
رئيس أساقفة سيناء يثمّن المبادرة الدولية لحماية دير سانت كاترين: «نراها عطية من الروح القدس»
محرر الأقباط متحدون
الخميس ١٩ يونيو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
وجّه رئيس أساقفة سيناء وفاران و جبل الطور، ورئيس دير سانت كاترين بجبل سيناء، نيافة المطران دميانوس، رسالة شكر وتقدير إلى المشاركين في المبادرة الدولية لحماية الوضع القائم لدير القديسة كاترينا، المسجل ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وأعرب نيافته، في رسالته، عن امتنانه العميق لهذه المبادرة التي تهدف إلى جمع توقيعات لحماية التراث الرهباني والنسكي المتواصل منذ أكثر من 1800 عام في سفح جبل حوريب. وأكّد أن هذه المبادرة تُعدّ «عطية من الروح القدس»، داعيًا إلى المشاركة في ما وصفه بـ«النضال الشريف والعادل والثابت، من أجل الإيمان والحقيقة».
وفيما يلي نص الرسالة :
إلى المشاركين في المبادرة الدولية لحماية الوضع القائم لدير سانت كاترين بجبل سيناء والمسجل لدى اليونسكو،
بصفتي رئيسًا لهذا الدير المقدّس، وبالنيابة عن جميع الآباء الرهبان، نتوجّه إليكم بالشكر والبركة على مبادرتكم المؤثرة لجمع التوقيعات بهدف حماية تقليدنا الرهباني المتواصل منذ نحو 1800 سنة في هذا المكان المقدّس، حيث مارس الرهبان حياة الصلاة والنسك والخدمة عند سفح جبل حوريب، في المنطقة المحيطة بالعليقة المقدسة وبئر النبي موسى.
إننا نعتبر مبادرتكم هذه عطية من الروح القدس، وقد شعرنا بها بوضوح عندما علمنا بها يوم عيد العنصرة، وهو العيد الذي أضاء فيه الروح القدس قلوب التلاميذ، وبدأت منه رسالة الكنيسة في العالم.
لقد أمضى النبي موسى أربعين عامًا في هذه المنطقة، وفيها ظهر له الله عند العليقة، ومن قمة الجبل تسلّم بنفسه الشريعة الإلهية. وكذلك لجأ القديس بولس، رسول الأمم، إلى هذا الجبل بعد تحوّله إلى المسيحية، حيث أمضى ثلاث سنوات قبل أن يعود إلى أورشليم للقاء الرسل.
وتاريخيًا، تشير مصادر متعددة إلى أن النبي محمد، في منتصف عام 623م، زار هذا الجبل حاجًّا مع الصحابه، وبعد النزول سلّم إلى آبائنا السيناويين وثيقة عُرفت لاحقًا باسم "العهد النبوي" (الأَخْتِنامِه)، والتي تضمّنت وصايا تحث على حماية المسيحيين ورهبان هذا الموضع المقدّس.
وقد أكّد هذا العهد لاحقًا الخليفة عمر بن الخطاب عام 737م، ثم واصله الخلفاء المسلمون من بعده، حتى قام السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1904 بتجديده وتأكيد انتخاب رئيس أساقفتنا آنذاك، المطران بورفيريوس الثاني.
إننا نؤمن بأن الله يبارك كل من يساهم في تنفيذ إرادته ويحمي هذا المكان المقدّس.
لذا نناشدكم أن تواصلوا دعمكم ومشاركتكم في هذا الكفاح الشريف والعادل والثابت، دفاعًا عن الإيمان والحقيقة.