
المنسق الوطني لشبكة السلام ونزع السلاح : البابا لاون يرى أن المسيرة نحو السلام تتطلب "قلوباً وأذهاناً متمرسة
محرر الأقباط متحدون
٥٨:
٠١
م +03:00 EEST
الأحد ١ يونيو ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المنسق الوطني لـ"الشبكة (الإيطالية) من أجل السلام ونزع السلاح" فرنشيسكو فينياركا ، وذلك غداة لقاء البابا مع الممثلين عن الحركات الشعبية من أجل السلام، سلط خلالها الضوء على المسار الذي رسمه البابا بريفوست لضيوفه متحدثا عن سياسة غير عنيفة وعن ضرورة أن تكون المؤسسات مستعدة لاعتماد هذا النهج وذكّر أيضا بأن السلام لا يقتصر على الاتفاقات بين زعماء الأرض.
خلال اللقاء الذي ضم لاون الرابع عشر إلى الممثلين عن الحركات الشعبية من أجل السلام يوم الجمعة الماضي في قاعة كليمينتينا بالفاتيكان حاول البابا أن يصغي إلى أصوات من يبحثون عن بناء السلام، إلى واقع يتخطى الإطار الكاثوليكي. هذا ما قاله السيد فينياركا الذي كان في مقدمة من التقوا بالحبر الأعظم، وأضاف أن استقبال البابا لهؤلاء الأشخاص هو بحد ذاته علامة أساسية وهامة، معتبرا أن لاون الرابع عشر يتابع المسيرة التي بدأها البابا الراحل فرنسيس وبلغت ذروتها في مدرّج السلام في فيرونا العام الماضي، خلال احتفال ضخم نظمته الحركات الشعبية من أجل السلام التي كانت حاضرة في الفاتيكان يوم الجمعة. ولفت إلى أن البابا يسلط الضوء على أهمية بلوغ السلام من خلال اللاعنف كوسيلة ونموذجٍ ونمطِ حياة، مع التأكيد على ضرورة عدم الاكتفاء بابتهال عطية السلام إذ لا بد من بنائه يوماً بعد يوم. وأضاف أن البابا قال عبارة جميلة ألا وهي "إذا أردتَ السلام أعدّْ لمؤسسات سلمية".
تابع المنسق الوطني للشبكة الإيطالية للسلام ونزع السلاح حديثه مشيرا إلى أن البابا لاون الرابع عشر عبر عن ضرورة الانطلاق من أشخاص اختبروا العنف ربما شأن الإسرائيلي معاز إينون والفلسطيني عزيز أبو سارة، اللذين استقبلهما البابا أيضا في قاعة كليمنتينا، وكانا حاضرَين أيضا في فيرونا العام الماضي، عندما عانقهما البابا الراحل فرنسيس. وقال فينياركا إن هذين الرجلين وعلى الرغم من مصابهما الأليم يريدان العمل من أجل الحوار.
وذكّر بأن لاون الرابع عشر يرى أن المسيرة نحو السلام تتطلب "قلوباً وأذهاناً متمرسة"، ومن هذا المنطلق لا بد من الانطلاق من أشخاص شأن معاز وعزيز، لأنهما أظهرا للجميع معنى تدريب القلب على السلام عوضا عن الابتعاد عن الشخص الآخر. وأضاف المسؤول الإيطالي في هذا السياق أن السلام ليس شيئاً يظهر فجأة، وأن اللاعنف لا يتطلب فقط استعداداً شخصياً، لأنه يقتضي بناء مسيرة سياسية، ولأن السلام يُبنى يوماً بعد يوم من خلال اتخاذ خيارات يومية ملموسة وواقعية.
هذا ثم قال فينياركا إن صوت البابا لاون الرابع عشر هو مهم، كما كان مهما صوت البابا فرنسيس خصوصا عندما يتحدثان عن الآليات التي تولّد الحروب، عن الأسلحة التي تقود إلى الصراعات. لذا ثمة استمرارية لتعاليم البابا فرنسيس ظهرت منذ الأيام الأولى لحبرية البابا بريفوست، ومن المهم جدا أن هذا الأخير شاء أن يلتقي بالممثلين عن الحركات الشعبية من أجل السلام، وقال إنه من الجميل أن القاعة الفاتيكانية غصت بأشخاص ملتزمين في العمل من أجل نزع السلاح، واللاعنف، على الرغم من الاختلافات القائمة بينهم.
وختم فينياركا حديثه مسلطا الضوء على ضرورة الانطلاق من الأسفل، من الحركات الشعبية، من أجل بناء سلام لا يقتصر على الاتفاقات بين زعماء الأرض، بل يعني حقوق الجميع.
الكلمات المتعلقة