
د.حسام بدراوي خلال المؤتمر السنوي الأول للحزب الليبرالي المصري: الليبرالية فلسفة حياة والإيمان العميق بحرية الإنسان وكرامته
محرر الأقباط متحدون
الاربعاء ٢٨ مايو ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
شارك بفندق هلنان لاند مارك الدكتور حسام بدراوي،
بدعوة من شادي العدل وشباب الحزب الليبرالي المصري، في المؤتمر السنوي الأول للحزب الليبرالي المصري تحت شعار "عودة الليبرالية المصرية"، حيث شهد المؤتمر إطلاق الرؤية السياسية للحزب، وتمت مناقشة أبرز أولويات المرحلة المقبلة، وكذلك الإعلان عن توجهات الحزب حيال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وعدد من القضايا التي تشغل الرأي العام المصري.
حضر اللقاء السيد عمرو موسي والأستاذ علي عبد العال رئيس مجلس النواب السابق ورؤيي سي اي عدد من الأحزاب السياسيه .
جاءت كلمة الدكتور بدراوي خلال المؤتمر كالأتي: -
اﻻﺑﻦ اﻟﺼﺪﯾﻖ ﺷﺎدي اﻟﻌﺪل أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ وأﺑﻨﺎﺋﻲ اﻟﺸﺒﺎب،
أﻗﻒ أﻣﺎﻣﻜﻢ اﻟﯿﻮم ﻻ ﻷﻋﻠﻤﻜﻢ، ﺑﻞ ﻷﺷﺎرﻛﻜﻢ ﺣﻠﻤﺎً، وﻓﻜﺮاً، وإﯾﻤﺎﻧﺎً ﺑﺄﻧﻜﻢ أﻧﺘﻢ، ﻻ ﻏﯿﺮﻛﻢ، ﻣﻦ ﺳﯿﺼﻨﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ھﺬا اﻟﻮطﻦ.
اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ، ﻛﻤﺎ أﻓﮭﻤﮭﺎ وأؤﻣﻦ ﺑﮭﺎ، ﻟﯿﺴﺖ ﻣﺠﺮد ﺗﯿﺎر ﺳﯿﺎﺳﻲ أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت. إﻧﮭﺎ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺣﯿﺎة. إﻧﮭﺎ اﻹﯾﻤﺎن اﻟﻌﻤﯿﻖ ﺑﺤﺮﯾﺔ اﻹﻧﺴﺎن، ﺑﻜﺮاﻣته، ﺑﺤقه ﻓﻲ أن ﯾﺨﺘﺎر، أن ﯾُﺒﺪع، أن ﯾُﺨﻄﺊ وﯾﺘﻌﻠﻢ. اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ ﺗﻌﻨﻲ أن اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﯿﺴﺖ وﺻﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻮل، ﺑﻞ راﻋﯿﺔ ﻟﻠﺤﺮﯾﺎت، وأن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﯾُﺒﻨﻰ ﺑﺎﻟﻮﺻﺎﯾﺔ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ.
ﻗﺪ ﯾﻘﻮل اﻟﺒﻌﺾ إن اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ دﺧﯿﻠﺔ، ﻏﺮﺑﯿﺔ، ﻻ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺗﻘﺎﻟﯿﺪﻧﺎ. وأﻗﻮل ﻟﮭﻢ: إن اﺣﺘﺮام اﻟﻌﻘﻞ، وﻗﯿﻤﺔ اﻹﻧﺴﺎن، وﺣﺮﯾﺔ اﻟﻀﻤﯿﺮ، ھﻲ ﺟﺬور ﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﺎرﺗﻨﺎ، ﻓﻲ اﻹﺳﻼم اﻟﻤﺴﺘﻨﯿﺮ، ﻓﻲ ﻓﻜﺮ اﺑﻦ رﺷﺪ واﺑﻦ ﺧﻠﺪون، ﻓﻲ ﻧﺪاءات ﺛﻮار 1919، وﻓﻲ أﺣﻼم اﻟﺜﻼث اﯾﺎم اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺛﻮرة ﯾﻨﺎﯾﺮ.
أﯾﮭﺎ اﻟﺸﺒﺎب،
أﻧﺘﻢ ﻟﺴﺘﻢ ﻓﻘﻂ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻐﺪ، أﻧﺘﻢ ﺻﺎﻧﻌﻮه. واﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ، إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣُﻤَﺜﻠﺔ ﻓﯿﻜﻢ، ﻓﻲ ﺟﺮأﺗﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ، ﻓﻲ اﺣﺘﺮاﻣﻜﻢ ﻟﻼﺧﺘﻼف، ﻓﻲ دﻓﺎﻋﻜﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﻤﺴﺎواة، ﻓﻠﻦ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺎر أﺟﻮف.
أﻧﺘﻢ ﻟﺴﺘﻢ ﺗﺎﺑﻌﯿﻦ، أﻧﺘﻢ ﻗﺎدة. اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺷﺒﺎب ﯾﺆﻣﻨﻮن ﺑﺄن اﻟﺤﻮار أﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﻘﻤﻊ، وأن اﻟﻘﺎﻧﻮن أﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﻤﺰاج، وأن اﻟﺘﻌﺪدﯾﺔ ﻏﻨﻰ، ﻻ ﺗﮭﺪﯾﺪ.
أﯾﮭﺎ اﻷﺻﺪﻗﺎء،
ﻣﺼﺮ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺣﺰب ﺟﺪﯾﺪ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ إﻟﻰ روح ﺟﺪﯾﺪة. روح ﺗُﺤﺮر اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف، وﺗُﺤﺮر اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻜﺎر، وﺗُﺤﺮر اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ. اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ ﻟﯿﺴﺖ وﻋﺪاً ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ، ﻟﻜﻨﮭﺎ طﺮﯾﻖ طﻮﯾﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ، واﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ، واﻹﺻﻼح.
