
من أسيوط إلى لندن.. ميريت ماهر تكتب تاريخاً جديداً للعلاج الطبيعي المصري
محرر الأقباط متحدون
٣٨:
٠٩
ص +03:00 EEST
الأحد ٦ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
في قصة ملهمة تحمل ملامح الإصرار والانتصار، أصبحت ميريت ماهر، الأخصائية المصرية في العلاج الطبيعي، أول من يحصل على منحة “تشيفنينج” البريطانية المرموقة في هذا المجال، متحدية سنوات من الإحباط والرفض والتمييز المهني.
ميريت، خريجة كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة عام 2014، نشأت في محافظة أسيوط بصعيد مصر، وكانت تحمل منذ الصغر شغفًا بالعلاج الطبيعي، استلهمته من مشاهدتها لأفلام أجنبية وثّقت قصص تعافٍ مذهلة بعد إصابات خطيرة. إلا أن طريقها لم يكن ممهداً؛ فقد واجهت رفضًا غير مباشر من بعض أساتذتها وزملائها الذين لم يتقبلوا فضولها العلمي وطرحها للأسئلة خارج المنهج التقليدي، بل وصفوها صراحة بأنها “مش هتنجحي” وطالبوها بتغيير تخصصها.
لكن تلك الانتقادات لم تكسرها. بل دفعتها إلى الاجتهاد والالتحاق بدورات دولية، وبدأت في التخصص في حالات العظام والعمود الفقري. وبالرغم من رفض طلبها للحصول على منحة “تشيفنينج” أربع مرات متتالية، أصرت على المحاولة حتى نجحت في المرة الخامسة، متفوقة على التوقعات، ونافية المقولة المتكررة بأن “أخصائي علاج طبيعي عمره ما هياخد المنحة دي”.
التحقت بجامعة “برونيل” في لندن لدراسة أحد أكثر التخصصات تحدياً: اضطرابات العضلات والعظام، حيث بلغت نسبة الرسوب 70%. غير أن ميريت لم تكتف بالنجاح فقط، بل حصلت على تقدير امتياز في رسالتها، ما عزز مكانتها في المجتمع الأكاديمي والطبي البريطاني.
واليوم، تطوّر ميريت منهجًا علاجيًا خاصًا بها لعلاج تشوهات العمود الفقري، يُعرف باسم FCM Spinal Deformity Approach، ويركّز على العلاج التحفظي بدون تدخل جراحي، معتمدة على تمارين وتقنيات دقيقة أثبتت فعاليتها. ولا تكتفي ميريت بتطبيق هذا المنهج، بل تدرب ممارسين آخرين عليه لنشر فائدته.
قصة ميريت لا تضيء فقط سماء الإنجازات النسائية في الطب، بل تفتح الأبواب أمام أخصائيي العلاج الطبيعي في مصر والعالم العربي للسعي خلف أحلامهم، مهما بدت مستحيلة
الكلمات المتعلقة