
الكاردينال فيلوني: البابا فرنسيس لم يكن شاهدًا للرجاء فحسب.. بل عاشه حتى النهاية
محرر الأقباط متحدون
الجمعة ٢٥ ابريل ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
رافق الكاردينال فيلوني البابا فرنسيس في زيارته التاريخية إلى العراق وكان المبعوث الشخصي للبابا إلى العراق عام ٢٠١٤: إنَّ البابا قد تأثر تأثرًا بالغًا، وهو يستمع إلى ما حلّ بتلك الجماعات المسيحية
في حوار مع وسائل الإعلام الفاتيكانية، عبّر الكاردينال فرناندو فيلوني، عن مشاعر الألم الممزوجة بالامتنان تجاه حبرية البابا فرنسيس. فيلوني الذي خدم لسنوات عديدة إلى جانب البابا، شغل منصب رئيس مجمع تبشير الشعوب بين عامي ٢٠١١ و٢٠١٩، وكان شاهدًا ومشاركًا في محطات حاسمة من خدمته الرسولية. قال الكاردينال فيلوني: "في هذا الوقت، ترافق صلاة الشكر للرب على حياة البابا فرنسيس وحبريته، ذكريات كثيرة أستعيدها، إذ شاركته لحظات مهمة وتأملات عميقة. تختلط في النفس مشاعر الحزن لفقدان شخص محبوب ومقدّر، لكن أيضًا الرجاء، لأن البابا فرنسيس لم يكن معلّمًا في فضيلة الرجاء فحسب، بل كان شاهدًا حيًا لها، لا سيما في مراحل حياته الأخيرة، وقد رأينا ذلك جليًا".
رافق الكاردينال فيلوني البابا فرنسيس في إحدى أبرز رحلاته الرسولية: زيارته التاريخية إلى العراق عام ٢٠٢١، حيث وطأت قدما الحبر الأعظم أرض إبراهيم للمرة الأولى. في تلك البلاد التي يعرفها جيدًا، شغل الكاردينال فيلوني منصب السفير البابوي بين عامي ٢٠٠١ و٢٠٠٦، إبان سنوات الحرب، ثم عاد إليها مبعوثًا شخصيًا من البابا عام ٢٠١٤، ليواسي المهجّرين من سهل نينوى بعد اجتياح تنظيم داعش. ويتذكر الكاردينال فيلوني تلك اللحظات قائلًا: "عندما غزا تنظيم داعش شمال العراق وهُجّرت جميع الجماعات المسيحية، طلب مني البابا أن أذهب إلى هناك بدلاً عنه، لأن رحلته الرسولية إلى كوريا الجنوبية كانت وشيكة. كانت مهمة استمرت أسبوعين، لم أحمل خلالها فقط المساعدات المادية التي أوكلني بها البابا، بل حملت أيضًا حضوره الأبوي ولمسته الحانية، لأعبّر للشعب المتألم عن قرب الكنيسة. هؤلاء الناس فُجعوا، تركوا بيوتهم أحيانًا حفاةً... كانت المأساة عميقة".
وعند عودته، يروي الكاردينال فيلوني أن البابا "تأثر تأثرًا بالغًا، وهو يستمع إلى ما حلّ بتلك الجماعات المسيحية. وأظن أن تلك اللحظة زرعت في قلبه رغبة أن يزور العراق بنفسه. بالطبع، كان لا بد من انتظار الوقت المناسب، ثم جاءت الجائحة، لكنه بقي أمينًا لذلك الإلهام، الذي كان أشبه بوعد داخلي". وقد تحقق هذا الوعد في آذار مارس ٢٠٢١. ويشير الكاردينال إلى ثلاثة أبعاد أساسية للرحلة. أولًا، اللقاء مع الشعب العائد إلى أرضه، لزيارتهم والوقوف بجانبهم. ثانيًا، إتمام رغبة البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وأيضًا البابا فرنسيس نفسه. وثالثًا، اللقاء بالجماعة الشيعي، "لأن أرض أور تقع في قلب المناطق الشيعية، حيث النجف وكربلاء، المدينتان المقدستان بالنسبة للشيعة، ولهذا كانت الرحلة ذات طابع تاريخي مميّز".
ويتابع الكاردينال فيلوني: "أتذكر أننا، خلال عودة البابا إلى المطار، قال لي مبتسمًا: "أتعلم أنني قرأت كتابك قبل أن آتي؟". كنت قد ألّفت كتابًا عن تاريخ المسيحية والكنيسة في بلاد ما بين النهرين، وأراد هو أن يقرأه ليطّلع على جذور الحضور المسيحي في هذه الأرض". زيارة أثَّرت جدًا في قلب البابا، حتى أنه وصفها لاحقًا بأنها "أجمل زيارة" في حبريته.