
الكرسي الرسولي لمجلس الأمن: حماية الأطفال في الصراعات المسلحة مسؤولية أخلاقية عاجلة
محرر الأقباط متحدون
السبت ٢٨ يونيو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
خلال جلسة نقاش مفتوح عُقدت في مجلس الأمن الدولي للتباحث في أوضاع الأطفال خلال الصراعات المسلحة شدد الكرسي الرسولي على أهمية أن تبقى حماية الصغار الأولوية بالنسبة للأمم المتحدة.
شارك في الجلسة القائم بالأعمال في بعثة الكرسي الرسولي المطران ماركو فورميكا الذي ألقى كلمة استهلها معربا عن قلقه الكبير حيال الصراعات المسلحة الدائرة حول العالم، وقبول منطق اللجوء إلى القوة لتسوية الخلافات. ولفت إلى أن هذه التطورات الخطيرة ما تزال تحصد الضحايا وسط شرائح المجتمع الأشد ضعفاً وهشاشة، لاسيما الأطفال، الذين يعانون من وحشية حروب تدوس كرامتهم وتعرض مستقبلهم للخطر.
واعتبر الدبلوماسي الفاتيكاني أن الذكرى السنوية العشرين لتبني قرار مجلس الأمن رقم ١٦١٢ تشكل فرصة للتفكير في هذا الموضوع ولتجديد الالتزام في اتخاذ الخطوات الملائمة، مضيفا أنه من الأهمية بمكان أن نقرّ بضرورة وضع حياة الأشخاص الأبرياء فوق كل الاعتبارات السياسية، العسكرية والإستراتيجية. كما لا بد من الالتزام في مسارات الحوار والدبلوماسية والسلام.
بعدها توقف فورميكا عند التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة الذي عبّر عن قلقه حيال ارتفاع نسبته خمسة وعشرون بالمائة في الانتهاكات الخطيرة التي تعرض لها الأطفال خلال الصراعات المسلحة، العام الفائت. وذكّر سيادته بأن الكثير من الصغار ما يزالون لغاية اليوم ضحية للتجنيد، والإعاقة والخطف، وأشكال أخرى من العنف، كما أن العديد من الأطفال يُقتلون بسبب الحروب. وشدد على أن أفعالا من هذا النوع تشكل انتهاكاً صارخاً للكرامة التي خصّهم بها الله، وتعدياً فاضحاً على حقهم الأساسي في الحياة.
هذا ثم عبّر الدبلوماسي الفاتيكاني عن قلق الكرسي الرسولي البالغ حيال الظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال في المناطق المكتظة بالسكان، والتي تعاني من الصراعات المسلحة، حيث الأسلحة المتفجرة تفتك بطريقة عشوائية، وتلحق أذى كبيرا. وأضاف أنه من المقلق جداً أن نشهد استهداف أماكن يتعين عليها أن تكون ملاذا آمناً للأشخاص، كالمدارس والمستشفيات ودور العبادة. وعوضا عن تعزيز التربية والشفاء والعزاء الروحي تحولت تلك المباني إلى أماكن للخوف والدمار. وبالإضافة إلى الحصيلة المباشرة للصراعات، هناك مشكلة مخلفات الحروب، كالمواد المتفجرة والألغام الأرضية، التي تشكل تهديداً على المدى البعيد وتلحق بالضحايا ضرراً سيكولوجيا ومعنوياً كبيرا.
وشاء المطران فورميكا أن يسلط الضوء على ثلاث نقاط تهدف إلى الدفاع عن الصغار خلال الصراعات المسلحة: أولا لا بد أن يُسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى السكان، موضحا أن الكرسي الرسولي يدين بشدة كل عمل يهدف إلى إعاقة وصول الطعام والمياه والأدوية إلى المحتاجين. ولفت إلى أن إجراءات من هذا النوع تشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، وتحول دون نمو بشري متكامل للأطفال.
ثانياً، شدد سيادته على أهمية وضع حد لإنتاج وتخزين الأسلحة التي تُستخدم عشوائيا، لاسيما في المناطق السكنية، بغية الحد من الضرر الذي يصيب الأطفال. وفي هذا السياق لا بد أن توقع جميع الدول الأعضاء على المعاهدة المتعلقة بحظر الألغام المضادة للأشخاص، والبروتوكول الإضافي لمعاهدة حقوق الطفل المتعلقة بالصراعات المسلحة. ثالثاً وأخيراً، حثّ المسؤول الفاتيكاني مجلس الأمن على اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تطبيق الأجندة المتعلقة بالأطفال والصراعات المسلحة، مؤكدا أن حماية الصغار ينبغي أن تبقى الأولوية بالنسبة للأمم المتحدة.
ختاماً تطرق المطران فورميكا إلى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، وقال إن الكرسي الرسولي يدين ما حصل ويناشد مجلس الأمن التطرق إلى أوضاع المسيحيين المضطهدين واتخاذ التدابير لحمايتهم.