
الأنبا عمانوئيل عياد : ما يميز البابا لاون الرابع عشر تركيزه المحوري على السلام كقضية وأولوية قصوى
محرر الأقباط متحدون
٤٣:
٠١
م +03:00 EEST
الخميس ٢٢ مايو ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
قال نيافة الأنبا عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك: إن ما يميز قداسة البابا لاون الرابع عشر منذ لحظة تنصيبه هو تركيزه المحوري على السلام كقضية وأولوية قصوى، مشيرًا إلى أن قداسته أعلن بوضوح استعداده لتكريس جهده بكل الوسائل المتاحة لتحقيق السلام ووقف الحروب، والعمل على تجنب النزاعات بين الشعوب والدول.
فخر أمريكي.. اختلاف في الرؤى
وأضاف في تصريحات لـ«الوطن» أن البابا لاون سيولي اهتمامًا كبيرًا بالقضايا الاجتماعية، خاصة ملف الهجرة والعمالة، معتبرًا هذه الموضوعات من ضمن أولوياته.
أشار صاحب النيافة إلى أن بابا الفاتيكان الجديد هو أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، موضحًا أن هذا الحدث يمثل فخرًا كبيرًا للشعب الأمريكي، ولكن العلاقة بين الفاتيكان والولايات المتحدة قد تشهد بعض التباين في الرؤى، خصوصًا فيما يتعلق بالسياسات المتعلقة بالهيمنة، وتصنيع الأسلحة، وموقف أمريكا من الهجرة.
وأوضح أن البابا يحمل رؤية مختلفة تنبذ القوة وتركز على الحوار، خاصة أن الكنيسة الكاثوليكية تتبنى مواقف ضد تصنيع الأسلحة وأدوات الدمار، وهي أمور قد لا تلقى توافقًا كاملًا مع السياسات الأمريكية الحالية.
وتابع أن للبابا لاون خبرة شخصية عميقة بقضية الهجرة، حيث عاش لسنوات في بيرو كأسقف ومرسل، وشارك الناس معاناتهم، وهو ما جعله ملمًّا عن قرب بصعوبة أوضاع المهاجرين من أمريكا الجنوبية إلى الشمالية، مؤكدًا أن هذا الملف سيكون محورًا أساسيًا خلال حبريته.
علاقة البابا لاون بالبابا فرنسيس.. امتداد لا انقطاع
واستكمل نيافة المطران «أن علاقة البابا الجديد كانت وثيقة بالبابا فرنسيس قبل تولي أي منهما منصب الباباوية، حيث عرفه حين كان رئيس أساقفة بوينس آيرس»، مشيرًا إلى أن فرنسيس هو من عيّنه لاحقًا كأسقف في بيرو، ثم كرّمه بتولي منصب في الفاتيكان وأيضًا منحه رتبة كاردينال، وأضاف أن البابا لاون يمثل امتدادًا لفكر فرنسيس، مع رؤيته وكاريزمته الخاصة.
كما أكد أن البابا لاون لن يغفل عن أمريكا اللاتينية رغم أصوله الأمريكية، نظرًا لتجربته العميقة هناك، كما أشار إلى أن قداسته مهتم للغاية بقضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشددًا على أنه سيواصل مسيرة البابا فرنسيس في دعم حق الفلسطينيين في الحياة والكرامة والاستقلال.
وأشار إلى إن التحدي الأهم الذي سيواجه البابا الجديد هو بناء السلام، مشيرًا إلى أن قداسته يردد دومًا عبارته الشهيرة: «ليصمت صوت السلاح ويعلُ صوت السلام»، مؤكدًا أن البابا مستعد لتكريس طاقة الكنيسة كلها من أجل هذا الهدف.
وأضاف أن التعليم الاجتماعي، وحقوق الإنسان، والمساواة، ومكانة المرأة، وكذلك الذكاء الاصطناعي وتأثيره على سوق العمل، ستكون ضمن أبرز القضايا التي ستشغل البابا في الفترة المقبلة.
صرّح الأنبا عمانوئيل بأن البابا الـ ٢٦٧ سيتمتع بشعبية عالية بين المواطنين الأمريكيين رغم وجود تباينات محتملة مع السياسات الحكومية، مؤكدًا أن شخصية البابا القريبة من الناس ستجعله محبوبا لدى رجل الشارع.
أكد نيافة الأنبا عمانوئيل أن البابا الجديد سيواصل مسيرة الحوار مع الأديان، خاصة في علاقته العميقة مع الأزهر الشريف، مشيرًا إلى تواصل تم بين البابا لاون وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، معربًا عن تفاؤله بأن المرحلة القادمة ستشهد مبادرات جديدة تعزز هذا الحوار.
أوضح أن قداسته يضع ملف التقارب بين الكنائس في مقدمة أولوياته، مستشهدًا بالشعار الذي اختاره البابا وهو «من أجل الوحدة»، متوقعًا خطوات جديدة ومبادرات عملية في هذا المسار، بجانب الفعاليات القائمة مثل أسبوع الصلاة من أجل الوحدة.
دور أكبر للفاتيكان في الوساطات الدولية
وقال الأنبا عمانوئيل إن الفاتيكان في عهد البابا لاون سيكرس جهدًا أكبر في لعب دور الوسيط في النزاعات الدولية، مشددًا على أن السلام لن يكون فقط وقفًا لإطلاق النار بل بداية لحوار دائم وبناء.
كما أعرب عن أمنيته الخاصة، والتي تعبر عن رغبة الكنيسة الكاثوليكية في مصر، وهي زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى مصر، مؤكدًا أنه تم توجيه دعوة بالفعل خلال لقاء الأربعاء الماضي، ومشيرًا إلى عمق العلاقات بين القيادة المصرية والفاتيكان.
أشار الأنبا عمانوئيل إلى أن احتفال الكنائس بمرور ١٧٠٠ سنة على انعقاد مجمع نيقية الأول، هو فرصة ذهبية لتجديد الخطى في مسيرة الوحدة، مؤكدًا أن المناسبة تخص كل المسيحيين قبل زمن الانقسامات، وأن هناك توقعات بمبادرات مشتركة للاحتفال.
الكلمات المتعلقة