الأقباط متحدون - السودان بين الحرب والأزمة الإنسانية.. معاناة النازحين وتدفق الأسلحة
  • ١٢:٣٥
  • الاثنين , ٢٤ مارس ٢٠٢٥
English version

السودان بين الحرب والأزمة الإنسانية.. معاناة النازحين وتدفق الأسلحة

محرر الأقباط متحدون

أخبار عالمية

٢٧: ٠٥ م +02:00 EET

الاثنين ٢٤ مارس ٢٠٢٥

 السودان بين الحرب والأزمة الإنسانية.. معاناة النازحين وتدفق الأسلحة
السودان بين الحرب والأزمة الإنسانية.. معاناة النازحين وتدفق الأسلحة
محرر الأقباط متحدون
في وقت استعاد فيه الجيش السوداني السيطرة على بعض المواقع في العاصمة الخرطوم، ووسط استمرار هجمات قوات التدخل السريع في دارفور، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المتحدث بلسان النازحين السودانيين في إيطاليا آدم نور محمد الذي قدم صورة عن الأوضاع الراهنة في بلاده، لافتا إلى أن السكان يفتقرون إلى المياه والطعام والأدوية، فيما يتواصل تدفق الأسلحة التي يُدفع ثمنها من عائدات الذهب السوداني.
 
الأنباء الواردة من السودان تتحدث عن معارك عنيفة في العاصمة الخرطوم بين الجيش النظامي وقوات التدخل السريع في إطار الصراع المسلح الدائر في البلاد منذ الخامس عشر من أبريل نيسان ٢٠٢٣ بين القوات النظامية بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان والميليشيات الموالية لمحمد حمدان دغلو. وقد أعلن الجيش أنه استعاد السيطرة على القصر الرئاسي، فيما تحدثت قوات التدخل السريع عن هجوم شنته أسفر عن مقتل عشرات الجنود السودانيين. وقد قُتل في المواجهات ثلاثة صحفيين يعملون لحساب محطة التلفزة الرسمية.
 
في حديثه لموقعنا الإلكتروني قال آدم نور محمد إن المواطنين يرفضون تقسيم السودان، لأن هذا الأمر سيولد المزيد من الآلام والمعاناة. وأوضح أن قوات التدخل السريع قامت مؤخرا بتشكيل حكومة مصغرة، لكنها لا تحظى باعتراف السودانيين المقيمين والمغتربين على حد سواء. ولفت إلى أن هذه الميليشيات متواجدة في إقليم دارفور، وقد شنت خلال الأسبوع الماضي هجوما واسع النطاق في شمال الإقليم، على مقربة من الحدود الليبية، استخدمت خلاله مئات الآليات، وأقدمت على ارتكاب مجازر ذهب ضحيتها مئات المواطنين المدنيين، لكن الجيش النظامي تمكن لاحقاً من صدّ الهجوم.
 
وقد أسفرت سنتان من القتال عن سقوط عشرات آلاف القتلى، مع أنه يصعب التأكد من العدد الفعلي، نظراً لانعدام الأمن في العديد من المناطق. المهجرون داخل البلاد يُقدر عددهم باثني عشر مليوناً، فيما لجأ ثلاثة ملايين آخرين إلى خارج البلاد، لاسيما إلى تشاد، مصر وجنوب السودان. وقد أعلنت الأمم المتحدة أن الأزمة السودانية هي اليوم أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يعاني مليونا شخص من انعدام الأمن الغذائي، وثلاثمائة وعشرون ألفاً يعانون من الجوع.
 
عن هذا الموضوع قال الناشط السوداني، المقيم منذ عشرين سنة في إيطاليا، إن ظروف الحياة صعبة سيئة جداً، موضحا أنه قدِم من غرب دارفور وأن والدته تقيم حالياً في أحد مخيمات النازحين في تشاد. وأضاف أن مخيما للنازحين تعرض مؤخراً لهجوم مسلح على أراض تشاد، كما حصل في مخيم زامزام في شمال دارفور، حيث يفتقر الأشخاص إلى المياه والطعام، مؤكدا أن الميليشيات تمنع أيضا وصول المساعدات الإنسانية إلى النازحين، وهم مسنون وأطفال ونساء يواجهون خطر الموت نتيجة النقص في الطعام والأدوية.
 
هذا واتُهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب، فيما وُجهت إلى قوات التدخل السريع تُهمة ارتكاب عمليات إبادة. اتهاماتٌ يقول الطرفان إنها عارية من الصحة، في وقت يستمر فيه تدفق الأسلحة إلى السودان، في إطار تقاطع في التحالفات الدولية، إذ يتحدث المحللون عن تورط روسيا، إيران ودول عربية. وقال الناشط السوداني بهذا الصدد إنه تم العثور مؤخراً على شحنات للأسلحة مخبأة بين المساعدات الإنسانية، وثمة وثائق تثبت ذلك. وأضاف أن الأسلحة كانت في البداية تصل من تشاد، ومن هناك تدخل إلى غرب دارفور، أما اليوم فباتت تصل من جنوب السودان.
 
في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني دعا آدم نور محمد الجماعة الدولية إلى عدم نسيان السودان، مذكراً بأن البابا فرنسيس طلب في أكثر من مناسبة أن يصلي المؤمنون على نية السلام في العالم، وذكر أيضا السودان.