الأقباط متحدون - الكاردينال غوجيروتي يختتم زيارته لسوريا بدعوة إلى المصالحة وإعادة الإعمار
  • ٢٣:٥٢
  • الخميس , ٣٠ يناير ٢٠٢٥
English version

الكاردينال غوجيروتي يختتم زيارته لسوريا بدعوة إلى المصالحة وإعادة الإعمار

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٣٤: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ٣٠ يناير ٢٠٢٥

الكاردينال غوجيروتي
الكاردينال غوجيروتي

محرر الأقباط متحدون
في ختام الزيارة التي قام بها إلى سورية موفداً من البابا فرنسيس، وصل عميد دائرة الكنائس الشرقية الكاردينال كلاديو غوجيروتي إلى حمص يوم أمس الأربعاء، حيث شارك في الجمعية العامة للأساقفة السوريين قبل أن يعود هذا الخميس إلى روما، ولدى وصوله إلى الفاتيكان سوف يضع نيافته البابا فرنسيس في أجواء الزيارة وسيُطلعه على نتائجها وعلى تطلعات السكان والكنائس المحلية.

زيارة المسؤول الفاتيكاني إلى حمص تزامنت مع إعلان الاتحاد الأوروبي على إطلاق مسيرة تهدف إلى تخفيف العقوبات المفروضة على سورية، وقد علّق على هذا النبأ رئيس أساقفة حمص للسريان الكاثوليك المطران جاك مراد معتبرا أن قرار الاتحاد الأوروبي يحمل الأشخاص على الأمل من جديد، لأن البلاد وصلت إلى مرحلة حيث بات من المستحيل على السكان البقاء على قيد الحياة. وتمنى المطران مراد، الذي اختُطف على يد الجهاديين في العام ٢٠١٥ وكان صديقاً مقرباً جدا من الكاهن اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو، تمنى أن يعطي هذا القرار دفعاً للعملية الانتقالية في سورية، وقال إن البلاد تحتاج إلى الانطلاق من جديد، ومع رفع العقوبات يمكن أن تبدأ أيضا عملية إعادة إعمار سورية.

الكاردينال غوجيروتي وصل إذا إلى حمص يوم أمس الأربعاء بعد زيارة إلى مدينة حلب دامت يومين والتقى خلالها بمؤمني مختلف الكنائس الشرقية الكاثوليكية، من بينهم أبناء رعية القديس فرنسيس للاتين، ومؤمنو الكنيسة الكلدانية كما عقد لقاء مع ممثلين عن المنظمات الإنسانية والخيرية الناشطة في سورية.  وألقى نيافته كلمة للمناسبة أكد فيها أن العدالة هي محبة وأن المحبة هي عدالة، لافتا إلى الألم الذي يعتصر القلب إزاء العنف الهائل الذي عانت منه كل المناطق وهذا الأمر وضع البلاد والمواطنين في حالة من الفقر المدقع.

وأضاف أن البابا فرنسيس أرسله إلى سورية ليوجه كلمة شكر إلى جميع الأشخاص الذين تعرّفوا على يسوع في الفقراء والمحتقرين وقال: "أنا لا أستطيع أن أقول لكم كيف ستكون سورية في المستقبل لكن يمكنني أن أقول إن إستراتيجية الكنيسة وسياستها تتمثلان في الاعتناء بجراحات المسيح". ومن مدينة حلب أطلق موفد البابا نداء لجعل السخاء والتضامن والضيافة أداة للمصالحة.

الدور الأساسي الواجب أن تلعبه الكنائس السورية المدعوة إلى رأب الصدع في المجتمع وتضميد الجراح شكل محور اللقاء الذي عقده الكاردينال غوجيروتي مع رجال الدين والرهبان والراهبات في كاتدرائية الروم الملكيين، وأكد أن لهؤلاء الرجال والنساء واجب دعم مكونات المجتمع السوري كافة، لا المؤمنين الكاثوليك وحسب، كي تشهد العملية الانتقالية الحساسة أكبر قدر ممكن من المشاركة.

وقد ترددت خلال اللقاء أصداء دعوة البابا فرنسيس إلى الكنيسة كي تخرج من قوقعتها للقاء الآخرين وتكون سخية مع كل محتاج ومبدعة في تقديم مقترحات بشأن فرص التغيير، مع التأكيد على أن الشبان السوريين، المسيحيين والمسلمين، هم الأمل في مستقبل من التعايش السلمي والمزدهر في سورية المعذبة. من هذا المنطلق أكد عميد دائرة الكنائس الشرقية أن الأجيال الشابة تحتاج إلى الدعم والتنشئة والمشاركة، مشجعاً الأساقفة والكهنة والرهبان السوريين على اقتراح مشاريع ملموسة وفاعلة يمكن أن تُنفذ أيضا بمساعدة الكرسي الرسولي.

وقبل مغادرته حلب شاء الكاردينال غوجيروتي أن يجتمع إلى رئيس أساقفة الأرمن الأرثوذكس ماغار أشقريان وخلال المحادثات الأخوية والودية اطّلع نيافته من محاوره على المخاوف والتطلعات إزاء التطورات السياسية والمجتمعية في البلاد، مع التأكيد على ضرورة أن يشعر جميع المسيحيين أنهم مواطنون بكل ما للكلمة من معنى.