
دينا أنور تروي تجربتها مع القديس سمعان الخراز ومعجزة الزلزال ونقل جبل المقطم : زلزال نقل جبل همومي .. قريباً ألبي دعوتك يا أبونا "سمعان" و اجي لك
محرر الأقباط متحدون
٢٦:
٠٢
م +03:00 EEST
الاربعاء ٢١ مايو ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
وجهت الكاتبة التنويرية دينا أنور، رسالة تحت عنوان "حكايتي مع القديس "سمعان الخراز" .. و معجزة الزلزال و نقل جبل المقطم" .
وكتبت أنور عبر حسابها على فيسبوك :" لأني مؤمنة جداً بتناسخ الأرواح و الرسائل الكونية .. من فترة جات لي ثلاث رسايل على فترات متباعدة إني أزور بالذات دير القديس "سمعان الخراز" في جبل المقطم .. كإنه بيناديني من زمان مختلف عشان يبلغني رسالة محتاجاها في حياتي .. كنت أعرف عنه كمكان سياحي عالمي شهير و كنيسة بديعة محفورة في وسط جبل المقطم و مزار مسيحي مهم .. لكن الحقيقة عمري ما زورته .. و ما كنتش أعرف كتير عن قصة القديس "سمعان الخراز" نفسه .
مضيفة :" لحد ما اتفرجت على الفيلم البسيط اللي عاملاه الكنيسة القبطية عنه عاليوتيوب .. و اللي لسه عالق في روحي و ذهني بترنيمته الجميلة "مابتنساش" .. لدرجة إني بالصدفة البحتة اتفرجت عليه ليلة ما حصل الزلزال اللي فات .. و كانت نفس ليلة سفري لاستلام أرضي من اللي اغتصبوها ٨ سنين .. و كنت وقتها نايمة و صحيت بعد شعوري بالزلزال .
و رغم إن كتير منكم هيعتبرني ببالغ أو اتجننت .. بس حسيت إن الرسالة اللي مبعوتة لي إن زي ما حصل زلزال نقل جبل المقطم بسبب مصداقية القديس "سمعان" و إخلاصه و محبته و مساعدته لكل الناس و المحتاجين و ترفعه عن الشهوات و الأطماع.. انتي كمان هيحصل لك في حياتك زلزال ينقل جبل همومك .. و زي ما جبل المقطم ارتفع حتى بانت الشمس من تحته في حكاية القديس "سمعان" .. إنتي كمان جبل همومك هيرتفع لحد ما تظهر شمس الحرية و العدل اللي حجبها الظلم في حكايتك .. و تقدروا ترجعوا لمنشورات صفحتي و تتأكدوا إن ليلة ما حصل الزلزال الأسبوع اللي فات كانت نفس ليلة ما طلبت منكم تصلوا لي عشان رايحة استلم أرضي .
اللي عجبني كمان في الفيلم الرائع اللي عملته الكنيسة بإمكانيات إخراجية و إنتاجية بسيطة جداً .. إن الفيلم من بدايته لنهايته لا يكفِّر أحد .. و لا يقلل من أي ديانة أخرى .. و لا يطعن في إيمان أي انسان لصالح الإيمان المسيحي .. و مش مطلّع المسيحيين لابسين أبيض و وشهم منور و غير المسيحيين لابسين إسود و وشهم يخوّف .
على العكس تماماً .. أظهر سماحة الكنيسة القبطية المصرية و وطنيتها و مسالمتها منذ فجر التاريخ .. و إزاي صلواتها كانت لا تنقطع لشعب مصر في سنوات الجفاف و المجاعة و الفقر .. و ازاي الشعب المسيحي توحّد و اتحّد قبل المعجزة و بفضل قوة إيمانهم و صلاتهم و صيامهم نقلوا الجبل .. بعد ما الإخوات اللي متقاطعين بسبب الورث اتصالحوا .. و بعد ما الراجل الخمورجي اللي بيضرب ابنه كل شوية و هو سكران ما فاق و قرر يبطل سُكر ..
حتى الست اللي كانت بتستغل فقر الناس و بيرهنوا عندها دهبهم و تبخس بتمنه الأرض و جوزها كان حرامي بيسرق الناس وقت المجاعة .. و كانت بتتضايق من صلاة ابنها في البيت و مرواحه الكنيسة كتير .. اتوحدت مع الشعب المسيحي المؤمن و راحت تشوف المعجزة .. و بعد ما شافتها قررت ترجع لكل الناس حاجتهم ..
حتى البنت اللعوب اللي حاولت تغوي أبونا "سمعان" .. برضه اتحدت بقلبها مع إيمان الشعب المسيحي و صلت عشان يقدروا يحققوا المعجزة و يأمنوا مكر الوزير الواشي "يعقوب بن كلس" اللي حاول يشكك في إيمانهم و قوة عقيدتهم أمام الخليفة " المعز لدين الله الفاطمي" .
