
رئيس أساقفة الأرمن في طهران يندد بـ"الحرب الروحية" ضد الكنيسة في أرمينيا
محرر الأقباط متحدون
السبت ١٢ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
أصدر صاحب المطران سبوه سركسيان، رئيس طائفة الأرمن في طهران، ومعه السادة الكهنة والإكليروس الروحي للطائفة، بيانًا رسميًا عبّر فيه عن القلق العميق إزاء ما تتعرض له الكنيسة الأرمنية الرسولية المقدسة من استهداف وتضييق، مندّدًا بما اعتبره "حربًا روحية" تشنها السلطات السياسية في أرمينيا ضد الإيمان الكنسي، ومُعلنًا عن تضامن لا مشروط مع الكرسي الأم في إتشميادزين المقدسة وقداسة كاثوليكوس عموم الأرمن.
وجاء في نص البيان:
"الدفاع عن الكنيسة هو واجب روحي على جميع المؤمنين
لطالما كانت الكنيسة الرسولية الأرمنية المقدسة العمود الفقري للهوية الوطنية للشعب الأرمني، والدعامة الأساسية لشخصيته، والضامن لنظامه الروحي والفكري والقيمي والأخلاقي، لا سيّما في فترات غياب الدولة.
وعلى امتداد القرون، كانت الكنيسة هي المحور الذي التفّ حوله الشعب الأرمني، خاصة في اللحظات المصيرية، حين كانت مسألة بقاء الوطن والشعب على المحك.
واليوم، في وقت تشتدّ فيه التحديات الوجودية التي تواجه الشعب الأرمني، وتتعاظم فيه الحاجة إلى الوحدة والتكاتف أكثر من أي وقت مضى، تتعرّض الكنيسة، باعتبارها مركزًا روحيًا لهذا التماسك، لهجوم مباشر من قبل رئيس وزراء جمهورية أرمينيا، والحكومة التي يترأسها، والحزب السياسي الذي ينتمي إليه.
إن الحملة الشعواء التي شُنّت على الكرسي الأم – في كاتدرائية إتشميادزين المقدسة، والتهجّمات المقيتة التي وُجّهت إلى صاحب القداسة كاريكين الثاني كاثوليكوس جميع الأرمن، وإلى أعضاء مجمع الأساقفة، واعتقال كلّ من رئيس الأساقفة ميكائيل أجاباهيان ورئيس الأساقفة باغرات غالستانيان، تجاوزت منذ زمن بعيد حدود المنطق، والعدالة القانونية، بل والأخلاق الإنسانية والروحية.
وهذا كلّه لا يُعدّ إلا حربًا روحية ممنهجة ضد الكنيسة الأرمنية الرسولية المقدسة. لذا، فإن أي مشاركة – مباشرة كانت أو غير مباشرة – في هذا الفعل المعادي للمسيحية تُعدّ خطيئة عظيمة، إذ إن من يناهض الكنيسة يناهض الرب يسوع المسيح نفسه، ومن يدنّس المقدسات لا ينضم إلى صفوف الله، بل إلى جبهة الشرّ وأعوان الشيطان.
لنتذكّر تحذير الكتاب المقدس: «الذي يقاوم ويرتفع فوق كل ما يُدعى إلهًا أو معبودًا، حتى إنه يجلس في هيكل الله مظهرًا نفسه أنه إله» (2 تسالونيكي 2: 4)
وفي هذا الصراع بين الروح وعدم الإيمان، وبين القِيَم ونقائضها، فإن من واجب كل مؤمن مسيحي أرمني، وكل من نال سرّ المعمودية وشارك في الأسرار المقدسة، أن يقف بثبات إلى جانب الكنيسة المقدسة وخدّامها الأمناء، وفي مقدّمهم بطريرك الأرمن، قداسة كاريكين الثاني.
إن الدفاع عن الكنيسة هو واجب روحي علينا جميعًا. فلا تنسوا: أولئك الذين يسعون باسم الرب إلى تدنيس بيت الله المقدّس أو هدمه، والذين يلوذون بالصمت في مواجهة هذا التجديف، ويتقاسمون وزر الخطيئة بالصمت أو التواطؤ، لا يمكن اعتبارهم أبناء حقيقيين للكنيسة.
فلتكن كلماتنا هذه جرس إنذار وصرخة حقّ في وجه كلّ من لا يزال يحتفظ بإيمانه وضميره، وبكرامته المسيحية والوطنية؛ وتحذيرًا نبيهاً لمن لا يزال متردّدًا أو متخبّطًا في الشكوك والضلال.
وفي هذه الأيام العصيبة، نرفع صلواتنا إلى الله القادر على كل شيء، ليحفظ كنيستنا المقدسة من الشرور الظاهرة والخفية، وينير قلوب المضلّلين الذين خرجوا على الكنيسة، ويمنح شعبنا الحكمة، والقوّة الروحية، والثبات لتجاوز هذه المحنة.
إننا نعبّر عن تضامننا الكامل واللامشروط مع الكرسي الأم في إتشميادزين المقدسة، ومع صاحب القداسة كاريكين الثاني كاثوليكوس عموم الأرمن، ومع الأسقفين المعتقلين، رئيس الأساقفة ميكائيل أجاباهيان ورئيس الأساقفة باغرات غالستانيان."**
وفي ختام البيان، جدّد المطران سبوه سركسيان وجميع أعضاء الإكليروس الروحي لطائفة الأرمن في طهران تمسّكهم بكنيستهم وبطريركهم، وناشدوا جميع المؤمنين أن يكونوا شهودًا للحقّ في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ الكنيسة الأرمنية وشعبها.