
الفاتيكان يناقش أزمة الديون العالمية في طاولة مستديرة رقمية بمشاركة شخصيات دينية واقتصادية
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
في إطار المبادرات التي ترافق السنة اليوبيلية ستُقام بعد ظهر غد الأربعاء طاولة مستديرة عبر الإنترنت لمناقشة مسألة الديون الخارجية التي ترزح تحت وطأتها دول فقيرة عدة. ويتزامن الحدث مع الذكرى السنوية العاشرة لصدور الرسالة العامة "كن مسبحاً" للبابا فرنسيس، ويهدف إلى تلبية نداء البابا الراحل الذي دعا في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام إلى إلغاء الديون الخارجية المتوجبة على البلدان الفقيرة أو تخفيضها.
تنظم الطاولة المستديرة هيئة كاريتاس الدولية بالتعاون مع الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة، وسيضم اللقاء عدداً من المسؤولين المدنيين والدينيين، من بينهم خبراء اقتصاديون عالميون وممثلون عن المجتمع المدني، وأساقفة من مختلف الكنائس سيتناولون سبل مواجهة الأزمة الناتجة عن الديون الخارجية والتي تولد الفقر لدى مليارات الأشخاص حول العالم، على أن تكون هذه المبادرة تعبيراً عن السخاء والعدل في الآن معا.
الطاولة المستديرة ستجري تحت عنوان "حجاج رجاء: إلهام يوبيلي من أجل التصرف فوراً بشأن الديون والمناخ والتنمية". من بين المشاركين في اللقاء Alistair Dutton أمين عام كاريتاس الدولية والراهبة Alessandra Smerilli أمينة سر الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة، بالإضافة إلى الكاردينال Jaime Spenglerرئيس أساقفة بورتو أليغري بالبرازيل، ورئيس الأساقفة Gabriele Caccia مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
يقول المنظمون إن اللقاء سيُعقد في إطار الحملة الدولية التي أطلقتها كاريتاس حول موضوع "تحويل الدين إلى رجاء" في الثالث والعشرين من كانون الأول ديسمبر الماضي مع بداية السنة اليوبيلية. هدف الحملة توعيةُ الرأي العام على الأزمة العالمية الناتجة عن الديون الخارجية والتي لا يُحكى عنها كثيراً، باعتبار أنها أزمة تنموية، لا أزمة مالية وحسب.
ويؤكد المنظمون أيضا أن الطاولة المستديرة ستُعقد بالتزامن مع إحياء الذكرى السنوية العاشرة لصدور الرسالة العامة للبابا فرنسيس "كن مسبحا"، وترمي أيضا إلى التجاوب مع النداء الذي أطلقه البابا الراحل في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام ٢٠٢٥، عندما دعا إلى إلغاء الديون الخارجية التي ترزح تحت وطأتها البلدان القفيرة والنامية، عندما أكد برغوليو أن الديون الخارجية "قد أصبحت أداة للسيطرة، لا تتورع من خلالها بعض الحكومات والمؤسسات المالية الخاصة في البلدان الغنية عن الاستغلال العشوائي للموارد البشرية والطبيعية للبلدان الأشد فقرا من أجل تلبية احتياجات أسواقها الخاصة". كما أن المنظمين يطالبون بإصلاح الهيكلية المالية الدولية من أجل وضع الكرامة البشرية في المحور، مذكرين بأن البابا لاون الرابع عشر، وفي الأيام الأولى من حبريته، تحدث عن أهمية أن نقول لا لاقتصاد يُفقر الأشخاص وكوكب الأرض على حد سواء.
تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من ثلاثة مليارات وثلاثمائة مليون شخص في العالم يعيشون في بلدان تفوق فيها الموارد المالية التي تُنفق لتسديد الديون تلك التي تخصص لتوفير الخدمات العامة الأساسية، كالصحة والتربية وضمان الجهوزية لمواجهة الكوارث الطبيعية. وما يزيد من تفاقم أزمة الديون قرار بعض الدول المانحة الاقتطاع من الموارد المخصصة للتعاون الدولي، وفرض رسوم جمركية، ما يؤثر سلباً على الموارد المتاحة.
وخلال الطاولة المستديرة سيتوقف المشاركون عند التقرير الذي ستُصدره قريباً مجموعة الخبراء بشأن الديون الخارجية والتي أنشأتها الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية بالتعاون مع جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، ويرأسها البروفيسور Joseph Stiglitz. على أن ينظم مؤتمر صحفي مباشرة بعد نهاية الأعمال.