الأقباط متحدون - البابا فرنسيس، خدمة من كلمات ولفتات من أجل الفقراء والآخِرين
  • ٠٢:٤٣
  • السبت , ٢٦ ابريل ٢٠٢٥
English version

البابا فرنسيس، خدمة من كلمات ولفتات من أجل الفقراء والآخِرين

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٠١: ٠٦ م +03:00 EEST

السبت ٢٦ ابريل ٢٠٢٥

محرر الأقباط متحدون
في مقال افتتاحي له تأمَّل مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات أندريا تورنييلي حول كون الفقراء والمهمشين في مركز حبرية البابا فرنسيس، وذلك انطلاقا من الإنجيل وتعليم آباء الكنيسة وعلى خطى أسلافه.

حبرية البابا فرنسيس واهتمامه بالآخِرين والذين سيكونون آخر مَن سيستقبله في بازيليك القديسة مريم الكبرى حيث أراد قداسته أن يُدفن. هذا ما تمحور حوله مقال افتتاحي لمدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات أندريا تورنييلي والذي شدد في البداية على أن مَن سيحَيي في نهاية مسيرته الأرضية البابا الذي جاء من نهاية العالم، حسبما ذكر الكاردينال برغوليو فور انتخابه خليفة للقديس بطرس، لن يكونوا قادة وأقوياء العالم بل أولئك الفقراء والمهاجرون ومَن هم بلا ملجأ والمهمشون الذين كانوا في مركز الكثير من صفحات خدمة الأب الأقدس والذين هم في مركز كل صفحات الإنجيل، كتب تورنييلي.

وتابع مدير التحرير لافتا الأنظار إلى أن الكاردينال كيفين جوزيف فاريل قد شدد على هذا الأمر خلال إعلانه من بيت القديسة مرتا الاثنين ٢١ نيسان أبريل عودة البابا فرنسيس إلى بيت الآب، حيث قال الكاردينال الكامرلينغ: "لقد علّمَنا أن نعيش قيم الإنجيل بأمانة وشجاعة ومحبة شاملة، ولاسيما لصالح الأشد فقرًا وتهميشًا". عاد أندريا تورنييلي بعد ذلك إلى كلمات البابا فرنسيس في بداية حبريته: كم أرغب في كنيسة فقيرة من أجل الفقراء. وذكَّر مدير التحرير أيضا بتأكيد الأب الأقدس على أن اهتمام الكنيسة بالفقراء هو أمر لاهوتي قبل أن يكون قضية ثقافية أو اجتماعية، سياسية أو فلسفية، كما وذكَّر أيضا بحديث البابا فرنسيس عن أن الله يهب الفقراء رحمته الأولى. وتابع تورنييلي أن هذا التفضيل الإلهي للفقراء له تبعات على حياة إيمان المسيحيين جميعا والمدعوين، وحسبما ذكر البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" (Evangelii gaudium)، إلى أن تكون لديهم مشاعر يسوع ذاتها. وأراد مدير التحرير هنا التأكيد على أن هذا الإرشاد الرسولي هو وثيقة لا يزال علينا فهمها بعمق، وثيقة حددت مسار خدمة البابا فرنسيس كخليفة للقديس بطرس.

ولم يتوقف أندريا تورنييلي في مقاله عند كلمات البابا فرنسيس بل عاد إلى لفتات قداسته واختياراته الملموسة التي رافقت هذه الكلمات. وتابع مشيرا إلى أن البابا برغوليو، والذي كان أول حبر أعظم يختار اسم القديس فرنسيس الأسيزي، قد سار على خطى أسلافه مثل البابا القديس يوحنا الثالث العشرين الذي قال شهرا قبل افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني إن الكنيسة هي، وتريد أن تكون، كنيسة للجميع وخاصة كنيسة الفقراء. وأشار تورنييلي بعد ذلك إلى كلمات البابا القديس بولس السادس في رسالته العامة "تَرَقي الشعوب" حين كتب أن الملكية الخاصة لا تشكل حقا غير مشروط ومطلقا لأحد، وأن لا أحد له الحق في أن يخصص للاستخدام الشخصي ما يفوق احتياجاته بينما يفتقر آخرون إلى ما هو ضروري.

وواصل تورنييلي أن خدمة الكلمات والأفعال هذه لأول بابا من أمريكا اللاتينية تعود بأصولها إلى الإنجيل وإلى تعليم آباء الكنيسة الأوائل مثل القديس أمبروسيوس الذي قال إن ما نمنح للفقير ليس مما هو لنا بل كل ما نفعل هو أننا نعطيه ما هو له، لأن الأرض قد أُعطيت للجميع لا للأغنياء وحدهم. كما وذكَّر مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات بما ذكر القديس يوحنا ذهبي الفم الذي قال في عظة شهيرة له إن مَن يريد تكريم جسد المسيح عليه ألا يسمح بأن تُزدرى أعضاء جسده أي الفقراء. وواصل القديس حينها أن تكريم جسد المسيح، الذي قال: "كنتُ جائعا ولم تطعموني"، لا يمكن أن يتم في كنيسة تلتحف بالحرائر بينما نتجاهله في الخارج حين يعاني من البرد.  

وفي ختام مقاله أراد مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية التشديد على أن الكنيسة في بعدها عن الإيديولوجيات ليست لديها مصالح سياسية تحميها حين تدعو إلى تجاوز ما وصفه البابا فرنسيس بعولمة اللامبالاة. وذكَّر أندريا تورنييلي من جهة أخرى بأن البابا فرنسيس، تحركه فقط كلمات الإنجيل وتدعمه تقاليد آباء الكنيسة، قد دعانا إلى توجيه أنظارنا إلى الآخِرين الذين فَضَّلهم يسوع، الآخِرين الذين سيرافقون البابا بعناقهم في خطواته الأخيرة.