
الكنيستان الأرمنية والكاثوليكية بمصر تنعيان شهداء كنيسة مار إلياس بدمشق: الشهادة نور وسط ظلام العنف
سامي سمعان
الاثنين ٢٣ يونيو ٢٠٢٥
سامي سمعان
بيان بطريركية الأرمن الكاثوليك وبيان بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر
في مشهد يدمى له القلب وتخشع أمامه الأرواح، امتدّت يد العنف الأعمى مساء الأحد لتستهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حيّ الدويلعة بدمشق، خلال رفع الذبيحة الإلهية، موقعةً عددًا من الشهداء والجرحى من المؤمنين الأبرياء الذين جاؤوا يلتمسون النور والسلام. وفي وجه هذا الاعتداء الإجرامي المروّع الذي مسّ حرمة بيت من بيوت الله، عبّرت الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية والبطريركية الكاثوليكية بمصر عن أعمق مشاعر الألم والاستنكار، رافعتين صلواتهما من أجل راحة نفوس الشهداء وشفاء المصابين، ومؤكدتين تضامنهما الأخوي والروحي مع الكنيسة الأرثوذكسية والرعية المفجوعة، وداعيتين إلى صون دور العبادة وضمان كرامة المؤمنين، وإلى أن يسود سلام المسيح أرض الشرق الجريحة.
الأرمن الكاثوليك: دماء الشهداء صوت حق في وجه الظلم
ففي بيان صادر عن بطريركية الأرمن الكاثوليك، أدانت الكنيسة بشدة "هذا العمل الوحشيّ الذي لا يمتّ إلى أي دين أو إنسانية بصلة"، معبّرة عن تضامنها الكامل مع المتألمين، ومقدّمة التعازي الحارة لعائلات الشهداء وذويهم، ومصلّية من أجل راحة نفوسهم وشفاء الجرحى وتعزية القلوب المفجوعة. وجاء في البيان: "إن من استشهدوا في لحظة الصلاة، وهم يرفعون قلوبهم إلى السماء، قد عبروا باب الأبدية مكلّلين بنعمة الشهادة، وقد نالوا نصيبهم بين القديسين". وأكدت البطريركية أن دماء الأبرياء "هي اليوم صوت حق في وجه الظلم، ورجاء حيّ في وجه اليأس"، داعية إلى حمل الصليب معًا والسير في درب السلام، دون خوف من الترهيب أو استسلام أمام الحقد. كما شدّدت على ضرورة قيام الجهات المسؤولة بكشف ملابسات الجريمة واتخاذ كل التدابير لحماية دور العبادة وصون كرامة المؤمنين.
وفي بادرة تعبّر عن عمق الشركة الروحية، أجرى غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، اتصالًا بصاحب الغبطة يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، معربًا عن ألمه العميق لهذه الخسارة الأليمة، ومقدّمًا باسم الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية التعزية الحارة، ورافعًا الصلوات من أجل الضحايا والمصابين.
الكنيسة الكاثوليكية بمصر: الشهادة نور يغلب ظلام العنف
من جهتها، نعت الكنيسة الكاثوليكية بمصر، وعلى رأسها غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، شهداء كنيسة مار إلياس، معبّرة عن إيمانها الراسخ بقيامة المسيح من بين الأموات، ومعلنة الرجاء بأن يقبل الله أرواحهم في فردوس النعيم. وفي بيان رسمي، صلّت الكنيسة إلى "ملك السلام"، كي يهب سلامه لأرض الشرق الأوسط والعالم أجمع، مرفقةً تعازيها لعائلات الشهداء وتضرّعاتها من أجل الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدة أن الشهادة في الإيمان نور يغلب ظلام العنف، وأن الكنيسة، رغم الجراح، باقية شاهدة للقيامة والرجاء.