
واعظ القصر الرسولي: لا تخف من ضعفك، الله يحول الهزيمة إلى انتصار
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ١١ مارس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
ننشر هنا ملخص التأمل الثالث الذي قدّمه واعظ القصر الرسولي خلال الرياضة الروحية في الصوم الكبير، التي تُقام في قاعة بولس السادس. يتوقف الأب بازوليني عند السعي المستمر للإنسان إلى إخفاء ضعفه بدلًا من مواجهة الفراغ العميق الذي يسكنه، مشيرًا إلى أن الموت الداخلي ليس نهاية، لأن الله لا ينظر إليه كانكسار، بل كنقطة انطلاق لحياة جديدة.
ألقى واعظ القصر الرسولي الأب روبرتو بازوليني عصر أمس الاثنين تأمله الثالث في إطار الرياضة الروحية للكوريا الرومانية قال فيه لماذا نجد صعوبة في الاعتراف بأن الحياة الأبدية قد بدأت؟ يشير الكتاب المقدس إلى أن الإنسان، منذ بداياته، أظهر عدم استجابته لعمل الله ومعارضته له. فقد ندد أنبياء العهد القديم بعدم قدرة الشعب على التنبّه "للأمور الجديدة" التي يصنعها الله، فيما كان يسوع نفسه يتحدث بالأمثال، لا لتبسيط رسالته وإنما لكي يسلِّط الضوء على قساوة القلب البشري المنغلق أمام إمكانية الحياة الكاملة.
تابع واعظ القصر الرسولي يقول يصف العهد الجديد هذه الحالة بتعبير متناقض: "نحن أموات، ولكننا لا ندرك ذلك". فالموت ليس فقط الحدث الأخير في الحياة (الموت البيولوجي)، بل هو أيضًا حالة نعيشها الآن، حين نعيش في انغلاق على ذواتنا يمنعنا من أن نفهم الحياة كعطيّة أبدية يريد الله أن يمنحنا إياها. يروي سفر التكوين هذه الحالة من خلال ما يُعرف بـ"الخطيئة الأصلية"، حيث لم يقبل الإنسان الحياة كعطيّة، بل سعى للسيطرة عليها متجاوزًا الحد الذي وضعه الله. لكن النتيجة لم تكن الاستقلالية التي وعدت بها الحية، بل الشعور بالخزي والضياع.
أضاف واعظ القصر الرسولي يقول يتجلى هذا "الموت الداخلي الأول" في محاولاتنا المستمرة لتغطية هشاشتنا من خلال الأدوار، والصور، والنجاحات، بدلاً من مواجهة الفراغ العميق داخلنا. ومع ذلك، لا يبدو في الكتاب المقدس أن الله قد انزعج من هذه الحالة، بل كانت ردّة فعله الأولى أن يبحث عن الإنسان، ويسأله: "أين أنت؟". وهذا الأمر يكشف أن الموت الداخلي ليس نهاية، بل يمكنه أن يكون بداية لمسيرة خلاص.
تابع واعظ القصر الرسولي يقول يتضح هذا الأمر أيضًا في قصة قايين وهابيل: فالله لم يمنع الجريمة، لكنه حمى قايين من استغراقه في الشعور بالذنب. وهذا يدل على أن "الموت الأول" للإنسان ليس مصيرًا حتميًا، بل فرصة لإعادة اكتشاف الحياة الأبدية ليس فقط كواقع مستقبلي، بل كحقيقة حاضرة أيضًا. ويسوع قد دعا إلى النظر إلى مآسي الحياة كفرص للإرتداد، وليس كعلامات للدينونة.
خلص واعظ القصر الرسولي إلى القول إن الله لا ينظر إلى موتنا الداخلي كهزيمة، بل كنقطة انطلاق لحياة جديدة. إنَّ العقبة الحقيقية أمام الحياة الأبدية ليست الموت البيولوجي، بل عجزنا عن الاعتراف بأننا منذ الآن غارقون في واقع يتخطّى الزمن، شرط أن نختار أن نحياه بثقة وانفتاح على الله.