
كهنة كنائس الطيبة يُطلقون صرخة مدوّية ضد اعتداءات المستوطنين المتكررة على البلدة ومقدساتها
محرر الأقباط متحدون
الاربعاء ٩ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
في موقف كنسي صارخ وغير مسبوق، أصدر كهنة كنائس بلدة الطيبة – الواقعة شرق رام الله، والبلدة الفلسطينية الوحيدة ذات الغالبية المسيحية الكاملة في الضفة الغربية – بيانًا حازمًا وشديد اللهجة ضد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تنفذها مجموعات من المستوطنين على أراضي البلدة وسكانها ومقدساتها الدينية.
وجاء في البيان الذي وقع عليه كهنة الكنائس الثلاث في الطيبة – الأب داوود خوري (أرثوذكسي)، والأب جاك نوبل عبد (لاتيني)، والأب بشار فوضيلي (روم كاثوليك) – أن هذه الاعتداءات تمثل "خطرًا وجوديًا" يهدد بقاء البلدة وسكانها، وينذر بـ"محاولة اقتلاع مجتمع أصيل يعود بجذوره إلى زمن المسيح".
حريق متعمد واعتداء على الكنيسة والمقبرة
وأشار البيان إلى أن مستوطنين أقدموا يوم الإثنين 7 يوليو على إشعال النار عمدًا قرب مقبرة البلدة وكنيسة مار جرجس الأثرية التي تعود للقرن الخامس الميلادي. وقد تمكن الأهالي وفرق الإطفاء من السيطرة على الحريق قبل أن يتسبب بكارثة واسعة، في تكرارٍ لما وصفه الكهنة بـ"الاستهداف الممنهج للمقدسات والهوية التاريخية للبلدة".
كما تضمن البيان توثيقًا لاعتداءات متكررة، منها رعي المستوطنين لمواشيهم في أراضي الطيبة الزراعية، وإلحاق أضرار جسيمة بأشجار الزيتون وتهجير المزارعين من أراضيهم، فضلًا عن توسع بؤر استيطانية غير قانونية في المنطقة الشرقية من البلدة تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
دعوات لتحقيقات دولية وتحركات كنسية عاجلة
وحمّل الكهنة السلطات الإسرائيلية مسؤولية التقاعس عن حماية السكان المدنيين، داعين إلى:
فتح تحقيق دولي عاجل في الاعتداءات والحرائق.
إرسال وفود كنسية ودبلوماسية لتوثيق الأضرار.
الضغط على سلطات الاحتلال لوقف التعديات ومنع المستوطنين من دخول أراضي البلدة.
دعم صمود سكان الطيبة بمشاريع زراعية وقانونية.
رسالة ضمير مسيحي عالمي
ويؤكد البيان أن بلدة الطيبة، المعروفة كتابيًا باسم "أفرايم" (يوحنا 11:54)، تمثل آخر حضور مسيحي كامل في الضفة الغربية، وأن استهدافها هو استهداف مباشر للتعددية الروحية والوجود المسيحي المتجذر في الأرض المقدسة.
وختم البيان بالقول: "الأرض المقدسة لا تبقى حيّة بدون أهلها الأصليين. واقتلاعنا من أراضينا هو طعن في قلب هذه الأرض."