الأقباط متحدون - غالاغر يحث الجماعة الدولية على تجديد التزامها في نزع الأسلحة للتوصل إلى اتفاقات تصب في صالح الخير العام قبل فوات الأوان
  • ٢١:٢٧
  • الاربعاء , ٢٦ فبراير ٢٠٢٥
English version

غالاغر يحث الجماعة الدولية على تجديد التزامها في نزع الأسلحة للتوصل إلى اتفاقات تصب في صالح الخير العام قبل فوات الأوان

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٤٨: ٠٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٥

بول ريتشارد غالاغر
بول ريتشارد غالاغر

محرر الأقباط متحدون
شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، في مؤتمر حول نزع السلاح عُقد صباح اليوم الأربعاء في جنيف.

استهل سيادته المداخلة معربا للمؤتمرين عن تحيات البابا فرنسيس، وقال إن العالم يقف اليوم عند مفترق طرق، ومن هذا المنطلق لا بد أن تتخذ أسرة الأمم خطوات شجاعة تهدف إلى نزع السلاح بشكل كامل وتحت إشراف دولي، لأن البديل عن ذلك يتمثل في استمرار الصراعات والحروب والعنف وانعدام المساواة والتدهور البيئي، وهذا الوضع لا يعود بالفائدة على أحد باستثناء لوبيات الأسلحة.

ولفت المسؤول الفاتيكاني إلى أن برامج مؤتمر نزع السلاح لم تحقق أي تقدم خلال السنوات الماضية، مذكراً بأن علة وجود المؤتمر هي التفاوض في إطار تعددية الأطراف بشأن الأدوات الكفيلة في نزع السلاح، والتوصل إلى نتائج ملموسة على هذا الصعيد. كما لا بد أن نتذكّر أنه من مصلحة جميع الشعوب أن تتكلل هذه المفاوضات بالنجاح. ولذا فإن للدول الواجب والحق في المشاركة في تلك المحادثات.

لم تخل كلمات رئيس الأساقفة غالاغر من الحديث عن الأسلحة النووية، وقال إن الكرسي الرسولي ما يزال قلقاً جداً حيال التهديد الذي تمثّله هذه الأسلحة وإزاء انتشارها. وشدد على أن السلام والاستقرار العالمي يتعارضان مع المحاولات الهادفة إلى زرع الخوف من الدمار والقضاء نهائياً على شعوب برمتها. كما لا يمكن الاعتقاد بأن الأمن والسلام بالنسبة للبعض يتحققان على حساب أمن وسلام الآخرين.

وأشار سيادته في هذا السياق إلى تطوير وتحديث الترسانات النووية والتي يرافقها تصعيد في الخطاب والتهديدات، مضيفا أن إحلال السلام والاستقرار اليوم لا يمكن أن يتحقق من خلال الانتشار النووي. واعتبر سيادته في هذا السياق أنه من الأهمية بمكان أن تلتزم الدول التي تملك أسلحة نووية في القيام بمفاوضات جادة لخفض ترساناتها وتصفيرها بالكامل تماشياً مع المادة السادسة من معاهدة منع الانتشار النووي. وذكّر أيضا بالنداءات العديدة للبابا فرنسيس الذي شدد على أن حيازة الأسلحة النووية وصناعتها هما بحد ذاتهما ممارسة غير أخلاقية.

تابع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول مداخلته متوقفاً عند موضوع الفضاء، ولافتا إلى أنه أصبح بالغ الأهمية بالنسبة لمجالات عدة من الأنشطة البشرية، لاسيما من وجهة النظر الاقتصادية والإستراتيجية. لذا من الضروري جدا أن يُستخدم الفضاء لغايات سلمية وحسب، بشكل يُعزز الخير العام والتنمية المتكاملة والبحوث العلمية والتربية.

وأشار غالاغر إلى أن الأنشطة الفضائية تخطت وللأسف الحوكمة الدولية والأطر القانونية، ما يزيد من انعدام الاستقرار. من هذا المنطلق لا بد أن يبصر النورَ قانون خاص بالفضاء بدون أي مماطلة. كما يجب أن يتم حظر استخدام جميع أنواع الأسلحة في المجال الفضائي، بما في ذلك الاختبارات على الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية. لأن هذا أمر ضروري من أجل بناء الثقة وتعزيز الأمن والمسؤولية الجماعية.

هذا ثم توقف المسؤول الفاتيكاني في مداخلته عند موضوع ثالث ألا وهو استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التسلح، مشيرا إلى أن القدرة على القيام بالعمليات العسكرية من خلال أنظمة التحكّم عن بُعد قلّصت الشعور بالدمار التي تسبب به هذه الأسلحة، ما يجعل الإنسان منفصلاً تماما عن الحس بالمسؤولية، وعن مآسي الحروب.

وأضاف سيادته أن الأسلحة المتطورة القادرة على تحديد الأهداف وضربها بدون تدخل بشري مباشر هي مسألة أخلاقية تدفع على القلق الكبير، لأن هذه المنظومات تفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرارات في إطار خلقي. وهذا ما يؤكد عليه أيضا البابا فرنسيس الذي يقول إن الآلة لا تستطيع إطلاقاً أن تأخذ حياة كائن بشري. من هذا المنطلق، قال رئيس الأساقفة غالاغر، إن الكرسي الرسولي يشجع التعاون الوطيد بين الدول من أجل تثمين النواحي الإيجابية للذكاء الاصطناعي مع إدراك أهمية الحيلولة دون استخدامه بطرق تعرض للخطر حياة الأشخاص والبشرية بأسرها.

بعدها عاد سيادته ليسلط الضوء على النفقات العسكرية الهائلة التي غالباً ما تتخطى الحاجة إلى الدفاع المشروع عن النفس، ما يولد حلقة مفرغة من سباق التسلح، ويحول دون تخصيص الأموال لمكافحة الفقر وتطبيق العدالة وتوفير التربية والخدمات الصحية لملايين الأشخاص حول العالم.

وذكّر غالاغر في هذا السياق بالنداء الذي أطلقه البابا فرنسيس مؤخراً من أجل خفض النفقات العسكرية على الأسلحة، واستخدام نسبة مئوية من هذه الأموال لإنشاء صندوق عالمي يهدف إلى استئصال الفقر وتمويل المشاريع التربوية في البلدان الفقيرة، وتعزيز التنمية المستدامة والتصدي للتغيرات المناخية.

ختاما ذكّر المسؤول الفاتيكاني الحاضرين بأن البابا فرنسيس يسلط الضوء على ضرورة تخطي منطق المواجهة ومعانقة منطق التلاقي. وقال رئيس الأساقفة غالاغر إن الكرسي الرسولي يشجع المؤتمر على الالتزام في التوصل إلى اتفاقات تصب في صالح الخير العام قبل فوات الأوان