الأقباط متحدون - رئيس مجلس أساقفة البوسنة والهرسك: التضامن والحوار هما الدرب المؤدي إلى السلام
  • ٠٢:٣٤
  • السبت , ٢٩ مارس ٢٠٢٥
English version

رئيس مجلس أساقفة البوسنة والهرسك: التضامن والحوار هما الدرب المؤدي إلى السلام

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٠٠: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ٢٩ مارس ٢٠٢٥

رئيس مجلس أساقفة البوسنة والهرسك
رئيس مجلس أساقفة البوسنة والهرسك

محرر الأقباط متحدون
بغية التصدي للأزمة السياسية والمؤسساتية التي تعاني منها البوسنة والهرسك أطلقت الكنيسة المحلية نداءً طالبت فيه باحترام حقوق الإنسان والمساواة بين المكونات الثلاثة الرئيسة في البلاد. للمناسبة أجرى موقعنا الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة ساراييفو ورئيس مجلس الأساقفة المحلي المطران تومو فوكشيش الذي أكد أن السلام يمكن أن يُحافظ عليه من خلال الاحترام المتبادل.

استهل الأسقف البوسني حديثه متوقفاً عند أهمية الحذر، وقال إنها الفضيلة التي ينبغي أن ترافق كل خطوة نقوم بها من أجل بناء السلام، خصوصا خلال الأزمة التي يواجهها المجتمع والمؤسسات وتهدد بالانهيار، وذلك في إشارة إلى الأزمة السياسية التي وصفها المراقبون الدوليون بالأخطر من نوعها في البوسنة والهرسك منذ نهاية الصراع المسلح والتوقيع على اتفاقات دايتون عام ١٩٩٥. وحذّر سيادته من المخاطر التي تترتب على نظرتي الانفصالية والحزب الواحد، وشدد من هذا المنطلق على ضرورة أن تستعيد البلاد التضامن السياسي فيما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية، وأن تعوّل على الإسهام الذي يمكن أن يقدّمه أبناؤها من أصحاب الكفاءات وذوي الإرادة الصالحة.

هذا ثم عاد سيادته ليؤكد على أهمية سلوك درب الحوار واحترام حقوق كل إنسان ومكونات المجتمع كافة، موضحا أن أبناء البوسنة والهرسك يتألفون من شعوب ثلاثة: الكرواتيون، الصرب والبوسنيون. وقال إنه من خلال الاحترام المتبادل فقط يمكن أن تحافظ البلاد على السلام، الذي لا يوجد أي بديل له. وذكّر بأنه في أعقاب جمعيتهم العامة الأخيرة، أصدر الأساقفة المحليون بياناً شجعوا فيه جميع المؤمنين على الصلاة وطالبوا المسؤولين السياسيين كافة بإقامة حوار يتميز بالحذر والصبر والصدق، مع التأكيد في الوقت نفسه على ضرورة النظر إلى التنوع كقيمة واقعية، لا كحاجز يقف عائقاً في وجه بناء مجتمع عادل ومنظّم.

رداً على سؤال بشأن ما إذا كان السلام معرضاً للخطر فعلاً في البوسنة والهرسك، قال المطران فوكشيش إنه يأمل ألا يكون السلام عرضة للخطر ولهذا السبب يحثّ الأساقفة جميع المسؤولين السياسيين على بذل كل ما في وسعهم لتفادي ذلك. وأضاف سيادته أن السلام هو مثل نبتة هشة للغاية لا بد من الاعتناء بها بانتباه وتفانٍ، لذا – مضى يقول – ثمة حاجة ملحة لضمان احترام حقوق الإنسان وإرساء أسس المساواة بين مكونات المجتمع الثلاثة. ورأى أن المجتمع الدولي مدعو إلى لعب دور مقرر على هذا الصعيد، لأن السلام هو قيمة أولية للإنسان، ويجب أن يحظى باهتمام جميع البشر.

في سياق حديثه عن الدور الذي تلعبه الكنيسة الكاثوليكية المحلية في هذا المجال، قال رئيس أساقفة ساراييفو إن الكنيسة مدعوة في المقام الأول إلى الكرازة بالإنجيل، وهذه الرسالة تنسحب على المواطنين وعلى القادة السياسيين والجماعة الدولية على حد سواء. وتوقف سيادته عن كلمات البابا يوحنا الثالث والعشرين الشهيرة، عندما أكد رونكالي أن السلام يرتكز إلى أربعة أعمدة رئيسة: الحرية، العدالة، الحقيقة والمحبة. واعتبر فوكشيش أن الجماعة الدولية مدعوة هي أيضا للسعي إلى تحقيق هذه الأهداف الأربعة.

بعدها تطرق سيادته إلى الأوضاع التي تعيشها الكنيسة في البوسنة والهرسك، وقال إنها تعي اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنها مدعوة للشهادة للرجاء، أي للشهادة للرب يسوع الذي هو رجاؤنا، وذكّر بأنه في سياقها التاريخي تألفت الكنيسة دوماً من رجال ونساء، وهي بالتالي تعيش الأوضاع نفسها التي يعيشها أفرادها، في كل زمان ومكان.

في سياق حديثه عن أبرز التحديات التي تواجهها الكنيسة اليوم في البوسنة والهرسك، قال سيادته إنه بالإضافة إلى السلام، هناك تحد آخر رئيسي ألا وهو الهجرة وتراجع الحضور الكاثوليكي في البلاد. وأضاف أن ظاهرة الهجرة تعني كل الجماعات العرقية والدينية، لكن الجماعة التي تعاني أكثر من غيرها هي الكاثوليكية التي تسجل تراجعاً عددياً منذ ثلاثين عاما، لافتا إلى أن التقديرات تتحدث عن تراجع الكاثوليك إلى النصف مقارنة مع العام ١٩٩١. وعزا الأسباب الكامنة وراء الهجرة إلى الحرب وانعدام الاستقرار على الأصعدة السياسية والاقتصادية والقضائية.

لم تخلُ كلمات المطران فوكشيش من الحديث عن أهمية اللقاءات المسكونية وما بين الأديان مشيرا إلى أن البلاد تضم ثلاثة مكونات دينية: المسلمون، الأرثوذكس والكاثوليك. وذكّر بأن البابا فرنسيس، وخلال زيارته الرسولية إلى ساراييفو، قال إن السلام والوفاق بين مكونات المجتمع يكتسب أهمية تتخطى حدود البلاد، وشدد الحبر الأعظم آنذاك على أن الحوار هو مدرسة في الإنسانية وعامل مهم من أجل الوحدة. وهذه الكلمات، ختم سيادته، تشكل حافزاً للكنيسة المحلية على أن تشهد للرجاء.