخيرة آل غور، نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق، والأب إبراهيم فلتس، نائب حارس الأراضي المقدسة.