
يوبيل الكنائس الشرقية: الاحتفال بالليتورجيا الإلهية بحسب الطقس السرياني الشرقي
محرر الأقباط متحدون
الاربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو يترأس القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بحسب الطقس السرياني الشرقي. وفي كلمته، قال البطريرك رافاييل ذاتّيل: "لنجدّد في قلوبنا الشوق إلى السير معًا، شرقًا وغربًا، ككنيسة واحدة تحجُّ وتعلن الرجاء في عالم متعطّش إلى الشفاء"
شهدت بازيليك القديس بطرس، الاحتفال بالقداس الإلهي وفقًا للتقليد الليتورجي السرياني الشرقي، وترأسه غبطة البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو، في إطار الاحتفال بيوبيل الكنائس الشرقية. وقد تميّزت هذه الذبيحة الإلهية بروحها العريقة وصلواتها المشرقية العميقة، حيث تمت تلاوة نافور أداي وماري، وهي صلاة شفاعة إفخارستية من أقدم ما ورد في التقليد المسيحي، يُنسب تأليفها إلى تداوس وماري، تلميذَي الرسول توما، وقد جمعت في طياتها الجذور المشتركة بين الكنيسة الكلدانية وكنيسة السريان المالابار. ووسط الزخم الروحي والحضور العالمي، تقدّم عند الساعة الواحدة بعد الظهر موكب مهيب من الكهنة والشمامسة نحو مذبح الكاتدرائية، وقد ارتدوا حللاً ذهبية لامعة، وترافقوا بألحان سريانية تنبع من أعماق الذاكرة الكنسية القديمة.
وفي عظته، قال صاحب الغبطة مار رافائيل تاتّيل، رئيس أساقفة كنيسة السريان المالابار: "لتكن هذه الذبيحة المقدسة علامة لا على تراث محفوظ فقط، بل على شركة حيّة نابضة. لنجدّد في قلوبنا الشوق إلى السير معًا، شرقًا وغربًا، ككنيسة واحدة تحجُّ وتعلن الرجاء في عالم متعطّش إلى الشفاء". وأكد مار رافائيل تاتّيل أن اليوبيل لا يُختزل في كونه ذكرى، بل هو دعوة إلى اكتشاف فرح الروح من جديد، وإلى الشهادة الحيّة بأن المسيح حيٌّ ويسير مع كنيسته. وفي سياق التأمل في مسيرة الكنيسة الجامعة، لم يُغفل الحاضرون ذِكر البابا الراحل فرنسيس، الراعي المحب للفقراء، والمنادي بشجاعة بانفتاح الكنيسة على تنوع الشعوب والثقافات. لقد ألهم حبّه المتواضع الكنيسة جمعاء، وها هو اليوم يُخلَف بالبابا لاوُن الرابع عشر، الذي يبعث في القلوب رجاءً متجددًا، وشعاره يذكّر، كما قال تاتّيل، بأن "الوحدة ليست مشروعًا نصنعه نحن، بل هي عطيّة من الرب الذي يصنع منا جسدًا واحدًا". وأضاف: "إنَّ الاحتفال بهذه الليتورجيا ليس مجرد إعجاب بجمالها، بل دخول في سر الكنيسة، التي هي الحقيقة الشاملة، التي تحتضن الاختلافات وتُوحِّدها".
وفي ختام الليتورجيا الإلهية، وجّه الكاردينال كلاوديو غوجيروتّي، عميد دائرة الكنائس الشرقية، كلمةً عبّر فيها عن عُمق التقدير للكنائس الشرقية، مشيرًا إلى أنها "كنائس إرساليّة بطبيعتها". واستذكر تاريخًا طويلًا من الانقسامات والاضطهادات والاستشهادات التي كادت تُبيد هذه الكنائس، لكنّه قال: "وها أنتم اليوم هنا، مليئون بالإيمان، شهودٌ للمسيح القائم من الموت. أشكركم لأنكم تمثّلون لنا شهادة حيّة. واصلوا رسالتكم، لأنّ الكنيسة لم تنهِ رسالتها بعد". كما أشار إلى أنّ الشتات الشرقي كان مأساة حقيقية، لكنه رأى فيه أيضًا فرصة جديدة للإنجيل وقال: "إنَّ الله يحوّل الجراح إلى فرص جديدة للبشارة. أنتم مرسلو اليوم. حافظوا على تقاليدكم، فهي جزء لا يُستبدل من هوية الكنيسة. وإذا ضاعت، خسرت الكنيسة جزءًا مهمًّا من نفسها ولا يمكن تعويضه". وخلص الكاردينال غوجيروتي إلى القول: "لنفرح بوجودنا معًا، ولتحافظوا على الوحدة، لأن اسم الله هو الوحدة، والمحبة".