
مطران وارسو وسائر بولندا : الشيطان يعمل بجهد فينا والصوم الكبير يهدم جدار الشر والكراهية والكبرياء ويقودنا إلى طريق المسيح
محرر الأقباط متحدون
٣٤:
٠٦
م +02:00 EET
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
نشر نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، رسالة المتروبوليت ساوا مطران وارسو وسائر بولندا
بمناسبة الصوم الكبير.
وقال المتروبوليت ساوا، ان الصوم الكبير، أو ما يسمى أيضًا بالصوم المقدس، هو فترة من العمل والصلاة والامتناع عن الطعام والزهد. لقد صام يسوع المسيح نفسه أربعين يومًا، كما صام والدة الإله والرسل والقديسين ويستمر في الصوم الشعب الأرثوذكسي المؤمن. نذكركم أن الشر لا يمكن هزيمته إلا بالصلاة والصوم. "ولكن هذا النوع من الشيطان لا يخرج إلا بالصلاة والصوم" (متى 17: 21). الصوم والصلاة هما جناحا النفس اللذان يرفعان الإنسان إلى الله، وهما الطريق الوحيد إلى الكمال الداخلي، والسلاح الوحيد ضد الشيطان – عدو خلاصنا. وأيضًا الصوم يحررنا من الشيطان وأعماله.
اليوم الشيطان يعمل بجهد فينا ومعنا ومن حولنا، إنه بيننا في الرعية وفي البيت وفي الشارع. كم من الشر والكراهية حولنا اليوم، الفوضى وعدم ضبط النفس والكبرياء وعدم التوبة والتواضع. كل هذا مثل الجدار يفصلنا عن يسوع المسيح مخلصنا. الصوم الكبير هو الطريق الذي يقودنا إلى هدم هذا الجدار وإلى طريق العودة إلى المسيح، كل هذا يقودنا إلى عيد الفصح المقدس، إلى مخلصنا القائم.
يجب أن يتم الصوم كما أشارت إليه الكنيسة التي قال عنها المسيح: "وأنا أقول لك حقًا أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها (متى 16: 18). لقد أسس المسيح الكنيسة الأرثوذكسية لقيادة الناس من الأرض إلى السماء. إن التوبة تساعدنا في كل هذا، والموسم المناسب هو الصوم الكبير. إن قدرة الله المطلقة تكمن في فعل التوبة، وقد وعد الرب: "إن كانت خطاياكم كالقرمز فهي تبيض كالثلج" (إش 1: 18). كل ما يعذبنا سوف يختفي، الألم والشر سيُسكتان، وسيحتضن التائبين محبة الآب السماوي الذي يدعونا باستمرار إلى الخلاص.
فلنطلب من بعضنا البعض مغفرة خطايانا، كما يحثنا الرسول بولس: "اغضبوا ولكن لا تخطئوا. لا تغرب الشمس عليكم وأنتم غاضبون" (أف 4: 26). نسأل الله العلي القدير أن يعيننا في هذا العمل المقدس، وأن يملأنا بقوة الإيمان وجمال الأعمال الصالحة ونور محبة الله والناس.
الكلمات المتعلقة