الأقباط متحدون - صحح مفاهيمك١ بعض الأخطاء والمفاهيم المغلوطة في مجال الطب والصحة
  • ١٢:٢٦
  • الاثنين , ٢٤ مارس ٢٠٢٥
English version

صحح مفاهيمك١ بعض الأخطاء والمفاهيم المغلوطة في مجال الطب والصحة

د. أمير زخارى

صحة

١٩: ٠٢ م +02:00 EET

الاثنين ٢٤ مارس ٢٠٢٥

 صحح مفاهيمك١ بعض الأخطاء والمفاهيم المغلوطة في مجال الطب والصحة
صحح مفاهيمك١ بعض الأخطاء والمفاهيم المغلوطة في مجال الطب والصحة
د. أمير فهمى زخارى
إن الثقافة الطبية والبحث عن العلاج المناسب خير من السماع لمقولة (ستي وستك وجارتي وبنت حماي) حتى لو أنهم أنجبوا أطفالاً وتعاملوا معهم بالعادات المتوارثة؛ إذ معظم ما يطبق خاطئ ويختلف تأثيره من شخص لآخر.
 
كثيراً ما اصادف بعض الأخطاء والمفاهيم المغلوطة في مجال الطب والصحة، ويتم تداول هذه الأخطاء بمنتهى اليُسر بين الناس عبر الإنترنت...
1- عبارة (اغسل كليتك، أو اغسل الكبد أو اغسل الجهاز الهضمي ) باستخدام أعشاب كذا أو خلطة كذا كلها من الأمور العبثية، فأعضائك لن يعتريها الصدأ
أو تتسخ من فضلات الجسم. 
 
حتى وإن كان المقصود بلفظ (غسيل) هو التخلص من عناصر ضارة، فكيمياء الجسم من اليقظة بحيث تؤدى هذا الدور باحتراف شديد مثل معادلة قلوية أو حموضة الدم أو التحكم في تركيز البول ومن ثم عادم التمثيل الغذائي. 
 
اخر ما يرجوه منك الجسم هو ان تتركه وشأنه وهو كفيل بتصحيح مشاكله طالما لم يعبر لك بالمرض، وكفاية عليك نظافة الجسم وازالة رائحة العرق.
2- معظم المستحضرات التي يزعم البعض أنها تغذي الجلد أو الشعر مثل فيتامين (C)  أو  (E) أو غيرها لا تعمل بوضعها على الجلد، فهذه العناصر لن تعمل الا اذا تناولتها طعاما ليتم توزيعها بمعرفة الجسم وتمنح الجلد الفائدة المرجوة بعد تمثيلها غذائياً بالجسم (In-vivo)، ومعظم مستحضرات التجميل لا يعمل منها سوى الوسيط الحامل للدهان (لانولين أو فازلين)، فهذين الأخيرين يعملان على ترطيب طبقة الخلايا الميتة (الكيراتين) بالجلد، ولكن في استثناء يستخدم تقنية النانو امكن تسهيل عبور  بعض هذه العناصر لتعمل موضعيا على الجلد.
 
3- ثمة فرق بين الكوليسترول والدهون، فجسمك يلزمه الكوليسترول لا محاله، فهو المكون الأولي لبعض الهرمونات والخمائر (إنزيمات)، ويأتي اللبس بخطأ المعتقد لدى حرمان الجسم من الدهون بشكل مطلق كما في النظام الغذائى.
 
4- "الحلو" من الطعام ليس عكس "المرّ"، هذه علاقة طعم فقط، فغير صحيح هذا المعتقد السائد بأن الصبار أو الترمس المر أو الحنظل وكل ما هو مر الطعم سوف يتعادل مع السكر بالجسم ليحد من ارتفاعه مع مرضي السكر.
 
5- لا علاقة لدرجة نضج الخبز بمحتوى السعرات الحرارية، فغير صحيح أن الخبز المحمص أقل في محتوى السعرات عن الخبز الطري.
6- الشمس لا تمنح طفلك كالسيوم أو فيتامين (D)  كما يظن البعض. كل ما في الأمر أن الأشعة فوق البنفسجية (أحد درجات الطيف في ضوء الشمس) تساعد في عملية تحول فيتامين (D)  الخام الذي نتناوله في الطعام لدى التمثيل الغذائي لهذا الفيتامين، والكلي لها دور عظيم في العملية نناقشه في سياق آخر. 
نفس المفهوم الخاطئ يسرى على فيتامين (أ)، فالجزر - الأكثر شهرة - لا يحتوى على فيتامين (أ) وإنما يحتوى على خامة هذا الفيتامين Pro-vitamin A الذي سوف يتحول لاحقاً بالجسم إلى فيتامين (أ) ولا اقصد ان له علاقة بالشمس.
 
