
البطريرك الراعي: دعوة للتوبة والمصالحة وتنقية الذاكرة الوطنية
محرر الأقباط متحدون
الاثنين ٢٤ مارس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي الأحد الثالث والعشرين من آذار مارس في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وقال في عظته "في هذا الأحد الثالث والعشرين من آذار، تحيي الكنيسة عيد القديسة رفقا، رسولة الألم، فنصلّي لشفاء كل المتألّمين في أجسادهم وأرواحهم ونفوسهم".
ألقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظة في أحد الابن الضال بعنوان "إن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وضالًّا فوُجد" (لو ١٥: ٢٤)، استهلها قائلا "ربّنا المسيح، المعلم الإلهي يعلّمنا، في إنجيل هذا الأحد الرابع من زمن الصوم، مفهوم الخطيئة والتوبة والمصالحة. يتوسط هذا الأحد سلسلة آحاد الصوم الستة، قبل دخول أسبوع الآلام المقدس. فنسمي الآحاد الثلاثة السابقة، آحاد التغيير: تغيير الماء إلى خمر فائق الجودة كعلامة تغيير باطن الإنسان، تطهير الأبرص علامة الخطيئة التي تتآكل باطن الإنسان، شفاء النازفة علامة نزيف القيم الروحية والأخلاقية؛ وآحاد الانطلاق الجديد: شفاء المخلّع للسير في طريق جديد، شفاء الأعمى للدلالة على رؤية جديدة، أحد الشعانين لفتح قلوبنا لاستقبال المسيح الملك الآتي. هكذا تهيّئنا أسابيع الصوم للدخول بروح التوبة والمصالحة مع الله والذات والناس في أسبوع الآلام المقدس".
في عظته مترئسا قداس الأحد، توقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عند كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون "على مائدة الإفطار في القصر الجمهوري منذ ثلاثة أيام (الخميس ٢٥ آذار ٢٠٢٥)، انطلاقًا من عبارتين: الأولى من مقدمة الدستور: "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك" (ي)، والثانية من المادة ٩٥: "رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن". واستنتج فخامته من مقدمة الدستور " أن شرعية أي سلطة في لبنان الكيان والوطن والدولة، هي في أن نكون معًا ... أن نصلّي معًا... أن نقاوم معًا.... وأن نفرح معًا ونحزن معًا". واستنتج من المادة ٩٥: " أن يكون رئيس الجمهورية رمز وحدة الوطن" يعني أن يكون هو والجميع تحت سقف دولتنا ووطننا وميثاقنا. وحدتنا هي أغلى ما نملك ... وهي قوتنا ... وسلاحنا الأمضى، وثروتنا الأغنى وخيرنا الأبقى.... بوحدتنا – يقول فخامته. نُعيد بناء ما تدمّر...، ونزرع الفرح في عيون أبنائنا والأمل في نفوسهم".
وأشار البطريرك الراعي إلى أن "كلمة فخامة الرئيس جديرة بأن تكون في يد كل مواطن وكل مسؤول في الدولة، لأنها تقدّم التفسير الأفضل والأوضح والوجداني لهاتين المادتين من الدستور. إنهما بمثابة دعوة لتنقية الذاكرة من رواسب الماضي المؤلم والجارح في آن". وقال غبطته "لقد آن الأوان لنبدأ معًا في تنقية الذاكرة عبر الحوار الصادق الصريح والعمل على التقارب وتعزيز المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، بهدف خلاص لبنان وإعادة بنائه وطن الرسالة. وهذا يقتضي العمل معًا "في الأمور الجوهرية بالوحدة، وفي العوارض بالحرية، في جميع الأمور "بالمحبة" (القديس أوغسطينوس). إن تنقية الذاكرة أمر شجاع ومتجرّد في آن. لكنها ضرورية للجميع لأنها المدخل الوحيد إلى الوحدة الوطنية والاستقرار النفسي والأمني والاجتماعي".
وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي الأحد الثالث والعشرين من آذار مارس في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "لنصلِّ، أيها الإخوة والأخوات الأحباء، لكي يعضدنا الله بنعمته على التوبة لننعم بثمار المصالحة، وعلى البدء في تنقية الذاكرة فنحيا جمال وحدتنا الوطنية".