نيجي بقى لقصة أبونا "سمعان" نفسه .. القديس المسيحي اللي السما اختارته و العدرا بلغت بيه نيافة البطريرك عظيم الإيمان "ابرآم بن زرعة" إن هو اللي هيقدر بصلاته و إيمانه يحقق المعجزة للشعب المسيحي .. بعد صلاتهم و صيامهم ثلاثة أيام لرفع المحنة .. بعد ما الخليفة طلب منهم ينقلوا الجبل بقوة إيمانهم حسب الكتاب المقدس و إلا تبقى عقيدتهم باطلة ..
كان اسكافي بسيط فقير .. بيعامل الناس بود و أخلاق و أدب و محبة نقية .. كان بيصلي في أي مكان و كل مكان بإيمان حقيقي و بيطلب من كل الناس يذكروه في صلاتهم .. كان بيصحى كل يوم الصبح يملى مية و يلف على بيوت العجائز و المرضى و الأرامل و الأيتام يحط لهم مية قدام بيتهم .. بيتبرع بكل رزقه لانسان محتاج لأنه مؤمن إن عطية الفقير أعظم في السما من عطية اللي بيدي فياضته .. و من شدة التزامه و أخلاقه فقع عينه لما ضبطها بتبص على جسد امرأة ..
و الأجمل إن الفيلم لم يظهر هذا العمل في صورة إيمان غير مسبوق أو تقوى فردية .. بل أظهره في سياق فهم متواضع من القديس "سمعان" لنصوص الكتاب المقدس .. و أظهرها كغلطة منه في حق جسده .. و أظهر لوم الآباء له على التطبيق الحرفي دون التفكير في المعنى الروحاني .. و هو ما يعكس عظمة الإيمان المسيحي الذي لا يشجع الانسان على فقدان حياته أو المساس بانسانيته أو إيذاء نفسه في سبيل أي شيئ حتى إيمانه.
و حتى بعد ما البطريرك بلغه باختيار السما له لتحقيق المعجزة .. طلب يصلي ورا رجال الكنيسة من غير ما حد يعرفه .. و طلب ماحدش يقول مين هو إلا بعد ما يموت .. و رحل في صمت بعد تحقيق المعجزة عشان يكسر في نفسه الكِبر و يعيش بسيط زي ما هو لحد ما يسافر للسما .
حكيت لكم القصة دي مش عشان أي أسباب ممكن تيجي في بالكم .. أبناء العقيدة النبيلة دي عندهم في تراثهم الإيماني و العقائدي ما يكفيهم للثبات على إيمانهم مهما شافوا أو واجهوا .. و بالتالي مش محتاجيني أنا و لا غيري ندافع عنهم و لا نظهر سماحتهم و لا حتى نسلط الضوء على تراثهم الإيماني العميق .
الناس النبيلة دي مش محتاجين غير ناس مؤدبة و متربية و مثقفة .. عندهم شغف للإطلاع على تاريخهم بشكل حقاني و عادل و منصف .. و إمكانية و شجاعة لنقله بكل صدق حتى لو مش عاجب محرفين التاريخ .
الناس النبيلة دي مش محتاجين غير ناس تحترم وطنيتهم و حبهم للبلد و صلاتهم لكل مخلوق حتى مبغضيهم .. مش محتاجين غير تقدير سماحتهم و عدم استغلال طيبتهم و سمو أخلاقهم في نشر الكراهية ضدهم و التطاول على مقدساتهم من همج رعاع ما شافوش تربية و لا سمعوا عن أدب و لا حد عارف يحط لبذائتهم لجام.
الحياة مهما ارتقت و تطورت بالعلم و الطب و التطور و المعرفة .. يظل بداخل كل شخص فينا مساحة روحانية طفولية بريئة تميل إلى تصديق وجود ماورائيات بتغيّر نواميس الكون و تعلو على قوانين الحياة و تحقق بعض المستحيلات للانسان حسب درجة صلاحه و نفعه للناس و طيبة قلبه و محبته للغير .
المساحة دي لا تتعارض أبداً مع كونك انسان واقعي أو مؤمن بالعلم .. لكن عشان الحياة بدون أخلاق و مشاعر و خيال لا تطاق .. خلي المساحة الخفيّة دي من حياتك هي اللي تلهمك و ترشدك ازاي توزّع محبة و عطاء .. و ازاي تحنو على كل الكائنات .. و ازاي تساعد كل ما تكون قادر و تكون فرحان إنك بتدي مش بتاخد .. و ازاي لما تحب تكون وسط مجموعة تختار المجموعة اللي تشبه روحك .. عشان اتحادك مع أرواح بتشبهك هو اللي أحياناً كتير بيحقق المعجزات .
واختتمت :" و قريباً ألبي دعوتك يا أبونا "سمعان" و آجي لك .. شكراً إنك اختارتني اتكلم عنك و أنقل من فوق قلبي جبل هموم .. زي ما السما اختارتك تنقل الجبل عن شعب المسيح النبيل.
الكلمات المتعلقة