
البابا لاوُن للشباب: أنتم نور الرجاء في عالم اليوم
محرر الأقباط متحدون
٠٠:
١٢
ص +03:00 EEST
الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
كانت ضرورة أن نلمس حضور الله في قلوبنا ومحبته لنا لنكون علامة رجاء في العالم محور رسالة فيديو وجهها البابا لاوُن الرابع عشر إلى الشباب المشاركين في احتفال نظمته أبرشية شيكاغو، ومن خلالهم إلى شباب العالم.
وجه قداسة البابا لاوُن الرابع عشر السبت ١٤ حزيران يونيو رسالة فيديو إلى شباب شيكاغو والعالم كله وذلك لمناسبة مبادرة لأبرشية شيكاغو للاحتفال بانتخابه حبرا أعظم. وفي رسالته توقف الأب الأقدس عند تزامن هذا اللقاء مع الاحتفال بعيد الثالوث الأقدس وتحدث عن الثالوث كنموذج لمحبة الله لنا، ثالوث الآب والابن والروح القدس إله واحد في اتحاد محبة عميقة وشركة تُتقاسم معنا جميعا. وأراد قداسته توجيه الشكر إلى جميع المشاركين في الاحتفال ومَن يتابعونه عبر التقنيات المختلفة وتشجيعهم على مواصلة بناء الشركة والصداقة كأخوة وأخوات في حياتهم اليومية، في عائلاتهم ورعاياهم، في الأبرشية وفي العالم بأسره.
وفي تحية خاصة إلى الشباب قال البابا لاوُن الرابع عشر إنهم وبينما يكبرون معا قد يشعرون بفترات من العزلة والمصاعب الكبيرة والتي قد تكون داخل العائلة أو في عالم اليوم. كما وأشار قداسته إلى أن سياق الحياة قد لا يوفر في بعض الأحيان الفرصة لعيش الإيمان، العيش بالمشاركة في جماعة إيمان. وتابع الأب الأقدس إنه يريد انتهاز هذه الفرصة لدعوة كل منكم، قال البابا، إلى النظر داخل قلبه وإدراك أن الله حاضر، ربما بأشكال مختلفة كثيرة. الله يمد لك يديه، واصل الأب الأقدس، ويدعوك إلى معرفة ابنه يسوع المسيح من خلال الكتاب المقدس أو ربما من خلال صديق أو قريب أو الجد. وتابع قداسته مشيرا إلى أهمية هذه النظرة إلى أعماق القلب لاكتشاف أهمية أن يتنبه كلُّ منا إلى حضور الله في قلوبنا، إلى هذا التطلع إلى المحبة في حياتنا، وإلى بحث صادق للوصول إلى الطريقة التي يمكننا بها أن نفعل شيئا لخدمة الآخرين بحياتنا.
وواصل البابا لاوُن الرابع عشر قائلا للشباب إن في خدمتنا هذه للآخرين يمكننا من خلال كوننا مع الآخرين في صداقة وبناء جماعة أن نعثر نحن أيضا على معنى حقيقي لحياتنا. وأكد قداسته أن أشخاصا كثيرين ممن يعانون من القلق أو الوحدة أو خبرات اكتئاب وحزن قد يكتشفون هكذا أن محبة الله هي مداواة حقيقية تحمل الرجاء، وأن الكون معا كأصدقاء، كأخوة وأخوات في الجماعة أو الأبرشية، هو خبرة عيش مشترك لإيماننا، ويمكننا اكتشاف أن نعمة الرب ومحبته يمكنهما مداواتنا بالفعل ومنحنا ما نحن في حاجة إليه من قوة، أن يكونا ينبوع الرجاء الذي نحتاج إليه جميعنا في حياتنا. وشدد قداسته على أن تقاسم رسالة الرجاء هذه أحدنا مع الآخر، في قرب وخدمة وبحث عن طرق لجعل عالمنا مكانا أفضل، يهب حياة حقيقية لنا جميعا وهو علامة رجاء للعالم كله.
وواصل الأب الأقدس قائلا للشباب الحاضرين في هذا الاحتفال إنهم وعد رجاء لكثيرين منا، قال البابا، وأضاف أن العالم ينظر إليكم ويقول لكم نحن في حاجة إليكم، نريد أن تكونوا معنا ككنيسة وكمجتمع في هذه الرسالة المشتركة لإعلان رسالة رجاء حقيقي وتعزيز السلام والتناغم بين الشعوب. وأراد البابا لاوُن الرابع عشر من جهة أخرى التشديد على ضرورة النظر إلى ما هو أبعد من تصرفاتنا الفردانية، وأن نبحث عن طرق لنكون معا ونعزز رسالة رجاء. وذكَّر في هذا السياق بتشديد القديس أغسطينوس على ضرورة أن نبدأ من أنفسنا إن أردنا عالما أفضل، أن نبدأ من حياتنا وقلوبنا. وواصل قداسته قائلا للشباب إنهم باتحادهم كجماعة إيمان للاحتفال في الأبرشية وتقديم خبرة الفرح والرجاء يمكنهم اكتشاف أنهم هم أيضا فنارات رجاء، وأضاف أن هذا النور سيكبر وسيصبح أكثر بريقا كلما كبرنا في الوحدة والشركة، هذا النور هو إيماننا بيسوع المسيح.
شدد البابا لاوُن الرابع عشر مجددا على ضرورة أن نكون في اتصال مع قلوبنا وإدراك أن الله يمكنه أن يعمل في حياتنا، ومن خلالها، من خلالنا، يمد يده إلى الآخرين. وهكذا أراد الأب الأقدس أن يوجه دعوة إلى الجميع كي يكونوا نور هذا الرجاء، وذكَّر بما كتب بولس الرسول في رسالته إلى أهل روما: الرجاء لا يُخيِّب. وأضاف البابا: حين أرى كل واحد منكم وأراكم جميعكم، حين أرى كيف يتجمع الأشخاص للاحتفال بإيمانهم أكتشف أنا أيضا كم هناك رجاء كثير في العالم. وتابع قداسته أن المسيح رجاءنا وفي هذا اليوبيل، في سنة الرجاء هذه، يدعونا جميعا إلى أن نكون معا لنكون ذلك المَثل الحي الحقيقي: نور الرجاء في عالم اليوم.
وفي ختام رسالة الفيديو أراد قداسة البابا دعوة الجميع إلى التوقف للحظة وفتح قلوبهم لله ولمحبته وللسلام الذي يمكن للرب وحده أن يهبنا، وإلى أن يلمسوا كم هي جميلة وقوية وحاسمة محبة الله في حياتنا. وواصل داعيا إلى إدراك أن الله يستمر بسخاء في غمرنا بمحبته بينما لا نفعل نحن شيئا لنستحقها، وبمنحنا محبته فإنه يطلب منا أن نتقاسم ما وَهَبَنا مع الآخرين بسخاء.
الكلمات المتعلقة