
الكاثوليكوس باسيليوس جوزيف الأول يدعو لوحدة الكنائس السريانية على أساس محبة المسيح
محرر الأقباط متحدون
الاثنين ١٤ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
في مناسبة روحية مميزة جمعت رؤساء الكنائس والممثلين الكنسيين ذوي التراث السرياني، شارك قداسة الكاثوليكوس موران مار باسيليوس جوزيف الأول، مفريان الشرق ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الهند، في احتفال "ذكرى المحبة" الذي أُقيم في كنيسة القديس مار جرجس، التابعة لأبرشية توزيلور بمنطقة ملابار، بحضور صاحب السيادة كيرلس مار باسيليوس، متروبوليت كنيسة مالابار السريانية المستقلة، إلى جانب كهنة ومؤمنين وممثلين عن كنائس سريانية أخرى.
لقاء يحمل دلالات كنسية وروحية عميقة
يمثل هذا اللقاء محطة مهمة في مسار التقارب بين الكنائس ذات الجذور السريانية في شبه القارة الهندية، حيث برزت الدعوة إلى وحدة حقيقية تُبنى على المحبة والشهادة، وتقوم على احترام التنوع دون الانغلاق على الذات أو الاستغراق في الخلافات التاريخية.
كلمة الكاثوليكوس: دعوة للوحدة في وجه الانقسامات
في كلمته الروحية أمام الحاضرين، شدّد قداسة الكاثوليكوس على أن:
> "الكنائس التي تنتمي إلى التراث السرياني مدعوّة اليوم لأن تقف معًا لا لتتنافس أو تنقسم أو تضعف بعضها البعض، بل لتُظهر محبة المسيح للعالم، وتشهد لإنجيله بشجاعة وسط التحديات."
ونوّه قداسته إلى أن هذه المرحلة تقتضي من الجميع وعيًا عميقًا بالرسالة المسيحية الأصيلة، والتزامًا فعّالًا بروح الخدمة والشركة، مشيرًا إلى أن "وحدة الكنائس ليست ترفًا لاهوتيًا بل ضرورة رسولية لتجديد الشهادة المسيحية في الهند والعالم."
التعليم الكنسي والكهنوت في قلب الرسالة
وأكد الكاثوليكوس في تصريح بارز:
"إن اهتمام الكنيسة السريانية بمكانة الكهنوت ونظام التعليم الكنسي هو قرار نابع من رغبة حقيقية في تعزيز حضور الكنيسة في المجتمع وخدمتها الروحية بعمق ومسؤولية."
وأوضح أن الكنيسة السريانية عبر تاريخها الطويل، قدّمت إسهامات لاهوتية وروحية ثمينة، ويجب أن تُستثمر هذه الوديعة عبر مؤسسات تعليمية راسخة وتكوين كهنة ومعلمين أمناء على التعليم الرسولي.
كنيسة توزيلور: رمز للانفتاح والشهادة
يُذكر أن أبرشية توزيلور تُعد من الأبرشيات الحيوية ذات الحضور السرياني العريق، فيما تتميز كنيسة القديس مار جرجس بتاريخها الروحي وخدمتها الرعوية، وقد استضافت هذا اللقاء في أجواء من الأخوّة والصلاة، حملت رسالة واضحة مفادها أن الكنيسة ليست فقط مؤسسة، بل جسد حي يشهد للمسيح بالمحبة والوحدة.
أهمية اللقاء الكنسي
حمل هذا اللقاء دلالات روحية وكنسية بالغة، لاسيما في ظل ما تواجهه الكنائس في المنطقة من تحديات متنوعة، سواء على الصعيد الرعوي أو القانوني أو الثقافي. وقد عبّر العديد من المشاركين عن أهمية الحوار الكنسي كمسار لا بديل عنه نحو الشراكة والتكامل في العمل الإنجيلي.
وفي ختام كلمته، وجّه الكاثوليكوس دعوة واضحة للمؤمنين ورؤساء الكنائس قائلاً:
"ينبغي أن تنمو الكنائس كحضارات حيّة، تُعلي من شأن الأخوّة، وتتبنى القيم الإنسانية، وتسعى للوحدة في التنوع، عبر الاحترام المتبادل والتعاون في المحبة. وهذا لا يتحقق إلا من خلال حوار صادق ومثابرة في الصلاة."