الأقباط متحدون - الفاتيكان: أنطونيو غاودي مهندس الله يُعلَن مكرّمًا.. والأب نازارينو لانشوتي سيُعلَن طوباوِيًا
  • ٠٤:٤٩
  • الاثنين , ١٤ ابريل ٢٠٢٥
English version

الفاتيكان: أنطونيو غاودي "مهندس الله" يُعلَن مكرّمًا.. والأب نازارينو لانشوتي سيُعلَن طوباوِيًا

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٠٣: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ١٤ ابريل ٢٠٢٥

محرر الأقباط متحدون
في خطوة تقرّبهم من مجد المذابح، تم الاعتراف بفضائل المعماري الكتالوني أنطونيو غاودي، الذي كرس معظم حياته لتصميم بازيليك "ساغرادا فاميليا" في برشلونة، معتبرًا عمله رسالة للتعريف بالله. كما سيتم إعلان تطويب الأب نازارينو لانشوتي، الشهيد في البرازيل، والأخت إليسوا للطوباوية مريم العذراء؛ وسينال أيضًا لقب "مكرّم" كل من الكهنة أوغسطينو كوتسولينو، وبيترو جوزيبي تريست، وأنجيلو بوغِيتّي، وذلك اعترافًا ببطولتهم في ممارسة الفضائل.

اعترف البابا فرنسيس رسميًا بالفضائل البطولية لأنطونيو غاودي، المهندس الإسباني المعروف عالميًا بإشرافه على بناء بازيليك "ساغرادا فاميليا" الشهيرة في برشلونة. وبهذا، يُعلَن من اليوم "مكرّمًا"، وهو أحد أبرز وجوه التيار الحداثي الكتالوني. كما مُنح هذا اللقب لكل من الكهنة: بيترو جوزيبي تريست، أنجيلو بوغِيتّي، وأوغسطينو كوتسولينو. خلال المقابلة التي أجراها صباح الاثنين مع الكاردينال مارتشيلو سيميرارو، رئيس دائرة دعاوى القديسين، فوّض الحبر الأعظم بنشر المراسيم التي تتعلق بهؤلاء الأشخاص، إلى جانب مرسومَي إعلان التطويب لكل من الأخت إليسوا للطوباوية مريم العذراء، مؤسسة الرهبانية الثالثة للكرمليات الحافيات (اللواتي يُعرفن اليوم براهبات الكرمليات التيريزيات)، وللكاهن الإيطالي المرسل في البرازيل، الأب نازارينو لانشوتي، الشهيد.

