
البابا لاون يستقبل بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي في لقاء خاص بمكتبه بالفاتيكان .. وصلاة من أجل السلام والأمان والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم
محرر الأقباط متحدون
٢٦:
٠٣
م +03:00 EEST
الاربعاء ٤ يونيو ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
استقبل قداسةُ البابا لاون الرابع عشر غبطةَ البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في لقاء خاص، وذلك في مكتب قداسته في القصر الرسولي في الفاتيكان.
خلال اللقاء، جدّد غبطة البطريرك التهاني القلبية إلى قداسة البابا بمناسبة انتخابه وتوليته حبراً أعظم، باسمه الشخصي، وباسم الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية في كلّ مكان، سينودساً وإكليروساً ومؤمنين، متمنّياً لقداسته حبرية مثمرة لما فيه خير الكنيسة الجامعة والعالم بأسره. عبّر قداسة البابا عن متابعته الحثيثة للأوضاع الأليمة التي يمرّ بها الشرق الأوسط، لا سيّما لبنان وسوريا والعراق، هذه البلدان الثلاثة التي عانت من أزمات خانقة، مؤكّداً سعيه للمطالبة أن يعمل العالم على مساعدة هذه البلدان المتألّمة، كي يحلّ فيها السلام الحقيقي والألفة بين مختلف مكوّناتها.
وشكر غبطتُه قداسةَ البابا على تعاطفه وتضامنه وتفهُّمه للمعاناة المستمرّة في بلدان الشرق، وبنوع خاص دعواته المتكرّرة إلى إحلال السلام والوئام والأخوّة والتضامن لنهضة هذه البلدان التي تعاظمت مآسي شعبها من القتل والدمار والتهجير، والتي تحتاج إلى الوحدة للنهوض بها من جديد، كي تعود إلى سابق عهدها من الإزدهار، معرباً لقداسته عن عميق تقدير الكنيسة والمؤمنين في الشرق لروح الرجاء الذي يبثّه قداسته بكلماته، مظهراً محبّته الأبوية للجميع، ولا سيّما للمسيحيين. وتوقّف غبطته عند نزيف الهجرة الذي تكابده شعوب منطقة الشرق الأوسط، بسبب تردّي الأوضاع، خاصّة أبناء الكنيسة، ولا سيّما فئة الشباب، وهم شريان الحياة والقلب النابض للوطن والمجتمع، ما يؤدّي إلى خسارة كبيرة لا تُقَدَّر بثمن، وستكون لها انعكاسات خطيرة على مستقبل المنطقة.
وتحدّث غبطة أبينا البطريرك بإسهاب عن أحوال الكنيسة السريانية الكاثوليكية، مفاتحاً قداسته حول كيفية التعامل مع الصعوبات التي تجابهها وسعيها للتخفيف من الأزمات الأمنية والاقتصادية ومعاناة السكّان متوسّطي الحال والأكثر احتياجاً دون تمييز، وتشجيع المؤمنين على البقاء والتجذّر في أرض آبائهم وأجدادهم. فأكّد قداسته قربَه الروحي في الصلاة، كي ينتهي دربُ معاناتها. ونقل غبطته إلى قداسته دعوةَ كنيسته السريانية الكاثوليكية إلى عيش الروح السينودسية الحقّة، وسعيه الدؤوب لبثّ روح المحبّة والوحدة والمصارحة بالشركة الأخوية بين صفوف أبنائها، والعمل الجدّي لبناء علاقات مسكونية منفتحة مع الكنائس الشقيقة، وبنوع خاص مع الكنيسة الشقيقة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية.
وفي هذا الإطار، نقل غبطته إلى قداسته تحيّة المحبّة والسلام من قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والذي حمّل غبطته المشاعر الصادقة والتهاني الخالصة لقداسة البابا، وذلك خلال الاتّصال الذي جرى بين البطريركين مساء اليوم السابق، حيث هنّأ غبطتُه قداسةَ البطريرك أفرام الثاني بالذكرى السنوية الحادية عشرة لتنصيبه بطريركاً. وبدوره شكر قداسة البابا على هذه التهاني، محمّلاً غبطته التهنئة لقداسة البطريرك أفرام الثاني بذكرى تنصيبه، والمحبّة والتقدير لكنيسته الشقيقة.
وتناول غبطته أهمّ الأعمال التي تقوم بها البطريركية في لبنان، والزيارات الراعوية العديدة لغبطته إلى الأبرشيات والرعايا والإرساليات السريانية في سوريا والعراق والأراضي المقدسة والأردن ومصر وتركيا، وإلى بلاد الإنتشار، في أوروبا وأميركا وأستراليا، منوّهاً بالازدياد الكبير لعدد المؤمنين في بلاد الإغتراب، ولا سيّما في أوروبا، حيث تبرز الحاجة الماسّة إلى المزيد من الاعتناء بهم وتقديم الخدمات الروحية لهم، وإلى حضور رئيس كنسي مباشر يرعى المؤمنين ويهتمّ بشؤونهم.
وقد أبدى قداسة البابا التفهُّم الكامل والتجاوب التامّ مع ما عرضه غبطتُه، معبّراً عن سروره بهذه الزيارة، مثمّناً الشهادة المتميِّزة التي تؤدّيها الكنيسة السريانية الكاثوليكية، في أرض المنشأ في الشرق كما في بلاد الانتشار، بروح الشركة مع الكنيسة الجامعة. فشكر غبطتُه لقداسته كلماته ومحبّته الأبوية، معرباً عن التقدير الكبير الذي تكنّه الكنيسة السريانية الكاثوليكية لقداسته، سينودساً إكليروساً ومؤمنين، سائلاً الله أن يحفظه ويديمه بالصحّة والعمر الطويل، ليرعى الكنيسة الجامعة بما حباه الله من روح الراعي الصالح والمدبّر الحكيم.
وفي الختام، منح قداستُه الكنيسةَ السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية. ورفع قداسته الصلاة مع غبطة البطريرك من أجل إحلال السلام والأمان والطمأنينة والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، ومن أجل أن يفيض الرب بخيراته وبركاته على الكنيسة والمؤمنين في كلّ مكان. وبعد هذا اللقاء الخاص، منح قداستُه بركته الرسولية للمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والذي يرافق غبطته في هذه الزيارة. ثمّ قدّم غبطته إلى قداسته ميدالية سيّدة النجاة البطريركية المذهَّبة، عربون محبّة وشكر وإكرام وتقدير، وتخليداً لهذه الزيارة.
الكلمات المتعلقة