الأقباط متحدون - يوبيل الكرسي الرسولي.. الكاردينال بارولين: زرع السلام من خلال دبلوماسية الإنجيل
  • ١٥:١٤
  • الثلاثاء , ١٠ يونيو ٢٠٢٥
English version

يوبيل الكرسي الرسولي.. الكاردينال بارولين: "زرع السلام من خلال دبلوماسية الإنجيل"

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٥٧: ٠٢ م +03:00 EEST

الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠٢٥

الكاردينال بارولين
الكاردينال بارولين

محرر الأقباط متحدون
إن السفير البابوي هو "جسر" يربط بين خليفة بطرس والكنائس المحلية، وبين الكنيسة والدول، "وبين جراح العالم ورجاء الإنجيل": هذا ما أكّده الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، في مقابلة مع وسائل الإعلام الفاتيكانية، بمناسبة يوبيل الكرسي الرسولي، وعشية اللقاء الذي سيجمع البابا لاون الرابع عشر بالمشاركين في الحج اليوبيلّي وبالسفراء البابويين.

"إن الممثل البابوي هو حامل لدبلوماسية الإنجيل"، ومن واجبه "أن يكرّس نفسه للوساطة والحوار"، وأن يصبح زارعًا للسلام. هذا ما أكّده الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في إطار المقابلة التي أُجريت معه بمناسبة الاحتفال بيوبيل الكرسي الرسولي، وقبل لقاء البابا لاوُن الرابع عشر والمشاركين في اليوبيل وممثلي الكرسي الرسولي.

في جوابه على السؤال المعنى الذي يحمله هذا الحدث للسلك الدبلوماسي التابع للكرسي الرسولي، ولا سيما للسفراء البابويين قال الكاردينال بييترو بارولين إنّ يوبيل الكرسي الرسولي يمنح، حتى للممثلين البابويين، الفرصة لكي يعيشوا لحظة من الوحدة. لأنّ حياة كل واحد منهم هي "حج" دائم، بدون إمكانية للاستقرار الجذري في واقع معيّن. إنها حياة في مسيرة، نعم، ولكنها ليست حياة عزلة. ومن هنا، فإن هذا اليوبيل يذكّرني بصورة عائلة منتشرة في أرجاء العالم، لكنها متّحدة، وتلتقي في روما لتلتف حول البابا. وفي هذا اللقاء، يبرز بوضوح الرابط بين البُعد الخاص والبُعد الشامل للكنيسة: فالممثل البابوي هو أولاً جسر يربط بين نائب المسيح والجماعات التي أُرسل إليها، وهو في الوقت عينه يحافظ على حيوية العلاقة بين الكنائس المحلية والكرسي الرسولي. ومن أجل ضمان هذه الوحدة، تضطلع أمانة سر الدولة بدورها التنسيقي، فتدعم رسالة الممثلين البابويين في روما وفي أنحاء العالم.

تابع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على السؤال حول ما يميّز خدمة السفراء البابويين وكيف يوفقون بين البُعد الراعوي والبُعد الدبلوماسي وقال إن السفراء البابويين هم بلا شك ممثلو البابا لدى الحكومات الوطنية والمؤسسات فوق الوطنية. وفي هذا الإطار، فإن مهمّتهم هي ذات طابع دبلوماسي بحت: أي التحاور مع السلطات المدنية، والعمل على رأب الصدوع، وتعزيز السلام والعدالة والحرية الدينية، بدون السعي وراء مصالح خاصة، تحرِّكهم فقط رؤية إنجيلية للعالم وللعلاقات الدولية. لكن خدمتهم، بطبيعتها، لا يمكن أن تُختزل في وظيفة مؤسساتية باردة؛ بل يجب أن تُدعَم بحضور راعوي أصيل. فالسفير البابوي هو أولاً رجل كنسي، وهو أيضًا راعٍ، وعليه أن يجعل من مثال المسيح الراعي الصالح نموذجًا له! أن يكون راعيًا يعني أن يقترب من الأساقفة والكهنة والمكرّسين والجماعات الذين دُعي لخدمتهم، دائمًا بنظرة كنسية، أي نظرة الكاهن الذي يشعر بالمسؤولية تجاه الآخرين. وبهذا الشكل، يصبح السفير البابوي جسرًا بين خليفة بطرس والكنائس المحلية، وبين الكنيسة والدول، وبين جراح العالم ورجاء الإنجيل.

أضاف أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على السؤال حول الصفات التي يعتبرها أساسية للممثل البابوي، ولا سيما في هذه المرحلة التاريخية المعقدة وقال أود أن أسلِّط الضوء على ثلاث صفات. أولاً، التواضع كاستعداد للقلب. فهذا يتيح للمرء أن "يصير صغيرًا" وثابتًا في الثقة بأن الرب، من خلالنا، يمكنه أن ينجز مشاريع عظيمة. في عالم يهيمن عليه الكثير من الكراهية والعنف، قد تميل النفس إلى التشاؤم. ولكن أمام المهام المعقدة والمفاجئة، علينا أن نثق بهدوء في النعمة التي ترافق الرسالة وتعضدها. بالإضافة إلى التواضع، هناك الغيرة الإنجيليّة. فالممثل البابوي هو حامل لدبلوماسية الإنجيل، ومهمته أن يحمل نور المسيح إلى أقاصي الأرض. وأخيرًا، لا بد أن يكون رجل مصالحة. إن عمل الدبلوماسية البابوية هو دعم جهود الأب الأقدس في بناء عالم يسوده الحق والعدالة والسلام. في عالم اليوم، يصبح من واجب الممثل البابوي أن يبذل نفسه في سبيل الوساطة والحوار، لأنه بهذه الطريقة فقط يمكنه أن ينسج خيوط التعاون الدولي وأن يلتقط حتى أضعف الإرادات وأكثرها خفاءً نحو المصالحة. لنقبل نداء الأب الأقدس بأن نصبح زارعي سلام، لأن الآخر – خصوصًا في المجال الدبلوماسي – ليس خصمًا في المقام الأول، بل إنسانًا علينا أن نتحدث معه.

وخلص الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان حديثه لوسائل الإعلام الفاتيكانية مجيبًا على السؤال حول كيف تبقى التنشئة الدبلوماسية للكهنة الشباب قادرة على مواكبة التحديات المعاصرة لاسيما في عالم يتطور باستمرار وقال تهتم الأكاديمية الحبريّة الكنسيّة، منذ ثلاثمائة عام، بتنشئة الكهنة الشباب الذين يستعدون للدخول في الخدمة الدبلوماسية للكرسي الرسولي. وقد سعت الإصلاحات الأخيرة التي طالت الأكاديمية إلى تحديث وتعزيز التنشئة، لكي تكون أكثر استجابة لتعقيدات العالم المعاصر. وتهدف هذه المرحلة الجديدة من الدبلوماسية الفاتيكانية إلى إرسال دبلوماسيين إلى العالم يكونون ذوي كفاءة مهنية عالية، يحرّكهم روح الإنجيل، ويدركون أنهم يحملون التعليم البابوي كأدوات شركة، وزارعي سلام، وبُنّاة علاقات متينة وسلميّة بين الشعوب.