حادث المنوفية يفجّر غضبًا شعبيًا وجدلاً سياسيًا .. ردود فعل متباينة بين رجال الإعلام ونواب البرلمان

أثار حادث تصادم مروع على الطريق الدائري الإقليمي في محافظة المنوفية، راح ضحيته 19 فتاة من قرية كفر السنابسة، موجة غضب عارمة في الشارع المصري، وتسبب في عاصفة من الانتقادات طالت أداء الحكومة وسلوك بعض المسؤولين. 

 

وقد وصل الغضب إلى أروقة البرلمان حيث طالب نواب بتشكيل لجنة تقصي حقائق، واعتبر البعض أن “الطريق الإقليمي تحوّل إلى طريق للآخرة”، في إشارة إلى تكرار الحوادث عليه رغم تكلفته الباهظة التي تجاوزت 20 مليار جنيه.

 

الكاتب الصحفي مجدي الجلاد اعتبر تعامل الحكومة مع الحادث دليلاً على “نقص في الوعي السياسي”، منتقدًا غياب بيان رسمي للتعزية أو خطوات فورية للمواساة، وقال: “المواساة اللي ما بتكلفش 3 جنيه ما اتعملتش”.

 

أما عماد الدين حسين، فشدد على أن قيمة التعويضات التي قُدمت لأسر الضحايا كانت “ضعيفة في البداية”، منتقدًا أيضًا غياب حملات رقابة فعالة على سائقي النقل.

 

الإعلامي نشأت الديهي بدوره هاجم ما وصفه بـ”المشهد البروتوكولي” في تقديم العزاء، منتقدًا مظهر بعض المسؤولين، وعدم حضور رئيس الوزراء بنفسه في اليوم الأول، وقال: “نحن أمام فاجعة إنسانية لا مناسبة اجتماعية”.

 

وفي البرلمان، طالب النائب عبد المنعم إمام الحكومة بالرحيل، مؤكداً أن الحادث يعكس “تراكم أزمات وإخفاقات”، منتقدًا سوء صيانة الطرق وتجاهل تحذيرات المواطنين. أما الإعلامية لميس الحديدي، فدخلت في مشادة على الهواء مع المتحدث باسم محافظة المنوفية بسبب وصفه الحادث بـ”تريند”.

 

من جهة أخرى، دافع الإعلامي أحمد موسى عن الحكومة، قائلاً إن “الحوادث تكشف ثغرات تحتاج إلى إصلاح”، محذرًا من استغلال الإعلام المعادي للحادث لضرب الثقة في مؤسسات الدولة، بينما وصف رجل الأعمال نجيب ساويرس تحميل وزير النقل كامل الوزير المسؤولية بـ”الأمر الغريب”، مشددًا على ضرورة محاسبة السائق المتسبب في الحادث لتعاطيه المخدرات وقيادته دون رخصة.

 

الحادث خلّف مشاهد حزينة هزّت وجدان المصريين، وسط جنازات جماعية ومطالبات بإصلاحات حقيقية، وردّ الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوجيهات عاجلة للحكومة لإصلاح الطريق، وإزالة العوائق، ووضع علامات واضحة في مناطق الإصلاح، ومراقبة السرعة، لضمان عدم تكرار المأساة.