أنطونيو غاودي، "مهندس الله"
أشهر أعماله هي بازيليك العائلة المقدسة "ساغرادا فاميليا". وُلد أنطونيو غاودي إي كورنيه في ٢٥ حزيران يونيو ١٨٥٢، على الأرجح في مدينة ريوس. وافق عام ١٨٨٣، وهو في الـ ٣١ من عمره، على الإشراف على بناء البازيليك، بعد عام فقط من وضع حجر الأساس فيها. ومنذ ذلك الحين، كرّس حياته بالكامل لهذا المشروع، الذي عبّر فيه عن عبقريته الفنية، وإيمانه الديني، وروحه العميقة. وقبل ذلك بخمس سنوات فقط، نال شهادة الهندسة المعمارية، وكان قد دوّن بعض الملاحظات المعمارية – المعروفة باسم "مخطوطة ريوس" – عبّر فيها عن رؤيته للزخرفة والمعمار الديني، وأظهر فيها معرفة عميقة بسرّ الإيمان المسيحي وتعلّقًا به. اعتبر غاودي مشروع "ساغرادا فاميليا" رسالة أوكِلت إليه من الله، ومع هذا الوعي، حوّل التصميم الأصلي القوطي الجديد إلى عمل مبتكر مستوحى من الطبيعة وغني بالرموز التي تعكس إيمانه العميق، المتأثر برهبانية البندكتان والرهبانية الفرنسيسكانية. وإذ كان متعبدًّا للقديس فيليبو نيري، لم يتوانَ عن مواجهة العقبات والصعوبات بثقة وشجاعة، رغم الحسد والانتقادات التي واجهها. من عام ١٨٨٧ إلى ١٨٩٣، صمّم وأدار أعمالاً مدنية ودينية متعددة. وخلال صوم الأربعين عام ١٨٩٤، أصيب بمرض خطير ناتج عن صيام صارم، لكنه جعله يعيش اختبارًا روحيًا عميقًا في مسيرته للبحث عن الله. وبعد تعافيه، استمر في العمل على عدة مشاريع، لكن ومع وفاة جميع أفراد عائلته، سلك طريق الزهد، ورفض جميع العروض المهنية ليتفرّغ كليًا لبناء البازيليك، حتى أنه خصص غرفة بجانبها كمقر سكنه عام ١٩٢٥. كان مؤمنًا ملتزمًا بممارسة الأسرار، وجعل من فنه نشيدَ تسبيحٍ لله، مُهديًا إياه ثمار عمله الذي اعتبره رسالة روحية. في ٧ حزيران يونيو ١٩٢٦، صدمه ترامواي ولم يُتعرف عليه فورًا، فنُقل إلى مستشفى سانتا كرو (مستشفى الفقراء في المدينة). وبعد أن نال الأسرار الأخيرة، توفي بعد ثلاثة أيام في ١٠ حزيران يونيو. وشارك في جنازته نحو ٣٠ ألف شخص.

الأب نازارينو لانشوتي، شهيد في البرازيل
سيُعلَن طوباويًا الكاهن الأبرشي نازارينو لانشوتي، من مواليد روما في ٣ آذار مارس ١٩٤٠. سيم كاهنًا عام ١٩٦٦، وخدم عدة سنوات في العاصمة الإيطالية، ثم تعرّف على جمعيّة "Operazione Mato Grosso"، فانتقل إلى البرازيل عام ١٩٧١. استقر في قرية جاورو، على الحدود مع بوليفيا، حيث بدأ رسالته التبشيرية المثمرة، تعضده الإفخارستيا وتعبّده للعذراء مريم. أسّس هناك رعية كرّسها للعذراء مريم "سيدة البيلار"، وأسس ٥٧ جماعة كنسية ريفية، أدخل فيها العبادة اليومية للقربان المقدس، كما أنشأ مستوصفًا أصبح لاحقًا من أبرز مستشفيات المنطقة. شيد أيضًا دارًا للمسنين باسم "قلب مريم الطاهر"، وافتتح مدرسة تستقبل مئات الأطفال وتوفر لهم الطعام، بالإضافة إلى تأسيس إكليريكية صغرى. عام ١٩٨٧، انضم إلى "الحركة الكهنوتية المريمية"، وعُيّن مسؤولاً وطنيًا عنها في البرازيل، فقام بجولات كثيرة لإقامة لقاءات صلاة. خدم الفقراء ودافع عنهم، وواجه مشاريع الاستغلال، مثل تجارة المخدرات والدعارة. بسبب نشاطه الراعوي والاجتماعي، أصبح مستهدفًا، وفي مساء ١١ شباط فبراير ٢٠٠١، بينما كان يتناول العشاء مع بعض معاونيه، اقتحم منزله رجلان ملثمان وأصاباه بجروح بالغة، ليفارق الحياة في ٢٢ شباط فبراير عن عمر ٦١ عامًا.

