
راهبات الراعي الصالح في لبنان ملتزمات في مساعدة الفتيات الفقيرات
محرر الأقباط متحدون
الاثنين ١٠ مارس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
تم الاحتفال يوم السبت الماضي، كما في الثامن من آذار مارس من كل عام، باليوم العالمي للمرأة. للمناسبة أجرت هيئة "مساعدة الكنيسة المحتاجة" مقابلة مع الراهبة اللبنانية ماري عقل من راهبات الراعي الصالح، حدثتنا عن النشاط الهام الذي تقدمه هذه الجمعية الرهبانية للنساء والفتيات اللواتي يعشن في أوضاع من الهشاشة، في أحد الأحياء الفقيرة ببيروت. وهذا النشاط تقوم به الراهبات اللبنانيات بفضل برنامج تموله الهيئة الكاثوليكية.
استهلت الأخت ماري عقل حديثها مشيرة إلى أن الراهبات يقدمن المساعدة الملموسة إلى الفتيات اللواتي يعشن في عائلات فقيرة، وأضافت أن بعض الفتيات يتعرضن للعنف المنزلي ولأشكال أخرى من الانتهاكات، وصولا في بعض الأحيان إلى الاتجار بالبشر. وأوضحت أن هذه الظروف تترك أثراً عميقاً على صحة الفتيات النفسية والجسدية، وهن بأمس الحاجة إلى الأدوات الكفيلة بتطوير ديناميكيات سليمة في حياتهن، فضلاً عن الحماية والدعم السيكولوجي. ولفتت إلى أن راهبات الراعي الصالح ينظمن دورات دراسية لتوعية الفتيات على حقوقهن، ولديركن أنهن قويات، كما أن لقاءاتٍ تنظم مع عائلاتهن من أجل مساعدة الوالدين على حماية الأبناء والبنات بصورة أفضل.
بعدها أكدت الراهبة اللبنانية أن العمل الذي تقوم به جمعيتها بفضل دعم هيئة "مساعدة الكنيسة المحتاجة" هو بالغ الأهمية وجوهري للغاية، لأن الفتيات اللواتي يستفدن من هذا البرنامج يأتين من بيئات تعاني من الفقر المدقع ومن الانتهاكات على المستويات كافة، كما أنهن لا يتمتعن بالحق في التربية، علما أن التربية تسمح لهن بالهروب من وضع الفقر والعوز وبأن يصبحن نساءً مستقلات، متحررات ومسؤولات. كما أن هؤلاء الفتيات يتابعن دورات في الدفاع عن النفس، كي يتعلمن تقنيات تساعدهن في حال التعرض إلى اعتداء ما، هذا بالإضافة إلى دورات في الرقص والرسم تساهم في احترام الذات.
رداً على سؤال بشأن ما يمكن أن يحصل في حال غياب هذا الدعم قالت الأخت ماري عقل إنه بدون هذه المساعدة تكون الفتيات عرضة للمخدرات وللدعارة ولنشاطات إجرامية مختلفة، خصوصا وأن العديد منهن تعرضن لصدمات ويعانين من الاضطراب النفسي والاكتئاب، يجدن صعوبة كبيرة في وضع ثقتهن بالآخرين. ولفتت إلى أن هذه المشاكل متجذرة في نفوسهن وتؤثر على نواح عدة من حياتهن، بما في ذلك التعلّم. لذا لا بد أن توفَّر لهن هذه الفضاءات كي يتمكنّ من إعادة بناء أنفسهن ويصبحن نساءً قويات ومستقرات.
في سياق حديثها عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها بلاد الأرز، قالت الراهبة اللبنانية إن الخدمات المرتبطة بالصحة النفسية محدودة جدا، فضلا عن كونها مكلفة، موضحة أن المنظمات غير الحكومية تلعب دوراً أساسياً في دعم هذه الشرائح الضعيفة في المجتمع. ومن هذا المنطلق يتم بذل هذه الجهود العملاقة من أجل احتواء خطر أن تنجر الفتيات وراء النشاطات الإجرامية.
وأضافت الأخت عقل أن قليلةً هي الجهات التي تهتم بهذا الموضوع، مشيرة إلى أن المسؤولية تقع على الحكومة التي ينبغي أن تعتني بالفتيات الضعيفات، لكن للأسف أُجبرت العديد من المراكز على الإقفال بسبب الأزمة الاقتصادية، في وقت يزداد فيه عدد الشبان والشابات المحتاجين إلى المساعدة. وقالت إن الخدمة التي تقوم بها الراهبات عزيزة جداً على قلوبهن، كما أنها عزيزة أيضا على قلب الرب يسوع.
في ختام هذه المقابلة شاءت الراهبة اللبنانية أن توجه كلمة شكر إلى هيئة "مساعدة الكنيسة المحتاجة" على الدعم الذي تقدمه لهذه الرسالة، خصوصا خلال السنتين الماضيتين، ومشيرة إلى أن أي شيء مما نُفذ ما كان ليتحقق بدون هذا الدعم السخي.