وقف النار بين إيران وإسرائيل: وساطة قطرية ورسائل متبادلة تنهي “حرب الاثني عشر يوماً”

في تطور مفاجئ ودراماتيكي، أعلنت إيران وإسرائيل موافقتهما على وقف شامل لإطلاق النار، بعد جهود دبلوماسية مكثفة قادتها قطر وبتنسيق مباشر مع الولايات المتحدة، في ما وُصف بأنه منع لحرب إقليمية واسعة النطاق.

 

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إيراني رفيع أن طهران وافقت رسميًا على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، وذلك عقب اتصالات هاتفية أجراها رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع قيادات إيرانية بارزة بعد الهجوم الإيراني على قاعدة “العديد” الأميركية في قطر يوم الاثنين.

 

في السياق ذاته، أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي أن إيران أرسلت، عبر الدوحة، رسالة إلى البيت الأبيض مفادها أنها تعتبر ردّها العسكري قد اكتمل ولن تنفذ هجمات إضافية. 

 

وجاء الرد الأميركي عبر قنوات دبلوماسية غير مباشرة، يؤكد فيه البيت الأبيض أنه لن يرد عسكريًا على الضربة الإيرانية، مع الإعراب عن استعداد واشنطن للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية.

 

وأوضحت المصادر أن الاتصالات لم تقتصر على طهران وواشنطن، بل شملت محادثات مكثفة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وقطر وإيران من جهة أخرى، لتنسيق تفاصيل وقف إطلاق النار وتحديد توقيت دخوله حيز التنفيذ.

 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن مساء الاثنين التوصل إلى اتفاق نهائي على وقف كامل لإطلاق النار بين الجانبين، 

 

وكتب ترامب في منشور على منصته “تروث سوشيال” أن “الوقف الكامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران يبدأ الساعة الرابعة فجراً بتوقيت غرينتش من صباح الثلاثاء”. 

 

وأضاف: “إيران ستوقف عملياتها خلال ست ساعات من الآن، تليها إسرائيل بعد 12 ساعة، وعند مرور 24 ساعة على ذلك، تُعلَن النهاية الرسمية لحرب الاثني عشر يوماً”.

 

ترامب وصف الاتفاق بأنه “نجاح دبلوماسي كبير” حال دون اندلاع حرب مدمرة كانت ستطول لسنوات، مضيفًا: “أهنئ إسرائيل وإيران على شجاعتهما لإنهاء ما ينبغي أن تُسمى بحرب الاثني عشر يوماً”. واختتم رسالته بكلمات: “بارك الله إسرائيل، وإيران، والشرق الأوسط”.

 

يأتي هذا الإعلان في وقت لا تزال فيه المنطقة تترقب ما بعد الاتفاق، وسط تساؤلات بشأن مدى صموده، ومصير الملفات الشائكة الأخرى، وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني والنفوذ الإقليمي المتصاعد لطهران.