الأقباط متحدون - لا تفقدوا نوركم أبدًا.. وصية البابا فرنسيس تتردد في ساحة الفاتيكان
  • ٢٣:٣٩
  • الأحد , ٢٧ ابريل ٢٠٢٥
English version

لا تفقدوا نوركم أبدًا.. وصية البابا فرنسيس تتردد في ساحة الفاتيكان

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٠١: ٠٣ م +03:00 EEST

الأحد ٢٧ ابريل ٢٠٢٥

جنازة البابا فرنسيس
جنازة البابا فرنسيس
جنازة البابا شهدت مشاركة آلاف الشبان والفتيان الذين قدموا إلى روما لمناسبة يوبيل المراهقين
محرر الأقباط متحدون
آلاف الشبان والشابات القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم شاركوا صباح أمس السبت في مراسم تشييع البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وقال بعضهم في حديث لموقعنا الإلكتروني إنهم واثقون بأن الحبر الأعظم الراحل سيبقى إلى جانبهم، بطريقة أو بأخرى، مشددين على أن برغوليو عرف كيف يقرّب الأجيال الشابة من الكنيسة.
 
خلال الجنازة التي شهدت مشاركة وفود رسمية تمثل دول العالم وأعداد غفيرة من المؤمنين، فضلا عن عشرات، أو مئات، الملايين الذين تابعوا وقائعها مباشرة على الهواء، أطلقت مجموعات من الشبان والشبان شعارات للبابا فرنسيس، مع أنه لم يعد موجودا بينهم. وروى البعض أنهم توافدوا إلى ساحة القديس بطرس وشارع المصالحة بدءا من ساعات الفجر الأولى، حاملين معهم أعلام بلدانهم. وقد بدا للمراقبين أن هؤلاء الشبان والشابات يريدون إضفاء شعور من الفرح على هذا الحدث على الرغم من الحزن والألم اللذين تركهما في النفوس.
 
ومما لا شك فيه أن آلاف الشبان تقاطروا إلى المدينة الخالدة ضمن زيارات تم التخطيط لها منذ أشهر، من أجل المشاركة في يوبيل المراهقين الذي كان من المزمع أن يجري من الخامس والعشرين وحتى السابع والعشرين من الجاري، لكن تم إلغاؤه، أسوة بباقي الاحتفالات اليوبيلية، بسبب وفاة البابا فرنسيس. وعلى الرغم من تغيير برامج الاحتفالات تسنت لهؤلاء الشبان والشابات فرصة إلقاء التحية الأخيرة على الحبر الأعظم، الذي وجه نظره دائماً نحو الأجيال الشابة، وتناول – خلال حبريته – جميع القضايا التي تشكل صعوبات بالنسبة لهم، مشجعاً إياهم على أن يحلموا وأن يعيشوا ملء الحياة، على الرغم من أن عالمنا اليوم لا يقدم لنا كثيراً من الآمال.
 
خلال جنازة البابا التقى موقعنا الإلكتروني بشاب من تشيلي أكد أنه جاء إلى روما والفاتيكان لأنه مؤمن، موضحا أن برغوليو كان أول بابا من أمريكا اللاتينية، وتمكن من جذب الشبان نحو الكنيسة، وأضاف أن فرنسيس ساعده على إعادة اكتشاف علاقته مع الكنيسة، لافتا إلى أنه كان طفلاً عام ٢٠١٣ وكان موجودا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان عندما تصاعد الدخان الأبيض معلناً انتخاب البابا.
 
شابة إيطالية قدمت من مدينة سيينا ذكّرت بأن البابا فرنسيس طلب من الشبان والمراهقين ألا يفقدوا نورهم أبداً، وأن يواصلوا النضال من أجل تحقيق أهدافهم، لأن الشبان هم المستقبل. وروت أن هذه هي ذكرى البابا الراحل والتي سترافقها على مدى السنوات المقبلة، خصوصا وأن برغوليو كان قد وضع قضية السلام نصب عينيه وفي طليعة اهتماماته. واللافت أنه بالنسبة لهؤلاء المراهقين الحاضرين خلال الجنازة البابا فرنسيس هو البابا الوحيد الذي يعرفونه، وهم يحتفظون في ذاكرتهم بالعديد من الصور التي شاهدوها من خلال التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي.
 
شاب آخر من تورينو شاء أن يسلط الضوء على صفة التواضع التي ميّزت حياة البابا فرنسيس، وقال إنه استشعر بأن الحبر الأعظم كان يحبّ الشبان حقاً، وكان يقدم لهم دائماً سبباً يساعدهم على متابعة السير إلى الأمام، على الرغم من كل العراقيل والصعوبات. مراهق آخر قدم من لندن يقول إنه مسرور جداً إذ تسنت له فرصة إلقاء التحية الأخيرة على البابا فرنسيس، مذكراً بأن هذا الأخير ومن خلال رسالته العامة "كن مسبحا" حثّ رجال ونساء زماننا الراهن على الاعتناء بالخليقة التي وهبنا إياها الله.
 
ولا شك في أن البابا فرنسيس عرف أيضا كيف يستقطب اهتمام الشبان المقيمين في بلدان بعيدة جداً، من بينهم شاب قدم من جزر فارو، في شمال المحيط الأطلسي، روى أنه كان يقوم برحلة في القطار في أوروبا، برفقة أصدقاء له، عندما قرر أن يتوجه إلى روما لحضور جنازة البابا. وقال إن ما جرى كان حدثا تاريخياً لا يمكن أن يُفوت.
 
من بين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية شابان إيطاليان قدما من مدينة تورينو وقالا إنهما شاركا في اليوم العالمي للشبيبة في ليشبونة عام ٢٠٢٣، والذي كان مؤثراً جداً بالنسبة لهما، لافتَين إلى أنه تسنت لهما فرصة رؤية البابا عن كثب خلال ذلك الحدث. وذكّرا بعبارة شهيرة للحبر الأعظم عندما قال إنه لا يوجد أي شيء مجاني في هذا العالم، كل شيء له كلفته، باستثناء شيء واحد فقط ألا وهو محبة يسوع المسيح.
وذكّر الشابان الإيطاليان بأنه في عالم مطبوع بالصراعات والتوترات كان البابا فرنسيس يحثّ الشبيبة على الأمل في مستقبل أفضل، وعلى العمل من أجل بناء هذا المستقبل. وسلطا الضوء على المحبة التي كان يكنها البابا الراحل للأجيال الفتية، مذكرَين بأن البابا برغوليو شجع الشبان خلال اليوم العالمي للشبيبة على مقاسمة الفرح مع الآخرين، عوضا عن الاحتفاظ به لأنفسهم فقط.