
الأنبا نيقولا أنطونيو يكشف الوضع القانوني الكنسي لدير سانت كاترين في سيناء : يتبع الكنيسة الرومية الأرثوذكسية منذ تأسيسه
محرر الأقباط متحدون
٠٢:
٠١
م +03:00 EEST
الخميس ١٢ يونيو ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
أصدر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والمتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، بيانا بخصوص الوضع القانوني الكنسي لدير القديسة كاترينا (سانت كاترين) في سيناء، وجاء بنصه :
الدير كنائسيًا وعقائديًا من القِدم منذ بناء الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير في عام ۳۳٠م كنيسة على اسم "العذراء مريم" لرهبان طور سيناء، ثم بناء إمبراطور الإمبراطورية الرومية الشرقية (بيزانطيا) يوستنيانوس (٥٢٧ - ٥٦٦م) الدير عام 565م بشكله الحالي يتبع الكنيسة الرومية الأرثوذكسية (كنيسة الروم الأرثوذوكس).
من المعروف من التاريخ الكنسي أن طور سيناء، قبل بدء الإمبراطور يوستنيانوس بناء الدير عام ٥٤٥م، كان تابعًا روحيًا لإبرشية فاران، أو فيران، التي كانت إبرشية عظيمة ولها أسقف يقيم في وادي فاران.
ويُعتقد أن أول أسقف قام على أسقفية فاران هو "الأسقف موسى" (۳٢٠ - ۳٦٠م)، قيل إنه هو الذي حول أهل فاران عن عبادة الأوثان وأدخلهم المسيحية، وكان آخر المطارنة على أسقفية فاران هو ثيودورس، عام 649م. وكانت إبرشية فاران تابعة روحيًا لإبرشية البتراء، التي كانت بدورها كانت تابعة روحيًا لبطريركية أورشليم للروم الأرثوذكس.
بعد عام ٦٤٩م انتقل مركز الإبرشية من فاران ﺇلى طور سيناء، وأصبح رئيس الدير متروبوليتًا للإبرشية ولقبه "رئيس أساقفة دير طور سيناء وفاران والرايثو"، وكان أول رئيس أساقفة معروف للدير بعد انتقال مركز الإبرشية من فاران ﺇلى طور سيناء هو مرقص وذلك عام ٨٦٩م.
وهكذا بعد انتقال مركز إبرشية فاران التي كانت تابعة روحيًا لأبرشية البتراء ﺇلى طور سيناء، الواقع في الأراضي المصرية، التابع روحيًا لبطريركية اﻹسكندرية للروم الأرثوذكس، ظهرت مشكلة تبعية الدير بين كل من بطريركية أورشليم وبين بطريركية اﻹسكندرية.
ظلت أسقفية سيناء تابعة روحيًا لبطريركية أورشليم حتى زمن الصليبيين. بعد تلك الفترة أعتُبرت أسقفية سيناء تابعة روحيًا لبطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس. في القرن الرابع عشر، بين الأعوام 1306- 1308م، شُرْطِنَ رئيس أساقفة سيناء "لعازر" من قِبَل بابا وبطريرك الإسكندرية أثناسيوس الثالث (1276-1316م)، مما أثار اعتراض البطريركية الأورشليمية التي اعتبرت سيناء تابعة لها روحيًا.
فاعترف البابا بطريرك الإسكندرية غريغوريوس الثالث (1354 - 1366م) بالتخلي عن غزة والبتراء، مما سبب غموض حدود الإبراشيات. لكن خلفاءه واصلوا شَرطنة رؤساء أساقفة سيناء، وظل رؤساء أساقفة سيناء يُشَرْطَنُون من قِبَل باباوات وبطاركة الإسكندرية حتى رئيس الأساقفة سابا (+ 1435م).
في عام 1544م ترتبت القضية قانونيًا في مجمع بمدينة بالقسطنطينية، الذي قضى بتبعية أسقفية سيناء لبطريركية أورشليم روحيًا وكذلك شرطونية أساقفة سيناء. ثم في عام 1557م التأم مجمع في مدينة القاهرة باشتراك بابا بطريرك الإسكندرية يواكيم وبطريرك أورشليم جرمانوس وبطريرك أنطاكية يواكيم وأُقر بتبعية أسقفية سيناء لبطريركية أورشليم روحيًا، وأن رئيس الدير هو بدرجة كهنوتية «رئيس أساقفة» ويتم اختياره من مجلس إدارة الدير المكون من 12 شيخًا من رهبان الدير.
ثم في عام 1575م التئم مجمع محلي في مدينة القسطنطينية إشترك فيه بطريرك أورشليم جرمانوس وبطريرك أنطاكية يواكيم ومطارنة آخرون، واعترف هذا المجمع في قراراته باستقـلال أسقفية سيناء عن كل مـن البطريركية الإسكندرية وبطريركية أورشليم، "وأن رئيس دير سيناء هو أسقف منتخب من قبل مجموعة رهـبان الديـر ويُشَرطَن من قِبَل بطريرك أورشليم". كما أكد المجمع على لقب رئيس الدير، وهو «رئيس أساقفة»، وهذا القرار يَستند ﺇلى قرار سابق للإمبراطور يوستـنيانوس (527 - 565م).
الكلمات المتعلقة