الأقباط متحدون - الذكرى العاشرة لرسالة كن مسبحاً.. صرخةٌ لا تزال حيّة
  • ٠٣:١٧
  • الاثنين , ٢٦ مايو ٢٠٢٥
English version

الذكرى العاشرة لرسالة "كن مسبحاً".. صرخةٌ لا تزال حيّة

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٤٥: ٠٤ م +03:00 EEST

الاثنين ٢٦ مايو ٢٠٢٥

محرر الأقباط متحدون
صادفت يوم السبت الفائت الذكرى السنوية العاشرة لصدور الرسالة العامة للبابا فرنسيس "كن مسبحا" وبالتحديد في الرابع والعشرين من أيار مايو ٢٠١٥. وثيقة، قال عنها البابا الراحل إنه استلهمها من أخيه العزيز البطريرك برتلماوس الأول، وقد سلطت الضوء على أهمية الالتزام في حماية بيتنا المشترك، الذي هو كوكب الأرض، وهذا الالتزام يحمل أيضا طابعاً مسكونياً لأنه يجمع بين أتباع الكنائس المسيحية كافة.

لقد شاء البابا برغوليو أن يخصص ثلاثة مقاطع في بداية هذه الرسالة العامة ليتحدث عن الاهتمام بالخليقة، الذي نما وتطور خارج نطاق الكنيسة الكاثوليكية، أي وسط باقي الكنائس والأديان. وتوقف بنوع خاص عند الإسهام الذي قدمه على هذا الصعيد بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول الملتزم في حماية البيئة وقد تحدث عن الخطايا المرتبطة بتدمير الطبيعة، قائلا إنها خطايا ضد الطبيعة وضد الله نفسه. وحثّ دوماً على تبني أنماط للحياة تحترم البيئة المحيطة بنا.

في إطار الاحتفالات بالذكرى السنوية العاشرة لصدور هذه الرسالة العامة الهامة للبابا فرنسيس، ألقى البطريرك برتلماوس الأول محاضرة في جامعة كازيرتا الإيطالية تطرق فيها إلى محتوى الوثيقة - في ضوء اللاهوت الأرثوذكسي – وإلى العلاقة الأخوية التي كانت تربطه بالبابا الراحل، وقال إن الأزمة الإيكولوجية التي نعيشها اليوم تشكل مصدر قلق للجميع.

وذكّر بيوم مفصلي على صعيد حماية البيئة ألا وهو الأول من أيلول سبتمبر ١٩٨٩، الذي شاءه سلف البطريرك برتلماوس، وهو البطريرك ديميترويس، يوماً للصلاة والتأمل لنرفع الشكر لله على هبة الطبيعة ونبتهل منه حماية البيئة. ومنذ ذلك الحين أصبح الأول من أيلول سبتمبر موعداً سنوياً بالنسبة للكنائس كافة. وفي العام ٢٠٠٧ تم الاحتفال بـ"زمن الخليقة" لمدة خمسة أسابيع، من الأول من أيلول سبتمبر ولغاية الرابع من تشرين الأول أكتوبر يوم عيد القديس فرنسيس الأسيزي.

وفي السادس من آب أغسطس من العام ٢٠١٥ نشر البابا الراحل فرنسيس رسالة أنشاء بموجبها اليوم العالمي للصلاة من أجل العناية بالخليقة والذي يُحتفل به في الأول من أيلول سبتمبر من كل عام. وفي ذلك اليوم من العام ٢٠٢١ صدرت رسالة مشتركة حول هذا الموضوع وقعها إلى جانب البابا فرنسيس، بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول ورئيس أساقفة كانتربوري جاستين ويلبي.

ومما لا شك فيه أن منطقة الأمازون تشكل رمزاً لهذه الأزمة البيئية التي نعيشها اليوم، وقد قرر السعيد الذكر البابا فرنسيس أن يخصص سينودساً للأساقفة من أجل الأمازون في تشرين الأول أكتوبر ٢٠١٩. وقبل اثنتي عشرة سنة، كان الكاردينال خورخيه برغوليو قد شارك في المؤتمر العام الخامس لأساقفة أمريكا اللاتينية والكاراييب، وبالتحديد في أيار مايو ٢٠٠٧، الذي عُقد في أباريسيدا بالبرازيل، وقد شاء الحبر الأعظم الراحل، عندما كان لا يزال رئيس أساقفة على بوينوس أيريس، أن تتضمن الوثيقة التي صدرت في ختام المؤتمر مقطعاً يشدد على ضرورة إيقاظ الوعي لدى القارة الأمريكية تجاه أهمية منطقة الأمازون ليس بالنسبة للقارة وحسب إنما بالنسبة للبشرية بأسرها.

ودعا برغوليو، قبل ست سنوات على انتخابه حبرا أعظم، إلى إقامة رعوية مشتركة في جميع البلدان الأمريكية اللاتينية التي يتواجد في أراضيها حوض الأمازون تهدف إلى إنشاء نموذج للتنمية يعطي الأولوية للفقراء ويصب في صالح الخير العام، ومما لا شك فيه أن هذا الالتزام للكاردينال خورخي برغوليو كان ممهداً لإصدار الرسالة العامة "كن مسبحاً" في العام ٢٠١٥، والتي تبقى لغاية يومنا هذا مرجعاً للعالم كله، على صعيد حماية الخليقة والاعتناء ببيتنا المشترك.