الأقباط متحدون - الكاردينال بارولين: نأمل أن تطلق إسطنبول مسارات سلام… والكرسي الرسولي مستعد لتوفير الفسحات
  • ٢٢:١٧
  • الخميس , ١٥ مايو ٢٠٢٥
English version

الكاردينال بارولين: نأمل أن تطلق إسطنبول مسارات سلام… والكرسي الرسولي مستعد لتوفير الفسحات

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٢٤: ٠٤ م +03:00 EEST

الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥

الكاردينال بارولين
الكاردينال بارولين

محرر الأقباط متحدون
في تعليقه على هامش ندوة حول أوكرانيا نظّمتها جامعة الغريغوريانا الحبرية، أجاب الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، على أسئلة الصحفيين بشأن المفاوضات المباشرة التي ستنطلق غدًا في تركيا قائلاً: "نأمل أن تكون بداية جادّة لوضع حدّ للحرب"، مؤكدًا أيضًا أن آلية إعادة الأطفال الأوكرانيين إلى وطنهم "لا تزال نشطة". وبخصوص البابا لاوُن الرابع عشر، شدد على أنه "رجل سلام"، ولمّح إلى إمكانية أن تكون أولى زيارته الرسولية إلى نيقية.

تتجه الأنظار إلى تركيا، التي قد تكون أول وجهة للبابا لاوُن الرابع عشر بمناسبة مرور ١٧٠٠ عام على انعقاد مجمع نيقية، والتي ستكون كذلك اعتبارًا من الغد مسرحًا لقمة إسطنبول المرتقبة، التي من المنتظر أن تجمع رئيسي روسيا وأوكرانيا في مفاوضات مباشرة تهدف أخيرًا إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار. في أول تصريح له للصحافيين بعد اختتام الكونكلاف، وعلى هامش مشاركته في لقاء بعنوان: "نحو لاهوت الرجاء من أجل أوكرانيا ومن قلبها"، برعاية كنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية، عبّر الكاردينال بارولين عن آمال الكرسي الرسولي في هذه المحادثات المباشرة التي تجري بوساطة أمريكية، والتي قد تجمع للمرة الأولى بين الرئيسين زيلينسكي وبوتين. قال الكاردينال بارولين لوسائل الإعلام: "نحن نرجو دائمًا أن تلوح بوادر السلام. ونحن سعداء بأن هناك أخيرًا فرصة للقاء مباشر. نأمل أن تُفكّ العقد القائمة، ويُفتح طريق فعلي نحو السلام". وبحسب أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، من المبكر التكهّن بنتائج هذه المحادثات، لكنه أعرب عن أمله في أن تكون إسطنبول "نقطة انطلاق جادّة لإنهاء الحرب".

أما عن إمكانية زيارة البابا لاوُن الرابع عشر لأوكرانيا، ردّ الكاردينال بارولين أن الحديث عن ذلك لا يزال "سابقًا لأوانه"، رغم الدعوة التي وجّهها له الرئيس زيلينسكي هاتفيًا صباح الإثنين. وأكد أن البابا، الذي أطلق نداءات قوية من أجل الشعوب المتألّمة، سواء في صلاة "افرحي يا ملكة السماء" يوم الأحد، أو في خطابه صباح الأربعاء بمناسبة يوبيل الكنائس الشرقية، "سيواصل تجديد دعوته لوقف الحرب، كما فعل مرارًا منذ بداية حبريته". وأضاف: "نحن دائمًا على استعداد لتوفير فسحات، ولو لم يكن من باب الوساطة بالمعنى الصريح، فعلى الأقل من خلال تقديم تسهيلات وتقريب وجهات النظر"، مشيرًا إلى أن الكرسي الرسولي لا يرغب في التدخّل في المبادرات الأخرى الجارية.

وأكد الكاردينال بارولين أن "موقف الكرسي الرسولي هو السعي إلى التقريب بين الأطراف، لا إلى تعميق الانقسامات"، مضيفًا أن آلية إعادة الأطفال الأوكرانيين المرحّلين إلى روسيا بالقوة لا تزال فاعلة، وقد أُعيد عدد منهم إلى ديارهم بفضل جهود بعثة الكاردينال ماتيو زوبّي، وذلك عبر تبادل الأسماء من خلال السفارات البابوية، ثم التحقق على الأرض، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة. وأشار إلى أن أعداد هؤلاء الأطفال "محل جدل واسع"، لكن الأهمّ، بحسب تعبيره، "أن يعودوا تدريجيًا إلى عائلاتهم وبيوتهم وأحبّائهم".

وفي ما يتعلّق بالشرق الأوسط، شدّد الكاردينال بارولين على أن البابا والكرسي الرسولي سيسلكان نفس النهج الذي تبنّاه البابا فرنسيس، في الدعوة الدائمة إلى "وقف الحرب في غزة"، و"إطلاق سراح الرهائن"، و"ضمان وصول المساعدات الإنسانية". وقد وردت هذه النقاط بقوة خلال الاجتماعات العامة التي سبقت الكونكلاف، مرفقة "بقلق بالغ من تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه"، ما يستدعي، بحسب أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، "إيجاد حلول لهذه المعضلة الكبيرة".

هذا ورفض أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الإجابة عن أسئلة تتعلق بما دار قبل وأثناء الكونكلاف، وقال مبتسمًا: "لا تطرحوا علينا أسئلة ينبغي أن نجيب عليها بالصمت"، مفضّلًا الحديث عن شخصية البابا الجديد، الذي قوبل بارتياح واسع وردود فعل إيجابية، وقال: "لقد قدّم نفسه بهدوء كبير. إنه رجل سلام، يريد السلام، وسيبنيه من خلال الجسور التي أشار إليها منذ كلماته الأولى إلى المؤمنين". وعن وجهة الزيارة الرسولية الأولى للبابا لاوُن، أجاب الكاردينال بارولين: "أفكّر في نيقية"، وأضاف: "إنه موعد مهم بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، وله بُعد مسكوني كبير. وكان من المقرّر أصلًا أن يذهب إليه البابا فرنسيس، وأتوقّع أن يسير البابا لاوُن على الدرب نفسه".