7- مضغ (اللبان) أو شرب النعناع لن يضيع رائحة البصل أو الثوم أو الأطعمة ذات الروائح الشديدة. السبب أن الرائحة في حد ذاتها هي جملة الزيوت
الطيارة (المتبخرة) الموجودة في البصل أو الثوم، وهي تسري مع الدم ويطلقها الجسم مع زفير التنفس، فالرائحة ليست موجودة بالفم.
8- الأوردة الزرقاء تعني أن الدم لا يحمل الأكسجين
 
نأتي لأمر أصحاب الأوردة الزرقاء، التي يعتقد أنها نتيجة حمل دم غير مؤكسج (أي لا يحمل الأكسجين)؛ ولكن وفقًا لمقال العلماء، فإن دم الإنسان لونه أحمر دائمًا، في كل حالاته، مع الأكسجين أو بدونه. ويرجع تفسير ذلك الظل الأزرق لدماء الأوردة إلى مقدار انعكاس أو مسار الضوء داخل طبقات الجلد؛ مما يجعله يبدو باللون الأزرق؛ بالإضافة إلى قرب الأوردة من الجلد على خلاف الشرايين العميقة.
 
9- يجب ألا تضع كريم واقي الشمس عند غياب الشمس
لم تسلم منتجات العناية الشخصية من المعتقدات المغلوطة؛ إذ يعتقد أغلب الناس عدم جدوى واقي الشمس أو عدم الحاجة إليه في الأيام الغائمة والممطرة. والحقيقة أن أضرار الشمس تنجم عن أشعتها فوق البنفسجية وليس عن درجة الحرارة، وتلك الأشعة بإمكانها اختراق بعض السحب، وقد تكون أكثر حدة من يوم دافئ في فصل الصيف.. ولذلك، يجب وضع طبقة غنية من واقي الشمس قبل الخروج من المنزل، وكل ساعتين في حال البقاء خارجًا لوقت طويل؛ لأنه يحمى البشرة من العوامل الخارجية الضارة أيضًا.
 
10- الشتاء والخروج بشعر مبتل يتسببان في الإصابة بالإنفلونزا
نصاب بالإنفلونزا طوال العام، صيفًا وشتاءً، ورغم ذلك فما زال فصل الشتاء يتحمل الذنب الأكبر في معدلات الإصابة بالبرد والإنفلونزا؛ فما العلاقة بين انخفاض درجة الحرارة والتقاط عدوى فيروس الإنفلونزا؟ الحقيقة أنه لا دخل للشتاء وبرودة الطقس بالعدوى، ولكن يكثر المرض بالبرد في الشتاء نتيجةَ عدم التهوية الجيدة وتجمع أفراد الأسرة أو الأصدقاء كثيرًا بالأماكن المغلقة طلبًا للدفء. وهنا يزداد معدل انتشار العدوى بين الجميع للتلاصق المستمر؛ مما يرفع نسب الإصابة بالإنفلونزا. والأمر عينه في خرافة الخروج بالشعر مبتلًّا والاعتقاد أنه يصيب بالبرد الذي هو عدوى فيروسية، لا علاقة له بالشعر المبتل أو الجاف.
 
وتوجد عدة مغالطات منتشرة بكثرة استطعت رصدها خلال عملى وأعمل على نشرها لتوعيه الأهل، منها تكحيل المولود بالبصل لزيادة نظره! لكن حقيقة الأمر خطيرة لأن ذلك يؤدي إلى إصابة العين بالعمى. ومن الأخطاء أيضًا دهن الحروق بمعجون الأسنان أو الزيت أو القهوة، وكل ذلك خاطئ لأنه يؤدي إلى تآكل الأنسجة والتهاب الجلد، والأغرب هو وضع شيء من صابون للطفل المصاب بالإمساك بدلاً من إعطائه دواء مناسب، و الطفل لا يُعطى شيئًا من الأعشاب قبل عمر الستة أشهر، وأن اليانسون لديه تأثير ضار على الجهاز العصبي للطفل، ويُمكن أن يسبب في عدة اختلاطات تُؤثر على تركيز الطفل.
 
يجب علينا ألا ننساق وراء الخرافات والمفاهيم المغلوطة؛ فبعضها قد يحرمنا الاستمتاع بالحياة، وبعضها الآخر قد يتسبب في أضرار صحية، أو مشكلات اجتماعية وسلوكية. ودائمًا ما يُوصى بالبحث والتحقق من كل ما هو غريب ويرفضه العقل قبل تبني أي أفكار.
والى اللقاء في الجزء الثانى من سلسله صحح مفاهميك... تحياتى.