
المتنيح الأنبا باخوميوس كان محباً لأولاده وراعياً للايتام وتحمل صدمة انفجار كنيسة القديسين
أشرف حلمي
٢١:
٠١
م +02:00 EET
الأحد ٣٠ مارس ٢٠٢٥
أشرف حلمي
عم الحزن والألم أقباط مصر والمهجر الأخبار التى تداولتها صفحات التواصل الإجتماعي بخصوص الحالة الصحية لنيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية ، حتى الإعلان رسمياً اليوم الأحد الموافق ٣٠ مارس نياحة مطارنا المحبوب ، افتخر كما يفتخر الملايين بالأنبا باخوميوس تعرفت عليه عن قرب ، أخذت بركة لقائه عن قرب العديد من المرات منذ توليه إيبارشية البحيرة ، سواء كان فى وطننا الغالى مصر أو بلدى الثاني أستراليا ، وكان معي عدة مواقف لن تنسي منذ أن كنت شاباً فى الجامعة ، فكان يجتمع بشاب الجامعات ويسمع مشاكلنا ويعرض لنا الحلول المناسبة ، ومهما أكتب عنه لن أستطع أن أوفيه حقه لان ذلك يتطلب كتب ولكن سأعرض القليل جداً عن ما اعرفه عنه .
محباً لشعبه ولا يقبل أهانته
كانت هناك مناسبة حزينة منذ ٢٥ عاماً وظهرت مشكله بين شعب وشباب كنيسة فى حضور العديد من القيادات الدينية والسياسية والشرطة ، وسأل أحد قيادات الشرطة نيافة الأنبا باخوميوس " أتريد ان نقبض على الشباب الثائر" فكان رد الحبر الجليل المحب لأولاده " لا أبد أن اسمح ببهدلة أولادي والقبض عليهم " ، وهناك مناسبة آخرى حزينة بأن تم إغتيال أحد أصدقائي من الأطباء فى عيادته فى عام ١٩٩٦ وتحقيقات الشرطة تتجه نحو الانتحار ، بينما كنت أنهي زيارتى الأولي لمصر منذ هجرتي وفى نفس اليوم أتصلت بنيافة الأنبا باخوميوس لأخذ بركته والصلاة من أجلى وسألني " هل تعتقد ان الدكتور المتوفى انتحر " وكان ردى كالاتي " انى أعرفه جيداً فهو ابن الكنيسة ويعرف ربنا جيداً وعلى خلق الجميع يحبونه ومحب للجميع " وكان ذلك حتى يتم الصلاة على جثمانه بالكنيسة وتم بالفعل ، كان الحبر الجليل محباً للجميع خاصة بأستراليا حيث كنت ألتقي به مع عائلتي فى كل زيارة له ، فى أحد الزيارات أخذت بركة خدمته منذ السابعة صباحاً وحتى الثانية عشر منتصف الليل " حضور القداس إلهي ، مباركة منزلي المتواضع ، وزيارات أحبائه فى تجمعات كبيرة " فكم كان يتعب من أجل محبة أولاده بالمهجر .
راعياً للأيتام ويلتقي بهم بالمناسبات :
كان الحبر الجليل يلتقي أيتام الملاجئ وكان يلتقي بهم على سبيل المثال عقب فجر أول قداس إلهي فى بداية كل عام جديد ويتناول طعام الإفطار معهم وكم كنت سعيداً بالحضور معهم عام ٢٠١٣ ، كما كان يلتقي أيتام ملاجئ الإيبارشية فى مزرعة دمنهور فى أعياد الميلاد والقيامة ويقدم لهم الهدايا .
صمام آمان الكنيسة :
كان الحبر الجليل مطراناً حكيماً قصده مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث ، ليلة رأس السنة عام ٢٠١١ ليتحمل صدمة انفجار كنيسة القديسين الإرهابى بالإسكندرية، فترك احتفال رأس السنة بالبحيرة وتوجه على وجه السرعة إلى موقع الحادث الأليم ليضمد جراح أولاده المتضررين وعائلات الشهداء ، كما ترأس قيادة الكنيسة القبطية كقائم مقام عقب نياحة البابا شنوده الثالث حتى أنتخاب الأنبا تواضروس الثاني بطريرك وبابا المدينة العظمى الأسكندرية وسائر بلاد المهجر .
لقد أنتقل الحبر الجليل الأنبا باخوميوس إلى السماء وترك فى قلوبنا بصماته ومحبته ، وعزاؤنا الوحيد اننا خسرنا أباً روحياً جليلاً وربحنا شفيعاً لنا يصلي من أجلنا حتى نلتقي به .
الكلمات المتعلقة