الأقباط متحدون - في الذكرى التسعين للعلاقات الفاتيكانية-الكوبية: غالاغر يترأس قداساً في هافانا ويشيد برسالة البابا لاوُن الرابع عشر
  • ١٥:٢٣
  • الجمعة , ٦ يونيو ٢٠٢٥
English version

في الذكرى التسعين للعلاقات الفاتيكانية-الكوبية: غالاغر يترأس قداساً في هافانا ويشيد برسالة البابا لاوُن الرابع عشر

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٣٠: ٠٢ م +03:00 EEST

الجمعة ٦ يونيو ٢٠٢٥

بول ريتشارد غالاغر
بول ريتشارد غالاغر

محرر الأقباط متحدون
لمناسبة الذكرى السنوية التسعين لإقامة علاقات دبلوماسية بين الكرسي الرسولي وكوبا ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر القداس في كاتدرائية سيدة الحبل بلا دنس في هافانا، وألقى عظة سلط فيها الضوء على رسالة وفكر البابا لاون الرابع عشر اللذين يصبان لصالح كنيسة موحدة تعيش علاقات الشركة.

السلام والعدالة والحقيقة. هذه هي القيم الثلاث التي تمحورت حولها عظة المسؤول الفاتيكاني، لافتا إلى أن الحقيقة لا غنى عنها من أجل بناء علاقات سلمية وحوار بنّاء يتميز بالاحترام، مع العالم المحيط بنا، وهذه هي أيضا المبادئ التي حددها البابا لاون الرابع عشر معتبراً أنها ركائز رسالة الكنيسة الكاثوليكية والدبلوماسية الفاتيكانية.

وسلط سيادته الضوء على قرب الكنيسة من الشعب الكوبي، والذي تعبّر عنه من خلال نشاط السفراء البابويين والزيارات الرسولية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بندكتس السادس عشر وأخيرا البابا فرنسيس لعشر سنوات خلت. وقال إن زيارة البابا برغوليو اكتسبت أهمية مميزة لكونها تمت تحت شعار الوحدة والشركة بين المسيحيين، وتحت شعار الأخوّة بين الشعوب.

وذكّر غالاغر المؤمنين بأن البابا فرنسيس وخلال زيارته الرسولية إلى كوبا قال عن نفسه إنه ابنٌ وحاج في تلك الأراضي، وسأل الله القدير أن يقود خطوات الشعب الكوبي على دروب العدالة والسلام والحرية والمصالحة.

وشاء المسؤول الفاتيكاني في هذا السياق أن يطلب شفاعة الطوباويين   Olallo Valdés  و José López Piteira  والمكرّم  Félix Varela  الذي عرف كيف يرسخ أسس المحبة بين الكوبيين، وبين جميع البشر، كي تبصر النورَ روابط السلام والتضامن والاحترام المتبادل. ولفت سيادته أيضا إلى أن الاحتفال بالقداس يشكل مناسبة لرفع الشكر لله على انتخاب البابا الجديد لاون الرابع عشر، قائلاً إن كوبا تحتل مكانة هامة في قلب الحبر الأعظم.

تابع سيادته لافتا إلى أن انتخاب البابا لاون الرابع عشر يشهد على أن محبة الله لا تتخلى عن شعبه أبدا، وأكد أن الله نفسه هو من يعتني بشعبه إذ وهبنا البابا الذي يقوينا بالإيمان بالرب القائم من الموت ويرسّخنا في الشركة، التي تبقى أسمى شكل من أشكال الوحدة، مذكرا بأن البابا يدعو الكنيسة لأن تكون خميرة لعالم يختبر المصالحة.

بعدها حذّر المسؤول الفاتيكاني المؤمنين من المخاطر التي يمكن أن تنال من الجماعة، وفي طليعتها خطر أن ينجرّ المؤمنون وراء عقائد مختلفة، بعيدة عن روح الإنجيل. ومن هذا المنطلق، اعتبر أنه من الأهمية بمكان أن يُحافظ على الوحدة مع الأساقفة ومع البابا، واثقين بأن الله نفسه، وبواسطة روحه القدوس، يستمر في إغداق النعم والحقيقة على الجماعات التي أسسها هو، كي تكون هذه الجماعات واحدةً، كما أن الآب والابن واحد.

مضى سيادته إلى القول إن الرب يسوع، وخلال العشاء الأخير، صلى من أجل تلاميذه، وسأل الله الآب أن يكونوا واحدا، كما أنه والآب واحد. مع ذلك لفت غالاغر إلى أن الأمانة للإنجيل ليست مهمة سهلة، كما أن الكنيسة هي سفينة هشة، لكن من يقودها هو الروح القدس، وخدمة البابا.

ومما لا شك فيه أن هذه السفينة واجهت أمواجاً عاتية على مر التاريخ إذ اختبرت الخلافات والجراح وليدة الحقد، والخوف مما هو مختلف، ومعاناة المهاجرين، واستغلالاً سيئا للأرض، ومعاملة مجحفة بحق الفقراء. وقال إن الشعب الكوبي عرف دائماً كيف يتخطى كل تلك الصعوبات، واضعاً ثقته بالعذراء التي عندما كانت الدموع خبزاً لأبنائها، وكانوا يعيشون قلقاً رهيباً كانت هي الأم الحنونة، والنجمة التي أعلنت بزوع فجر السلام، كما يقول النشيد المريمي.

هذا ثم قال سيادته إننا مدعوون اليوم إلى عدم الاستسلام إطلاقاً كي نتمكن من إظهار رجاء الإنجيل وسط مياه العالم المضطربة، وكي نتمكن من الإبحار في بحر الحياة ونساعد الآخرين على إيجاد معانقة الله لهم. وأكد غالاغر أن كل هذا يصبح ممكنا عندما نتخلى عن المصالح الأحادية، وعندما ننظر إلى الخدمة على أنها انفتاح على الآخر، ضمن الحقيقة التي كرسنا المسيح من أجلها. واستنادا إلى هذه الحقيقة نرى في الآخر ابناً لله وعضوا في عائلتنا البشرية الواحدة.

وختم سيادته بالقول إن هذه الحقيقة الأصيلة تسمح بإقامة علاقات سلمية بين الأشخاص، وحوار بناء يرتكز إلى الاحترام، متمسكين بقوة برسالة الإنجيل في عالم يعارض غالباً قيم ملكوت الله. كما شجع غالاغر المؤمنين الكوبيين على الاستمرار في حمل رسالة الرجاء.