
البطريرك الراعي يتحدث في عظة الأحد عن أهمية زمن الصوم
محرر الأقباط متحدون
الاثنين ٣ مارس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، يوم أمس الأحد القداس الإلهي في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفاعليات والمؤمنين.
ألقى غبطته عظة قال فيها: "يبدأ غدًا الصوم الكبير ونرسم بالرماد إشارة الصليب على جباهنا للندامة والتوبة، وللتذكير بأنّ الإنسان مهما علا أو تجبّر هو من "التراب وإلى التراب يعود". فالمهمّ هو مصير نفسه. ذرّ الرماد عادة قديمة لدى جميع الديانات والشعوب للدلالة على الندامة عن جميع خطاياهم. ولكن في المسيحيّة الندامة يرتبط بها سرّ الإعتراف من أجل الإصلاح في الحياة والعيش في حالة النعمة".
ولفت غبطته إلى أنّ "الصوم الكبير يتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك، وهو زمن الصوم عند الإخوة المسلمين، نتمنّى لهم صومًا مباركًا مرضيًّا من الله. فها لبنان كلّه في حالة صوم وندامة وعودة إلى الله، نرجو لها أن تكون فاتحة خير على الجميع. وفي احتفالات يوم الجمعة طيلة زمن الصوم سواء بدرب الصليب أم بصلاة المساء في جميع الكنائس نتأمّل في سرّ حبّ المسيح للبشريّة، ونندم على إساءاتنا لهذا الحبّ الإلهيّ".
هذا ثم أوضح الراعي أنّ زمن الصوم يقوم على ثلاثة: الصوم من منتصف الليل إلى نصف النهار مع إماتات مختلفة تكفيرًا عن خطايانا، والقطاعة عن اللحم والبياض أيّام الجمعة. وبهما نروّض إرادتنا على الابتعاد عن أيّ شرّ حبًّا بالمسيح، ونرمّم علاقتنا مع ذواتنا؛ الصلاة بالخلود إليها في زمن الصوم مع سماع المواعظ في كنائس الرعايا، وبها نرفع نفوسنا وعقولنا إلى الله. فالصلاة هي أكسجين النفس. وهي ترميم العلاقة مع الله؛ الصدقة تجاه الفقراء والمعوزين، وما أكثرهم! والقاعدة هي أنّ ما نوفّره بصومنا نساعد به إخوتنا بحاجاتهم، إمّا مباشرة، وإمّا بواسطة مؤسّسات خيريّة مثل كاريتاس لبنان، جهاز الكنيسة الإجتماعيّ. بالصدقة نرمّم العلاقة مع الإخوة المعوزين".
تابع البطريرك الماروني قائلا: "لقد سُرّ المجتمع اللبنانيّ بحصول حكومة الرئيس نوّاف سلام الثقة بخمسة وتسعين صوتًا، وهي صورة ثقة اللبنانيّين والدول، بالإضافة إلى ثقتهم بشخص رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون. وها هما أمام واجب تثمير هذه الثقة بالإصلاحات، وإعادة الإعمار، والنهوض الإقتصاديّ، وترميم المؤسّسات العامّة من الداخل، وقيام الدولة ومؤسّساتها، وإجراء المصالحة بين اللبنانيّين على أساس الإنتماء إلى وطن واحد، والمساواة بينهم جميعًا، بحيث يكون "لبنان وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه" كما تنصّ المادّة الأولى من مقدّمة الدستور، على أن يكون ولاء جميع اللبنانيّين لهذا الوطن الواحد. وبعد ذلك السير نحو إعلان الحياد الإيجابيّ بجميع مفاهيمه".
وأشار غبطته في الختام إلى أنّ "الحياد لا يعني الإستقالة من الجامعة العربيّة، ومن منظّمة المؤتمر الإسلاميّ، ومن منظّمة الأمم المتّحدة، بل يعدل دور لبنان ويفعّله في كلّ هذه المؤسّسات وفي سواها، ويجعله شريكًا في إيجاد الحلول عوض أن يبقى ضحيّة الخلافات والصراعات".