
حوار القديس مكاريوس الكبير والملاك .. أثقل الخطايا : كل خطيئة تفصل الإنسان عن الله والحقد والتجديف
محرر الأقباط متحدون
٠٦:
٠٤
م +02:00 EET
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة لشعب الكنيسة، بمناسبة سبت الراقدين، تحت عنوان "ذِكرانيات الراقدين"، من كتاب ظهورات وعجائب ملائكية، للأب يوحنا بدور.
كان القديس مكاريوس الكبير (القرن الرابع م) ماشياً مرة في البرية فقابل شخصاً له طلعة ملائكية ونعمة فقال له:
أراك يا ولدي وأعجَب منك. ألعلك لست بشراً؟
- أنا ملاك، قال ذاك، وضرب مطانية أمام البار. قد أتيت لكي أُعلّمَك الأسرار التي لا تعرفها وترغب بمعرفتها.
+ أخبرني يا ملاك الله. لماذا تحصل الذِكرانيات للموتى وبأي شيء تنفع؟
- أما الذِكرانيات في اليوم الثالث فتصير كمثل تقدمة للرب من أجل النفس لأنها وقتها لا تكون قد وصلت بعد إلى عرشه لتسجد له. وبعد سجودها، تجلب الملائكة النفس ثانيّة إلى الأرض وتُظهِر لها الأماكن التي عاشت فيها واقترفت فيها أفعالاً صالحة أو سيئة. ويستمر هذا الشيء حتى اليوم التاسع حين تصعد النفس ثانية لتسجد أمام عرش الله. الذكرانيات التي تحصل في اليوم التاسع تُقدَّم لله لكي يقبل أن يتطلع إلى النفس بناظر شفوق. في اليوم الأربعين، تقود الملائكة النفس لكي تسجد للرب مرة أخرى. وحينها يَصدُر القرار من الله المحبِ البشر وأين ستوضع النفس حتى القيامة والدينونة الأخيرة.
الذِكرانيات وأعمال الإحسان والقداديس تنفع النفس كثيراً. وهي تقدر أن تخرجها من الجحيم، يكفي ألاّ تكون النفس قد سقطت في خطايا ثقيلة. بعد السجود الثاني للنفسِ أمام الرب تأخذ الملائكة النفس مرة ثانية إلى العالم. وبعد ذلك تُظهِر لها الفردوس والجحيم. لا يوجد في الجحيم عذاب أسوأ من عذاب الزناة والسارقين. وعلى الأخص زنى الرهبان أو الكهنة أو زوجة الكاهن الزانية. لهذا السبب تُقام ذكرانيّة في ذاك اليوم من أجل راحة النفس.
- أيها الملاك القديس. أية خطيئة هي الأثقل؟
- كل خطيئة تفصل الإنسان عن الله. ولكن الحقد والتجديف، فقط هاتان الاثنتان وحدهما، قادرتان أن تُحدِرا الإنسان إلى الجحيم.
- أيُّ الأهواء يمقت الله أكثر من بقية الأهواء؟
- الكبرياء. هذه دمرت العالم. بسببها نُفيَ آدم من الفردوس. بسببها سقط لوسيفوروس. إذا سقط الإنسان في هذا الهوى فبصعوبة ينهض.
+ أي الموجودين في الجحيم يتعذب أكثر من غيره؟
- قلت لك بأن الزناة والمجدفين، وعلى الأخص الرهبان والكهنة الزناة. كذلك الذين من بين هؤلاء قد تعدى النواميس الروحية وازدرى الأعمال الروحية مفضلاً الاهتمام بالاهتمامات المعيشية.
+ ماذا يحصل للكهنة الذين لا يُعدون أنفسم لخدمة القداس الإلهي؟
- الويل لهم! تنتظرهم جحيم مؤلمة. الكهنة الذين يقيمون قداساً إلهياً واحداً بدون استحقاق سوف يعطون لله جواباً عنه. الويل للكهنة الذين يسكرون.
+ وماذا يحصل للّذين يزدرون يوم الأحد المقدس؟
- الذي يزدري هذا اليوم المقدس يزدري بالرب ذاته، ولكن الرب سيزدري شخصاً كهذا بدوره. يوم الأحد هو مخصص للرب. والذي يكرمه يكرم الرب، والذي لا يكرمه لن يرى وجه الله وليس لديه رجاء بالخلاص.
+ من هم القديسون الأكثر إشفاقاً على الإنسان لكي يتضرع إليهم ويطلب شفاعتهم من أجله؟
- القديسون جميعاً متحننون. ولكن أنتم البشر عادمو الشكر وتحزنونهم. بالإضافة إلى القديسين، الملائكة أيضاً يساعدون البشر. ولكن السيدة والدة الإله تفوق الكل بعنايتها بالجميع. كان من الواجب على كل واحد منكم أن يكون اسمها دوماً في فمه ويمجدها. بسبب شفاعاتها الخاصة وتوسلاتها لا يزال العالم موجوداً إلى الآن. لقد ترك البشر الله والقديسين ولهذا السبب ترك الله والقديسون البشر.
+ أيها الملاك القديس، هل سيوجد أناس قديسون حتى نهاية العالم؟
- لن ينقطع الأبرار والأنبياء أبداً ولا فَعَلة الشيطان أيضاً. على كل حال في الأزمنة الأخيرة جميع الذين سيخدمون المسيح بصدق، حتى لو لم يجترحوا الآيات والعظائم، بل يسيرون على درب الفضيلة العملي بتواضع، فهؤلاء سوف يَظهرون في ملكوت السموات أعلى من الذين اجترحوا العجائب. لأنه في الأزمنة الأخيرة لن يشاهد المؤمنون شخصاً مؤمناً يصنع عجيبة بحيث تتقد غيرتهم في الجهاد الروحي. على العكس، الرعاة والرؤساء في العالم كله لن تكون لهم علاقة بالفضيلة نهائياً تفوّه الملاك بهذه الأمور واختفى.
الكلمات المتعلقة