التايمز: ترامب الرئيس الأكثر تقلباً بين رؤساء أمريكا

في مقال تحليلي جريء نُشر بصحيفة التايمز البريطانية، وصف الكاتب جيرارد بيكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه “الأكثر تقلبًا” في تاريخ الرئاسة الأميركية، مشيرًا إلى أن ولايته الثانية تزداد غموضًا وصخبًا، مع قرارات مثيرة وتحولات مفاجئة تشكّل قطيعة مع نهج سياسي مستقر.

 

وجاء المقال تحت عنوان لافت: “براغماتية ترامب تضع شعار اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً في حالة ذعر”، ليؤكد من البداية أن شعاره الشهير لم يعد مرشدًا واضحًا بقدر ما أصبح عالقًا في دوامة قرارات متناقضة.

 

من قصف إيران في لحظة توتر مفاجئة، إلى تعهده غير المتوقع بتزويد أوكرانيا بالأسلحة—لأول مرة منذ عودته إلى المكتب البيضاوي—تبدو سياسة ترامب الخارجية وكأنها مرآة لعقله السياسي الذي لا يستقر على حال. أما في الداخل، فقد وُصف بالعناد البراغماتي، إذ يبدو أنه لا يتبع أيديولوجيا بقدر ما يتفاعل مع اللحظة، وفق ما يراه هو صائبًا، دون اعتبار للثوابت أو التحالفات.

 

الكاتب لم يتوانَ عن وصف أسلوب ترامب بـ”المتهور” و”غير العقلاني” وحتى “غير القابل للترويض”، لكنه في الوقت نفسه يشير إلى أن هذه الصفات، رغم سلبيتها، قد تعبّر عن براغماتية صادمة تمكّن ترامب من تحريك ملفات سياسية حساسة دون التقيّد بمألوف واشنطن أو قواعد الدبلوماسية المعتادة.

 

ويشير بيكر إلى أن البراغماتية التي يتبعها ترامب، رغم فوضويتها، تستند إلى مبدأ واضح: العالم لا يخضع للرغبات، بل يُدار بواقعية صارمة، ومن لا يعترف بذلك سيخسر أوراق اللعبة. لذا، فحتى وإن بدا ترامب متقلبًا، فإن تحركاته تظل نابعة من فهمه الخاص للوقائع لا من غريزة عشوائية.

 

المقال ينتهي بتحذير ضمني: لا أحد يمكنه توقع ما سيأتي به ترامب في النصف الثاني من ولايته، لكن من المؤكد أن الاستقرار لن يكون جزءًا من المشهد.