
المطران شوملي منددا بالاعتداء الذي وقع في بلدة الطيبة: العالم يقف متفرجًا
محرر الأقباط متحدون
٤٢:
٠٢
م +03:00 EEST
الأحد ١٣ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
القدس - أدان المطران وليم الشوملي، النائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين، بشكلٍ حازم، الاعتداء على الجماعة المسيحيّة في بلدة الطيبة، بعدما أشعل مستوطنون إسرائيليون، في 7 تموزر الحالي، النيران قرب مقبرة البلدة وكنيسة الخضر التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس للميلاد.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسة طويلة من أعمال العنف والترهيب التي يمارسها المستوطنون ضد سكان العديد من البلدات الفلسطينيّة في الضفة الغربية المحتلة. وقد ندّدت العديد من المنظمات غير الحكوميّة والناشطة في مجال حقوق الإنسان بالقيود المتزايدة على الوصول إلى مصادر المياه والمراعي، وأكدت بأنّ هذه ليست حوادث منعزلة بل استراتيجيّة أوسع نطاقًا تتميّز بانتشار البؤر الاستيطانية غير القانونيّة وتواطؤ الحكومة الإسرائيليّة معها بهدف جعل الحياة مستحيلة بالنسبة للسكان الفلسطينيين.
وتُشكّل عمليات النزوح الناتجة عن ذلك عمليات هجرة قسريّة، وهو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي. وبحسب أنجيليتا كاريدا، مديرة المجلس النرويجي للاجئين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "إنّنا نشهد ضم إسرائيل للضفة الغربيّة، بينما يتم طرد مجتمعات فلسطينيّة بأكملها من أراضيها من خلال العنف والترهيب وخلق بيئة تم تشكيلها عمدًا لإجبار الناس على المغادرة".
وفي هذا الموضوع، أجرت وكالة الأنباء التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا (SIR) مقابلة مع المطران وليم الشوملي الذي أعلن فيها عن زيارة متوقعة لبطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، وبطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، إلى بلدة الطيبة، يوم الاثنين، كـ"علامة تضامنيّة سلميّة"، مؤكدًا أنّ "التضامن أمر مهمّ، ليس فقط بالقول، بل بالأفعال أيضًا، وبالحضور".
استراتيجيّة واضحة
وفي معرض إجابته على سؤال لعدم تدخّل الجيش الإسرائيلي لوقف أعمال العنف هذه، أوضح المطران شوملي بأنّ "هناك صمت من جانبهم، وهذا أمر مؤكد. إنّهم لا يفعلون شيئًا، أو يفعلون قليلًا جدًا، لمنع هذه الهجمات، وذلك لسببين. أولاً، ليست لديهم أيّة مصلحة في الدفاع عن الفلسطينيين. ثانيًا، المستوطنون مسلحون والجنود لا يريدون الدخول في مواجهات معهم. لذلك، يتظاهرون بأنهم لا يرون، ولا يعرفون. وفي هذا السياق، هناك عبارة لاتينيّة تعني: ’من يصمت يبدو أنه يوافق‘".
وأكد أنّ هذا العنف يهدف إلى "جعل الحياة مستحيلة بالنسبة للفلسطينيين، ودفعهم إلى الرحيل والإخلاء. وهي ذات الاستراتيجية التي اُتبعت عام 1948، عندما دخل الجيش إلى البلدات قائلاً: ’اخرجوا لتنقذوا حياتكم‘. لقد كان الناس خائفين فخرجوا. غادر سبعمائة ألف فلسطيني حيفا ويافا وعكا وعسقلان، على أمل العودة دائمًا. واليوم يتكرّر الأمر: يريدون الأرض وإزالة سكانها. حاولت إسرائيل مع غزة دفع سكانها إلى سيناء. ويمكن أن تكون الضفة الغربية المرحلة الثانية من هذه الاستراتيجية. ولكن أولاً هناك غزة؛ إنّ إدارة المرحلتين في آن واحد سيكون أمرًا فوق طاقة إسرائيل، التي تفضل المضي قدمًا بشكل بطيء".
المجتمع الدولي عاجز
وأشار إلى أنّ كلّ هذا يحدث في ظل إفلات تام من العقاب وصمت من قبل المجتمع الدولي العاجز على مواجهة كل هذا، "فكل شيء في أيدي الأميركيين، أعظم أصدقاء إسرائيل. حتى الآن، دعموا هذه الأيديولوجيّة بنسبة مئة بالمئة. أما أوروبا اليوم فليس لها تأثير أو وزن يذكر. في حين يقف المجتمع الدولي متفرجًا. حتى الأمم المتحدّة: كم من مرة دعا الأمين العام للأمم المتحدّة أنطونيو غوتيريش إلى وقف هذه الحرب وإطعام سكان غزة المنهكين. ولكن من دون جدوى".
ولفت النائب البطريركي للاتين في القدس إلى أنّ "إسرائيل تُقدّم نفسها دائمًا على أنّها الضحيّة، وتُبرّر كل عمل تقوم به باعتباره دفاعًا عن النفس. في حين يُنظر إلى كل مواطن في غزة على أنه إرهابي محتمل. هذا هو المنطق السائد! ولأسباب لا أعرفها، فإنّ أوروبا والولايات المتحدّة غير قادرتين على معارضة هذه الأيديولوجيّة، وربما يكون ذلك بسبب الذاكرة الحيّة للهولوكوست".
الكلمات المتعلقة