
البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى المشاركين في حج الحركة من أجل الحياة التي تحتفل بعامها الخمسين
محرر الأقباط متحدون
السبت ٨ مارس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
قرأ الكاردينال بارولين صباح اليوم الرسالة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس إلى المشاركين في الحج الذي يقوم به أعضاء الحركة من أجل الحياة لمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيسها.
ترأس الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان صباح اليوم السبت ٨ آذار مارس في بازيليك القديس بطرس قداسا إلهيا لمناسبة حج الحركة من أجل الحياة والتي تحتفل بالعام الخمسين لتأسيسها. ولهذه المناسبة وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في هذا الحج قرأها الكاردينال بارولين، وقد بدأها الأب الأقدس موجها الشكر إلى الجميع على تذكرهم إياه في صلواتهم. وعقب تحيته الجميع تحدث البابا عن قيمة الخدمة التي تقدمها الحركة للكنيسة وللمجتمع، كما وتوقف عند التضامن الملموس المعاش بالقرب من الأمهات اللواتي يواجهن مشاكل في حال حمل صعب أو غير منتظَر، وشدد قداسته على تعزيز الحركة ثقافة الحياة بالمعنى الواسع. وواصل قائلا لأعضاء الحركة إنهم يسعون إلى القيام بهذا بصدق ومحبة وإصرار جامعين بين الحقيقة والمحبة إزاء الجميع.
تطرق قداسة البابا فرنسيس بعد ذلك إلى قيام أعضاء الحركة من أجل الحياة بهذا الحج لمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الحركة والتي كانت بذرتها الأولى مركز دعم الحياة الذي تأسس في فلورنسا سنة ١٩٧٥ ثم تكاثرت هذه المراكز في جميع أنحاء إيطاليا لتضاف إليها مراكز الاستقبال وخدمات ومبادرات أخرى هدفها تعزيز ثقافة الاستقبال وحقوق الإنسان وذلك على كل المستويات. وأراد الأب الأقدس هنا تشجيع الجميع على السير قدما بالحماية الاجتماعية للأمهات ومعانقة الحياة البشرية في مراحلها كافة.
وواصل البابا فرنسيس في رسالته التي قرأها الكاردينال بارولين مشيرا إلى أنه وخلال السنوات الخمسين هذه قد تراجعت بعض الأحكام المسبقة الايديولوجية ونما لدى الشباب انتباه إزاء العناية بالخليقة، إلا أنه ومع الأسف قد انتشرت ثقافة الإقصاء. وهكذا فهناك حاجة أكثر من أو وقت مضى إلى أشخاص من كل الأعمار يبذلون الجهد بشكل ملموس في خدمة الحياة البشرية وخاصة حين تكون أكثر ضعفا وهشاشة، وذك لأن الحياة مقدسة فقد خلقها الله من أجل مصير عظيم وجميل. وشدد الأب الأقدس على أن مجتمعا عادلا لا يبنى على استبعاد أطفال لم يولدوا بعد غير مرغوب فيهم أو مسنين لا يمكنهم الاعتماد على الذات أو مرضى لا يمكن علاجهم.
قال البابا فرنسيس بعد ذلك للمشارين في هذا الحج إنهم قد جاؤوا إلى روما من مناق كثيرة من إيطاليا وذلك ليجددوا مرة أخرى كلمة "نعم" لحضارة المحبة واعين بأن تحرير النساء من التأثيرات التي تدفعهن إلى ألا يلدن أطفالهن هو مبدأ تجدُّد للمجتمع المدني. وواصل الأب الأقدس أنه من البيِّن للجميع أن المجتمع اليوم يقوم على أفعال مثل التملك والإنتاج والظهور، بينما يشير التزامكم، تابع البابا فرنسيس، وفي تناغم مع التزام الكنيسة بكاملها إلى تخطيط مختلف، يضع في المركز كرامة الأشخاص ويمنح أهمية خاصة لمن هم أكثر ضعفا. وشدد الاب الأقدس في هذا السياق على أن الطفل الذي يُحمل به يًمثل كل رجل وامرأة بلا صوت، وأن كوننا إلى جانب هذا الطفل يعني بالتالي التضامن مع كل من يتعرضون إلى الإقصاء في العالم. وأضاف البابا أن النظرة القلبية التي تعترف بهذا الطفل كواحد منا هي التي تحرك هذا التخطيط المختلف للمجتمع.
وفي ختام رسالته إلى المشاركين في حج الحركة من أجل الحياة التي تحتفل بعامها الخمسين دعا البابا فرنسيس إلى مواصلة ما وصفه بالرهان على النساء وقدرتهن على الاستقبال والعطاء والشجاعة. وتابع أنه من الضروري أن يتلقى النساء مساندة الجماعة المدنية والكنسية، ويمكن لمراكز دعم الحياة أن تكون مرجعا للجميع، أضاف قداسته. ثم وجه البابا إلى المشاركين في الحج الشكر على صفحات الرجاء والحنان التي يساعدون على سطرها في كتاب التاريخ والتي لا تُمحى حسبما ذكر، صفحات تحمل وستحمل ثمارا كثيرة. وختم الأب الأقدس متضرعا كي يبارك الرب الجميع وتحرسهم مريم العذراء ثم أوكل المشاركين ونشاطهم إلى شفاعة القديسة تيريزا دي كالكوتا الرئيسة الروحية للحركة من أجل الحياة في العالم بأسره، كما وسأل الجميع ألا ينسوا أن يُصلوا من أجله.
هذا وكان الكاردينال بييترو بارولين وقبل قراءته رسالة الأب الأقدس قد رحب بالخضور وأكد أنهم يغذون بالإفخارستيا عملهم من أجل الحياة وخدمتها منذ الحبل بها وحتى الموت الطبيعي، ثم أعرب للحضور عن الأسف لعدم تمكنهم من لقاء البابا فرنسيس مؤكدا اتحاد الجميع الوثيق بقداسته والصلاة من أجله. وعقب قراءته رسالة البابا تأمَّل أمين السر في يسوع الذي هو الحياة.