
الكاردينال بارولين: لم يعد هناك احترامٌ للقانون الإنساني.. ينبغي إيجاد سبل للحوار والسلام
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
أعرب أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، عن قلقه العميق إزاء "الانتهاك المنهجي للقانون الدولي"، مشيرًا إلى أن قصف المدنيين وقتل العاملين في المجال الإنساني هي أفعال تتعارض تمامًا مع القانون الإنساني. وأضاف أن كلمات البابا فرنسيس في صلاة التبشير الملائكي كانت "نداءً صريحًا للتوقف" عن هذه الأعمال.
"نحن قلقون جدًّا بشأن الانتهاكات المنهجية للقانون الدولي" هذا ما قاله أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في تصريح له خلال مشاركته في مؤتمر “قمة الفاتيكان حول طول العمر: تحدي ساعة الزمن”، الذي نظمته الأكاديمية الحبرية للحياة، حيث أعرب عن قلق الكرسي الرسولي إزاء تجدد أو استمرار النزاعات في العديد من مناطق العالم، ولا سيما ما يحدث في غزة، وهو ما ندد به البابا فرنسيس أيضًا في نص كلمته لصلاة التبشير الملائكي يوم الأحد.
وفي أعقاب كلمات البابا، ردّت سفارة إسرائيل لدى الكرسي الرسولي عبر حسابها على منصة X، مؤكدة أنها "تتصرف وفقًا للقانون الدولي". لكن الكاردينال بارولين، في تصريحاته للصحفيين، شدّد على أن "نداء البابا هو دعوة واضحة للتوقف، وإيجاد سبل للحوار والسلام". وأضاف: "لقد تحدثنا مؤخرًا مع الصليب الأحمر، وهم أيضًا يواجهون صعوبات كبيرة جدًا. إن قصف المدنيين وقتل العاملين في المجال الإنساني هي أفعال تتناقض تمامًا مع القانون الإنساني، ولم يعد هناك احترام لهذا القانون اليوم. إنها إحدى أكبر أزمات عصرنا: لم يعد هناك احترام للقانون الإنساني".
وإذ سُئل عن الحالة الصحية للبابا فرنسيس، الذي خرج حديثًا من مستشفى "جيميلي" بعد ٣٨ يومًا من العلاج، أوضح أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان أن الحبر الأعظم "يحتاج الآن إلى فترة نقاهة وراحة". واعتبر أنه من المبكر تحديد كيف سيتم تنظيم جدول أعمال البابا في الفترة المقبلة، سواء من حيث اللقاءات أو الاحتفالات الليتورجية. وقال: "إنّ العمل المكتبي سيستمر، ولكن في الوقت الحالي، سيتم عرض القضايا الأكثر أهمية فقط على البابا، أي تلك التي تتطلب قرارات مباشرة منه، وذلك لتجنب إرهاقه. ومع تحسن حالته، سيتم استئناف البرنامج العادي بشكل تدريجيّ".
أما في كلمته خلال القمة، فقد شدّد الكاردينال بارولين على أن "الشيخوخة هي إحدى التحديات الكبرى في عصرنا" مشيرًا إلى أنها ليست مجرد مسألة طبية، بل هي قضية تمس المجتمع بأسره، إذ تتداخل فيها الأبعاد الاقتصادية والثقافية والأخلاقية والروحية. وأوضح قائلاً: "نحن نعيش في عصر تُنكر فيه الحدود والضعف، وكأن الشيخوخة هي مشكلة يجب إخفاؤها. ولكن الحياة هي عطيّة ثمينة، وتحافظ على قيمتها في جميع مراحلها". وأضاف: "لا يمكننا أن نقع في وهم السعي إلى تقدمٍ يقود إلى الخلود البيولوجي، وننسى أن الملء الحقيقي للحياة لا يكمن في عدد السنوات التي نعيشها، بل في جودة العلاقات، وفي المحبة التي نمنحها ونتلقاها، وفي الإحساس العميق بالانتماء إلى جماعة ما".
ومن هذا المنطلق، دعا أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان إلى "توجيه البحث العلمي والتكنولوجي نحو الخير الشامل للإنسان"، ونحو "خدمة الكرامة البشريّة والأخوة العالميّة" وأكد في هذا السياق أن "الشيخوخة لا يجب أن تصبح امتيازًا لفئة قليلة، ولا أن تؤدي إلى شكل جديد من عدم المساواة الاجتماعية"، وذكَّر في حديثه بكلمات البابا فرنسيس، حول هذا الموضوع. وفي ختام مداخلته شدّد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان على أهمية تعزيز العلاقات بين الأجيال، لما لذلك من دور أساسي في تعزيز التضامن بين الشباب والمسنين، ومواجهة ثقافة الفردانية المتزايدة في عالم اليوم.