الأقباط متحدون - برئاسة البطريرك الراعي.. لقاء الديمان يُمهّد لقمّة روحية موسّعة في وجه الأخطار الوطنية
  • ٢٣:٢٧
  • الثلاثاء , ٢٢ يوليو ٢٠٢٥
English version

برئاسة البطريرك الراعي.. لقاء الديمان يُمهّد لقمّة روحية موسّعة في وجه الأخطار الوطنية

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

١٢: ٠٣ م +03:00 EEST

الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٥

البطريرك الراعي
البطريرك الراعي

محرر الأقباط متحدون
في لحظةٍ بالغة الحساسية تمرّ بها المنطقة، ووسط تصاعد التحديات التي تهدّد استقرار المجتمعات وتُضعف أسس العيش الكريم، انعقد في الكرسي البطريركي الصيفي في الديمان الاجتماع الدوري للجنة متابعة القمّة الروحية، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة عدد من الشخصيات الروحية والفكرية والإعلامية المرموقة، في لقاءٍ حمل بُعدًا روحيًا ووطنياً بالغ الدلالة، تمهيدًا لانعقاد قمّة روحية موسّعة تعيد التأكيد على الثوابت الجامعة بين أبناء الوطن الواحد. 

ضمّ الاجتماع:
▫️سماحة الشيخ الدكتور علي الغزاوي، مفتي زحلة والبقاع
▫️سماحة الشيخ حسن عبد الله، مفتي صور وجبل عامل
▫️سماحة الشيخ غاندي مكارم، قاضي المذهب الدرزي
▫️المونسينيور عبدو أبو كسم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام
▫️المحامي وليد غياض، مدير مكتب الإعلام في البطريركية المارونية
▫️الأستاذ جورج عرب، أمين عام منتدى التفكير الوطني

 هذا وقد ناقش المجتمعون مستجدات الأوضاع الداخلية والإقليمية، وانعكاساتها المباشرة على النسيج الوطني اللبناني، والواقع الاجتماعي والمعيشي، كما توقفوا عند التحديات التي تتهدد استقرار الشعوب في لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة، مؤكدين أنّ زمن الصمت لم يعُد ممكنًا أمام ما يُحاك من أخطار على وحدة الأوطان وكرامة الإنسان.

 وقد صدر عن الاجتماع بيانٌ ختامي عبّر فيه المشاركون عن قلقهم البالغ من المسار الانحداري الذي تسلكه الأوضاع العامة، داعين إلى يقظة وطنية شاملة تحصّن وحدة الصف، وتنأى بلبنان عن الانقسامات والانزلاقات الخطيرة. وشدد البيان على أن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، التي كفلتها التعاليم الدينية قبل القوانين الوضعية، تشكّل المدماك الحقيقي لكلّ سلام مستدام، ولا يجوز المساس بها تحت أي ذريعة.
وبعد المداولات، صدر عن اللجنة البيان الآتي:
أولاً: أكدت اللجنة أن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية هي حجر الزاوية في بناء السلام الحقيقي، وهي احترام ديني وأخلاقي قبل أن تكون مطلبًا قانونيًا أو سياسيًا.
ثانيًا: شددت على أن الوحدة الوطنية دعوة إيمانية قبل أن تكون خيارًا سياسيًا، وأن صونها مسؤولية مشتركة تقع على عاتق القيادات الروحية والسياسية والاجتماعية في سبيل تحصين الوطن من الانقسامات.
ثالثًا: دعت إلى التمسك بصيغة العيش المشترك والمساواة في الحقوق والواجبات، مطالبة الدولة بالتعامل مع جميع المواطنين على هذه القاعدة.
رابعًا: ناشدت اللجنة قادة الرأي باعتماد خطاب هادئ ومسؤول، ودعت وسائل الإعلام إلى أداء دور إيجابي في ترسيخ السلم الأهلي والوحدة الوطنية.
خامسًا: أكدت اللجنة على نهائية الكيان اللبناني ووحدته، ورفضها القاطع لأي محاولة لجعل لبنان ممرًا أو مقرًا للفتنة.
سادسًا: جدّدت دعمها لموقف الدولة اللبنانية في المطالبة بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية، وبسط سلطة الدولة، وتسريع ورشة إعادة الإعمار، وعودة الأهالي إلى قراهم، وتطبيق القرار 1701 بجميع مندرجاته.

و في القسم الثاني من الاجتماع، ترأس غبطة البطريرك الراعي الجلسة، واطّلع على مسار عمل اللجنة، مشيدًا بجهود أعضائها في تعزيز الحوار والعيش المشترك. وفي ختام اللقاء، أجرى غبطته سلسلة اتصالات هاتفية بكل من:
🔹 سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان
🔹 نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب
🔹 شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى

حيث جرى التداول في الأوضاع الراهنة، وتم الاتفاق على عقد قمّة روحية موسّعة في وقت قريب، تتولى لجنة المتابعة التحضير الكامل لها.

 إنّ هذا اللقاء الروحي في الديمان لم يكن مجرّد محطة بروتوكولية، بل صرخة ضمير وطني وروحي في وجه التمزق والانهيار، ومحاولة صادقة لتجديد الميثاق الروحي اللبناني على أسس المحبة والمصالحة والسلام. ففي هذا الظرف الدقيق، يكتسب انعقاد القمّة الروحية المرتقبة بعدًا مصيريًا، إذ يُشكّل صوت المرجعيات الروحية المرجع الأخلاقي الجامع القادر على بلورة موقف موحّد يُعبّر عن آلام الناس وتطلّعاتهم، ويعيد تفعيل الدور الروحي في مواكبة الشأن الوطني، بعيدًا عن التجاذبات، بما يعزّز ثقافة السلام ويحفظ رسالة لبنان في محيطه والعالم.