الأخت إليسوا للطوباوية مريم العذراء
الأخت إليسوا للطوباوية مريم العذراء، واسمها العلماني إليسوا ڤاكاييل، هندية من ولاية كيرالا، سيتمُّ أيضًا قريبًا إعلانها طوباوية. وُلدت في ١٥ تشرين الأول أكتوبر ١٨٣١ في أوشانتوروت، ضمن أسرة ميسورة تملك الأراضي وتتسم بتقوى عميقة. زُوّجت في سن السادسة عشرة من رجل أعمال ثري، وأنجبت منه ابنة عام ١٨٥١، ولكنها ترمّلت في العام التالي، فاختارت أن تكرّس حياتها للصلاة والعزلة، مواظبة على الأسرار المقدسة، ومتفانية في خدمة الفقراء، وجعلت من كوخ بسيط مسكنًا لها. في عام ١٨٦٢ التقت بالأب الإيطالي ليوبولدو بيكارو، من رهبانية الآباء الكرمليين الحفاة، وتحت إرشاده الروحي أسّست أول رهبنة محلية في كيرالا: الرهبانية الثالثة للكرمليات الحافيات. وقد ضمّت هذه العائلة الرهبانية الجديدة ابنتها وأختها الصغرى، ودمجت بين الحياة التأملية والخدمة النشطة، خصوصًا في تعليم وتربية الفتيات الفقيرات واليتيمات، ورعاية المهمشين والمحتاجين. لاحقًا، التحقت بالرهبانية نساء من الطقس السريان المالابار. وبعد أن قرّر البابا لاون الثالث عشر إنشاء النيابات الرسولية الأولى لهذا الطقس، ولدت مع هذا القرار رهبانيتان نسائيتان مستقلتان: "راهبات الكرمليات التيريزيات" ذات الطقس اللاتيني، و"راهبات أم الكرمل" ذات الطقس السريان المالابار. فأسّست الأم إليسوا ديرًا جديدًا مع الراهبات من الطقس اللاتيني في فارابوزا، حيث عاشت آخر ٢٣ عامًا من حياتها حتى وفاتها في ١٨ تموز يوليو ١٩١٣. وفي عام ٢٠٠٥، نُسبت إلى شفاعتها معجزة شفاء جنيني لطفلة كانت مصابة بتشوه "الشفة الأرنبية" أثناء الحمل. صلّت أم الطفلة إلى إليسوا بناءً على نصيحة إحدى الراهبات الكرمليات، وطلبت من أقاربها أن يصلّوا معها، فأنجبت الفتاة بعملية قيصرية وكانت سليمة تمامًا.

الأب بياترو جوزيبي تريست
الأب بياترو جوزيبي تريست، الذي أُعلن اليوم مكرّمًا، وُلد في بروكسل، بلجيكا، في ٣١ آب أغسطس ١٧٦٠. سيم كاهنًا في ٩ حزيران يونيو ١٧٨٦، لكنه اضطر للعيش متخفيًا خلال الثورة البلجيكية والثورة الفرنسية بسبب رفضه القسم على "الدستور المدني للإكليروس". ومع انفتاح نابليون على الدين، بدأ خدمته الكهنوتية المثمرة ككاهن رعيّة في مدينة رونسه، حيث اعتنى بالأيتام والفقراء والمرضى. أسّس ميتمًا لرعاية الأطفال الفقراء والمهملين، ومع مجموعة من النساء، أسّس في عام ١٨٠٤ رهبانية "راهبات المحبة ليسوع ومريم". وفي ١٨٠٧، عهدت إليه السلطات بإدارة مستشفى "بييلوك" المدني، ثم بالإشراف المالي على مؤسسات المدينة الخيرية، كما تم تعيينه في لجان متعددة تُعنى بالمستشفيات والفقراء ودور العجزة وتعليم الأيتام. أسّس أيضًا رهبانية "إخوة المحبة" لرعاية الأطفال المهملين والفقراء، و"إخوة القديس يوحنا لله" للعناية بالمرضى في منازلهم، وعاون الأب بندكت دي ديكير، الذي خلفه لاحقًا، في تأسيس "راهبات الطفولة المقدسة ليسوع". عاش أيامه الأخيرة متألمًا ومصليًا، وتوفي في ٢٤ حزيران يونيو ١٨٣٦. وقد تمحورت روحانيّته على التأمل في "إنسانية المسيح"، التي دفعته لمحبة الفقراء، متأثرًا بالقديس منصور دي بول. وقد عُرف بنظرته المبتكرة في خدمة المحتاجين، حيث اعتبر أن كرامة الشخص هي مركز كل عمل رعوي وخيري.

