
الكاردينال زوبي يشجع المؤمنين على نشر الرجاء في عالم يشهد انقسامات وصراعات
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
قام رئيس أساقفة بولونيا ورئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو زوبي بقيادة وفد من مؤمني أبرشيته حجوا إلى روما لمناسبة سنة اليوبيل وشدد للمناسبة على ضرورة أن نضيء شعلة الرجاء في عالم يميل إلى سباق التسلح من أجل ضمان السلام، وحثّ المؤمنين على أن يكونوا دوما انعكاساً لمحبة الله.
يوم الأحد عبر نيافته عن فرحته لخروج البابا فرنسيس من المستشفى بعد أن أمضى ثمانية وثلاثين يوماً يتلقى العلاج، وقال إن الحبر الأعظم وخلال تلك الفترة الطويلة أظهر لنا البركة التي تكمن وراء الهشاشة، لأنه في أوقات الضعف نتعلّم كيف نضع ثقتنا بالرب. وأضاف أن فرنسيس ذكّرنا أيضا من المستشفى بأهمية أعجوبة الحنان التي ترافق الأشخاص الممتحنين وتحمل لهم بصيصاً من النور وسط عتمة الألم. وشجع المؤمنين على الاستمرار في رفع الصلوات على نية الحبر الأعظم، كما فعلوا خلال سنوات حبريته الاثنتي عشرة، مضيفا أن البابا فرنسيس يعلمنا كيف نكون خداماً.
وقد قاد الكاردينال زوبي التطواف الذي قام بها حجاج بولونيا، وبلغ عددهم حوالي ألفي شخص تقريباً، في شارع المصالحة وصولا إلى البازيليك الفاتيكانية، حيث ترأس القداس الإلهي، وألقى عظة سلط فيها الضوء على ضرورة أن يكون كل مؤمن انعكاساً لمحبة الله، وأن يصير علامة للرجاء لاسيما في عالم يعيش انقسامات وصراعات وتنغلق فيه الشعوب على نفسها. وأضاف أن حدود العديد من الدول تحولت إلى خنادق، كما أن العالم اليوم بدأ يقصي الأشخاص الفقراء، وينبذ الغريب، ويعتبر أن موت الأشخاص غرقاً في البحر أمراً اعتيادياً.
وذكّر نيافته بأن عالمنا اليوم مفعم بمشاعر الحقد وأوضاع الظلم والجهل، وهو لا ينبذ الحرب، بل يعتقد أنه يمهد الدرب أمام السلام من خلال سباق التسلح، عوضا عن السعي إلى حل المشاكل والخلافات بالطرق السلمية. وفي عالم يرفض الحياة من الأهمية بمكان أن نشعر بنعمة الله كي نضيء شعلة الرجاء، لأن الرجاء قادر على مواجهة الشر.
بعدها أكد رئيس مجلس أساقفة إيطاليا أن المغزى من الحج واليوبيل هو أن يرتد الإنسان، وأن يأخذ الرحمة على محمل الجد، ليمتلئ بالرجاء، وينقله إلى الآخرين، لأن أبناء الرجاء وحدهم قادرون على تغيير هذا العالم نحو الأفضل. وتوجه الكاردينال زوبي إلى الحجاج متحدثاً عن أهمية التلاقي وقال إن الكنيسة هي رباط للشركة التي ترافق الإنسان حتى عندما يكون بعيداً، وعبر عن امتنانه على هذا المكان الذي يعيد إلى الأذهان بداية المسيحية، مشيرا إلى أن القديس بطرس، هامة الرسل، يعلمنا كيف نتّبع الرب ويعطينا مثالاً نقتدي به، لأننا نحن أيضا نصبح طوباويين عندما نغسل أرجل بعضنا البعض.
ولدى وصولهم إلى روما، تجمع مؤمنو أبرشية بولونيا في كنيسة القديس يوحنا المعمدان للاستماع إلى التعليم المسيحي من قبل أسقفهم الكاردينال زوبي. وقد حدثهم نيافته عن خبرة الحج قائلا إنها تحيي في داخلنا مفهوم المغفرة والتسامح، الذي لا يعني أن نغض الطرف وأن نترك الآخر يفعل ما يشاء، بل يذكرنا بأننا جزء من قصة حبّ. وفي سياق حديثه عن الرجاء، شاء زوبي أن يقتبس من أقوال الأب بريمو ماتسولاري الذي كان يعتبر أن الرجاء هو كالفلاح الذي وسط برد وضباب تشرين الأول ينظر إلى حصاد حزيران. وشجع نيافته المؤمنين على أن ينشروا هذه الفضيلة اللاهوتية وأن يسيروا في عكس التيار إذا اقتضت الضرورة ذلك، خصوصا حيثما يسود القنوط والأنانية.
وشارك في اللقاء الأب أندريا لوناردو مدير خدمة الثقافة والجامعة في أبرشية روما الذي ذكّر بأن المسيحي ومن خلال الحج وأعمال المحبة والصلاة يجد القوة اللازمة لمواجهة الشر، ومن هذا المنطلق تكتسب فكرة اليوبيل، القديمة العهد، أهمية كبرى بالنسبة لنا اليوم.