دﻋﻮﻧﺎ ﻻ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﺤﺮﯾﺔ، ﺑﻞ ﻧﻤﺎرﺳﮭﺎ. وﻻ ﻧﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎر اﻟﻤﻮاطﻨﺔ، ﺑﻞ
ﻧﻌﯿﺸﮭﺎ، وﻟﺘﻜﻦ أﺧﻼﻗﻨﺎ راﺳﺨﺔ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أﻓﻜﺎرﻧﺎ طﻠﯿﻘﺔ.
أﻧﺘﻢ اﻷﻣﻞ، ﻓﻼ ﺗﺴﺘﮭﯿﻨﻮا ﺑﻘﻮﺗﻜﻢ.
وأﻧﺘﻢ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻓﻼ ﺗﺴﻤﺤﻮا ﻷﺣﺪ أن ﯾﺼﺎدره ﻣﻨﻜﻢ. واﻵن ﺳﺄﺧﺘﺒﺮ ﻟﯿﺒﺮاﻟﯿﺘﻜﻢ :
“ﺳﺒﻌﺔ أﺷﯿﺎء… إذا ﻓﻌﻠﺘﮭﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ، ﻟﻜﻨﻚ ﻣﺶ ﻟﯿﺒﺮاﻟﻲ”!
اﺳﺄل ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺼﺪق، أﯾﮭﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﻲ:
.1 ﻟﻮ ﺑﺘﺆﻣﻦ ﺑﺤﺮﯾﺔ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ… ﺑﺲ ﺑﺘﺰﻋﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺸﺨﺼﻲ؟
ﯾﺒﻘﻰ أﻧﺖ ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ، ﻟﻜﻨﻚ ﻣﺶ ﻟﯿﺒﺮاﻟﻲ.
.2 ﻟﻮ ﺑﺘﻘﻮل ﻛﻞ واﺣﺪ ﺣﺮ… ﺑﺲ ﻣﺶ ﻗﺎدر ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻚ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ أو اﻟﻤﯿﻮل أو اﻟﻔﻜﺮ؟
ﯾﺒﻘﻰ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ دي ﻋﻨﺪك اﻧﺘﻘﺎﺋﯿﺔ.
.3 ﻟﻮ ﺑﺘﮭﺎﺟﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺿﺪك… وﺑﺘﺪاﻓﻊ ﻋﻨﮭﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﺎك؟ ﯾﺒﻘﻰ دي ﻣﺶ ﺣﺮﯾﺔ، دي ﻣﺼﻠﺤﺔ.
.4 ﻟﻮ ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن… ﺑﺲ ﺑﺘﺴﻜﺖ ﻗﺪّام ظﻠﻢ ﺑﯿﺤﺼﻞ ﻟﺼﺎﺣﺒﻚ أو ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺘﻚ؟
ﯾﺒﻘﻰ أﻧﺖ ﻣﺶ ﻣﻊ اﻟﺤﻘﻮق، أﻧﺖ ﻣﻊ اﻻﻧﺤﯿﺎز.
.5 ﻟﻮ ﺑﺘﺪﻋﻮ ﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﺣﺪﯾﺚ… ﻟﻜﻦ أول ﻣﺎ ﺣﺪ ﯾﻔﻜﺮ ﺑﺤﺮﯾﺔ ﺗﻘﻮل ﻋﻠيه ﻗﻠﯿﻞ اﻷدب؟
ﯾﺒﻘﻰ اﻧﺖ ﻣﺶ ﺑﺘﺮﺑﻲ أﺣﺮار، اﻧﺖ ﺑﺘﻔﺮز ﻧﺴﺦ ﻣﻨﻚ.
.6 ﻟﻮ ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺪدﯾﺔ… ﻟﻜﻦ داﯾﻤًﺎ ﺷﺎﯾﻒ إن رأﯾﻚ ھﻮ اﻟﺼﺢ اﻟﻤﻄﻠﻖ؟ ﯾﺒﻘﻰ أﻧﺖ ﻣﺶ ﺑﺘﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼف، أﻧﺖ ﺑﺘﻘمعه.
.7 ﻟﻮ ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ… ﻟﻜﻦ أول ﻣﺎ ﺗﻀﯿﻖ ﺑﯿﻚ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺗﻠﺠﺄ ﻟﺸﯿﺦ أو ﺿﺎﺑﻂ أو زﻋﯿﻢ؟
ﯾﺒﻘﻰ أﻧﺖ ﻣﺶ ﻟﯿﺒﺮاﻟﻲ، أﻧﺖ ﻗﻠﻘﺎن.
اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ ﻣﺶ ﺷﻌﺎر، دي ﺳﻠﻮك. ﻣﺶ ﻛﻼم، دي ﻧﻤﻂ ﺣﯿﺎة. اﺳﺄل ﻧﻔﺴﻚ… ھﻞ أﻧﺖ ﻓﻌﻼً ﻟﯿﺒﺮاﻟﻲ؟ وﻻ ﺑﺲ ﺣﺎﺑﺐ ﺗﻜﻮن؟ ﺷﻜﺮاً ﻟﻜﻢ، ودﻣﺘﻢ أﺣﺮاراً، ﻋﻘﻼء، ﻣﺴﺆوﻟﯿﻦ.
ثم أنهي الدكتور بدراوي كلمته التي رسخت العديد من المعاني حول الليبرالية وفلسفتها وسط تصفيق وتأييد من الحضور .
حضر اللقاء نخبة من الرموز الحزبية والسياسية والحقوقية، ومجموعة من الشخصيات البارزة في المجتمع المصري.