الأب أنجيلو بوغِتّي
الأب أنجيلو بوغِتّي، الذي أُعلن مكرّمًا، كان كاهنًا أبرشيًا وُلد في إيمولا في ٢٧ آب أغسطس ١٨٧٧، في عائلة بسيطة ذات إيمان عميق. سيم كاهنًا في ٣١ آذار مارس ١٩٠٠، وكرّس سنواته الأولى للتعليم، ثم انطلق في التبشير ومبادرات خيرية عديدة، مركّزًا على تنشئة الوعي المسيحي والمدني لدى الشباب، كما كتب في عدة مجلات. مارس خدمته وسط أجواء مناهضة للإكليروس، اشتراكية وماسونية، لكنه نجح في الوصول إلى قلوب الشباب، فاكتشف آلامهم وساعدهم على تنمية طاقاتهم. عُيّن كاهنًا مساعدًا لمنظمة "الرواد الشبان" في إيمولا ثم في "العمل الوطني للبليلا"، وكان يعارض الأيديولوجيات الليبرالية والاشتراكية والفاشية، لكن دائمًا بالحكمة والاعتدال، بدون أن يُهاجم الأشخاص. توفي في ٥ نيسان أبريل ١٩٣٥ عن عمر ٥٧ عامًا. عُرف بقدرته على إيجاد حلول خلاقة للمشاكل، وبإشراكه الدائم للمؤمنين في الأعمال الخيرية والصلاة. وكان يُلقب بـ"كاهن العناية الإلهية" لشدة اتكاله على الله.

الأب أغوسطينو كوتسولينو
كما أُعلن الأب أغوسطينو كوتسولينو مكرّمًا اليوم. وُلد في ١٦ تشرين الأول أكتوبر ١٩٢٨ في ريزينا (حالياً إركولانو) بمنطقة كامبانيا، في عائلة فقيرة ومتدينة. سيم كاهنًا في ٢٧ تموز يوليو ١٩٥٢، وانطلق في خدمته من خلال تنشئة الشباب وتعليم الكبار في الرعايا، ثم أصبح نائب رئيس الإكليريكية الكبرى في نابولي، حيث أسهم بكلمته ومثاله في تنشئة العديد من الكهنة. في ٣٠ أيلول سبتمبر ١٩٦٠، عُيّن كاهن رعيّة لكنيسة "سانتا ماريا ديلا نيفي" في حي بونتيتشيللي بنابولي، وبقي فيها حتى وفاته. سعى لبناء جماعة رعوية حيّة تُبشّر بالإنجيل، وعزز عبادة العذراء مريم "سيدة الثلوج"، ونشر حركة "العون المسيحي الأخوي"، وخدم بحب كل من احتاج لمساعدة روحية أو مادية. في منطقة تعاني الفقر والتهميش، أصبح الأب كوتسولينو علامة رجاء، فطبّق بإيمان توجيهات المجمع الفاتيكاني الثاني، وأسّس جماعات ذات روحانية عائلية، واهتم ببناء علاقات مع الكهنة، ونظّم لقاءات دورية لتبادل الخبرات. في عام ١٩٨٧، شُخّص بورم في البنكرياس، فواجه مرضه بإيمان عظيم، وتحول ألمُه إلى مناسبة جديدة للتقرب من الله وخدمة شعبه. توفي في ٢ تشرين الثاني نوفمبر ١٩٨٨، وقد تميّزت حياته بحب كبير للناس وبسخاء نادر في العطاء.