
الكاردينال بارولين: الذكاء الاصطناعي يجب أن يخدم الخير العام وأمن الأطفال
محرر الأقباط متحدون
السبت ٢٢ مارس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في مؤتمر عُقد في الفاتيكان حول مخاطر وفرص الذكاء الاصطناعي بالنسبة للأطفال، ويشهد مشاركة عدد كبير من الخبراء في هذا المجال فضلا عن شخصيات مدنية ودينية. وأطلق نيافته نداءً كي تتعاون الحكومات والشركات مع المربين والمجتمع المدني والمؤسسات الرهبانية من أجل وضع قواعد خلقية وأطر للحوكمة وضمان شفافية المعلومات وإطلاق سياسات تمحور حول الأطفال.
نظمت المؤتمر الأكاديمية البابوية للعلوم بالتعاون مع المؤسسة العالمية للطفولة ومعهد الأنتروبولوجيا التابع للجامعة الغريغورية الحبرية بروما. وقد استهل نيافته مداخلته متوقفاً عند ما قاله البابا بشأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي محذراً من المخاطر التي تترتب عليها، دون أن ننسى أبعادها الإيجابية. وشدد بارولين على ضرورة أن يتبنى المجتمع الدولي إستراتيجيات ناجعة من أجل مواجهة هذا التحدي المطروح اليوم أمامنا، خصوصا وأن هذه التكنولوجيا تتطور بوتيرة سريعة، مشيرا إلى أهمية أن يحصل تعاون بين جميع المكونات في أجل وضع القوانين والأطر والسياسات اللازمة. وأضاف أن المسألة لا تقتصر على ضمان أمن الأطفال وخصوصيتهم وعلى احترام كرامتهم وحسب إذ لا بد أن تتم حمايتهم من الأضرار التي يمكن أن يسببها الذكاء الاصطناعي. كما من الأهمية بمكان أن يتم ضمان الشفافية والمسؤولية والمساواة في جعل هذه التكنولوجيا مفيدة لكل طفل.
بعدها شاء المسؤول الفاتيكاني أن يتوقف عند الخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس في حزيران يونيو الماضي خلال حضوره قمة قادة مجموعة السبع في إيطاليا والذي تمحور بالكامل حول الذكاء الاصطناعي، عندما أكد أن التقدّم التكنولوجي الهائل الذي نشهده اليوم يتطلب منا تفكيراً وتأملاً على مستوى التحدي الذي نواجهه. وأوضح بارولين في هذا السياق أن منظومات الذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة كبيرة وسوف تبدل شكل مجتمعاتنا ما يؤثر بنوع خاص على الأطفال.
واعتبر نيافته أنه إزاء هذا الوضع الذي نعيشه اليوم ينبغي أن توضع هذه التكنولوجيا في خدمة الخير العام وأمن جميع الأشخاص، لاسيما الأكثر ضعفاً وهشاشة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على الكرامة البشرية والعلاقات الاجتماعية، وقال بارولين إن هذه هي مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع، مذكرا بأن دائرة عقيدة الإيمان ودائرة الثقافة والتربية أصدرتا في كانون الثاني يناير الماضي مذكرة تسلط الضوء على العلاقة بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي.
وتابع المسؤول الفاتيكاني كلمته مشيرا إلى أن هذه التكنولوجيا تتمتع بالقدرة على تحسين الأمن والتعليم ورخاء الأطفال، لكنها في الوقت نفسه قادرة على طرح تهديدات خطيرة، من بينها التنمر السيبراني، وانتهاك الخصوصيات، والإدمان على الذكاء الاصطناعي واستغلال الأشخاص من خلال الإنترنت. واعتبر أنه ليس من السهل أن نتفادى المخاطر ونستفيد من النواحي الإيجابية، خصوصا وأن الذكاء الاصطناعي يطرح تساؤلات أساسية بشأن المسؤوليات الخلقية والأمن البشري ونمو المجتمعات، كما جاء في رسالة البابا فرنسيس إلى المنتدى الاقتصادي العالمي ٢٠٢٥.
وختم الكاردينال بارولين مداخلته مسلطاً الضوء على الحاجة الملحة إلى أجوبة ملائمة ترتكز إلى مبدأ المساعدة والتضامن بين العائلات والأفراد والمجتمع والشركات والمؤسسات والحكومات والمنظمات الدولية، إذ يتعين على كل هذه الأطراف أن تعمل كي يكون الذكاء الاصطناعي موجهاً نحو خير الجميع. وأكد نيافته أن ما نحتاج إليه اليوم هو عمل جماعي طارئ وتعاون دولي كي لا تعرض هذه التكنولوجيا للخطر كرامة الأطفال ورخاءهم في هذا العصر الرقمي الذي نعيش فيه.