
بعد نياحته: من هو القمص بطرس الجبلاوي بطل المقاومة الشعبية وأيقونة الوطنية ببورسعيد
محرر الأقباط متحدون
الاربعاء ٩ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
ودّعت بورسعيد، ومصر بأسرها، ، أحد رموزها الوطنيّة والروحيّة والتاريخيّة، القمص بطرس الجبلاوي، راعي كنيسة مارجرجس التاريخيّة بشارع محمد علي، وأحد أبطال المقاومة الشعبية في أعقاب نكسة 1967، الذي تنيح بعد رحلة عطاء طويلة.
القمص بطرس لم يكن مجرد كاهن، بل كان أيقونة وطنية حيّة، حمل في قلبه حب الوطن، وارتدى الكهنوت بينما يقاوم الاحتلال في شوارع بورسعيد، كما يوثق كارنيه المقاومة الشعبية الذي لا يزال شاهدًا على هذه المرحلة المجيدة.
كان راعي كنيسة مارجرجس مثالًا حقيقياً للتلاحم الوطني، صديقًا للجميع، مسلمين ومسيحيين، وكان من أقرب أصدقائه الشيخ إبراهيم العتمة، مأذون بورسعيد التاريخي، حيث جمعتهما علاقة استثنائية قوامها المحبة والإنسانية وروح الدعابة.
ومن الطرائف التي تروى عنه، أن الشيخ العتمة كان يختتم دعاءه في العزاءات بالدعاء "لأموات المسلمين"، ثم إذا لاحظ وجود "أبونا بطرس"، يبتسم ويكمل: "اللهم ارحم أموات المسيحيين أيضًا، علشان أبونا بطرس موجود!"
هذا الكاهن الوطني لم يتردد يومًا في تأدية واجبه، لا ككاهن فقط، بل كخادم حقيقي للناس. فحين فاز في انتخابات المجلس المحلي لمحافظة بورسعيد، لم يعتكف خلف جدران الكنيسة، بل جلس على رَصيفها ليستقبل شكاوى الناس، خصوصاً من كانوا يشعرون بالحرج من دخول الكنيسة.