
الأب بازوليني: الحياة الأبدية ليست مجرد "مكافأة مستقبلية" بل هي واقع يمكننا أن نختاره منذ الآن
محرر الأقباط متحدون
الاربعاء ١٢ مارس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
ننشر ملخص التأمل الخامس لواعظ القصر الرسولي، الذي يقود الرياضة الروحية للكوريا الرومانية في قاعة بولس السادس. ويشدد الراهب الكبوشي على أنه يمكننا أن نحيا الحاضر ونختبر القيامة إذا سلمنا آلامنا وجراحنا للمسيح، بدلاً من أن نبحث عن العزاء في أوهام زائفة.
في إطار الرياضة الروحية للكوريا الرومانيّة ألقى واعظ القصر الرسولي عصر أمس الثلاثاء تأمله الخامس قال فيه إنَّ التحدي الحقيقي في مسيرتنا لا يكمن فقط في عبور الموت، بل في الاعتراف بأن الحياة الأبدية تبدأ هنا والآن. كثيرًا ما نوهم أنفسنا أن هناك فئتين فقط من البشر: الأحياء والأموات. لكن إنجيل يوحنا، من خلال قيامة لعازر، يكسر هذه النظرة التقليدية: فالموت الحقيقي لا يقتصر على التوقف عن التنفس، بل يشمل أيضًا الذين يقيدهم الخوف، والعار، والرغبة في السيطرة. ولعازر، الملفوف بأكفان تقيد حركته، يمثل كل واحد منا عندما نسمح للتوقعات الاجتماعية والأنماط الجامدة بأن تخنق حريتنا الداخلية.
تابع واعظ القصر الرسولي يقول إزاء موت أخيهما، أظهرت مارتا ومريم إيمانًا مشروطًا: "لو كنتَ ههنا، لما مات أخي". تعكس هذه العبارة فكرة إله ينبغي أن يتدخل دائمًا لكي ينقذنا من الألم. لكن يسوع لم يأتِ لكي يلغي الألم وإنما لكي يحوله: "أنا القيامة والحياة". وبالتالي فالسؤال الحقيقي ليس إن كنا سنموت؟ وإنما إن كنا أحياء حقًا، من خلال الثقة بالمسيح وكلمته.
أضاف واعظ القصر الرسولي يقول يتجلى هذا التحدي أيضًا في قصة المرأة النازفة، التي كانت تعاني لمدة اثني عشر عامًا، لكنها رغم كل شيء تجرأت على لمس ثوب يسوع طلبًا للشفاء. تعكس حالتها حال البشرية جمعاء: نحن نبحث عن العلاجات، نبحث عن الحياة، لكننا غالبًا ما نعتمد على أوهام زائفة تتركنا فارغين. وحده اللقاء مع المسيح قادر على أن يحقق الشفاء الحقيقي، ليس فقط على المستوى الجسدي، بل على المستوى الداخلي أيضًا: شفاء الثقة، وراحة القلوب المتعبة.
تابع واعظ القصر الرسولي يقول قال لها يسوع: "يا ابنتي، إيمانك خلّصك"، موضحًا أن الخلاص ليس مجرد تدخل خارجي من الله، بل هو ثمرة الانفتاح على حضوره. وهذا ما ينطبق على سر الاعتراف وكل خبرة مصالحة: لا يكفي أن نقوم بفعل شكلي، بل على قلبنا أن يستعيد ثقته بالله الذي يريد لنا الحياة الحقيقية.
وخلص واعظ القصر الرسولي إلى القول إن علامة لعازر وشفاء المرأة النازفة يطرحان علينا سؤالًا جوهريًا: هل نحن موتى ننتظر النهاية، أم أحياء بدأوا في اختبار القيامة؟ إنَّ الحياة الأبدية ليست مجرد مكافأة مستقبلية، بل هي واقع يمكننا أن نختاره الآن، من خلال العيش بحرية ورجاء وثقة في الله الذي يدعونا إلى ملء الحياة.