الأقباط متحدون - ادعوه أبانا: البابا لاوُن يتأمل في نعمة البنوة الإلهية خلال صلاة التبشير الملائكي
  • ١٩:٢٦
  • الاثنين , ٢٨ يوليو ٢٠٢٥
English version

"ادعوه أبانا": البابا لاوُن يتأمل في نعمة البنوة الإلهية خلال صلاة التبشير الملائكي

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٤٢: ١١ ص +03:00 EEST

الاثنين ٢٨ يوليو ٢٠٢٥

البابا لاوٌُن الرابع عشر
البابا لاوٌُن الرابع عشر

محرر الأقباط متحدون
 انطلاقا من إنجيل اليوم الذي يُعرفنا بتعليم يسوع لتلاميذه صلاة الأبانا، تحدث البابا لاوٌُن الرابع عشر اليوم قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس عن ضرورة أن نشعر بأنفسنا محبوبين وأن نحب كما يحبنا الله.

تلا قداسة البابا لاوُن الرابع عشر ظهر الأحد ٢٧ تموز يوليو صلاة التبشير الملائكي، وتحدث قبلها إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس عن إنجيل اليوم الذي يروي لنا كيف عَلَّم يسوع تلاميذه صلاة الأبانا (لو ١١، ١-١٣)، الصلاة التي توحد المسيحيين جميعا، قال البابا. وتوقف الأب الأقدس أولا عند كون الرب يدعونا إلى أن نتوجه إليه قائلين "أبّا"، يا أبت، كما الأطفال، ببساطة وثقة بنوية، جرأة ويقين بكوننا محبوبين. (راجع التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ٢٧٧٨)

وعاد قداسة البابا إلى التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية مشيرا إلى أنه يخبرنا بتعبير جميل جدا أن بالصلاة الربانية، نُكشَف لأنفسنا بينما يُكشَف لنا الآب في الوقت نفسه (راجع ٢٧٨٣). وأضاف الأب الأقدس أننا كلما صلينا بثقة إلى الآب السماوي، كلما اكتشفنا كوننا أبناء محبوبين وكلما أدركنا عظمة محبته (راجه رومة ٨، ١٤-١٧).

ثم توقف البابا لاوُن الرابع عشر عند كون إنجيل اليوم يصف ملامح أبوة الله من خلال بعض الصور، مثل الرجل الذي ينهض في قلب الليل لمساعدة صديق على استقبال زائر غير متوقَّع، أو مثل الأب الذي يحرص على أن يعطي أبناءه أشياء جيدة. وواصل الأب الأقدس أن هذا يُذَكرنا بأن الله لا يدير لنا ظهره أبدا حين نلجأ إليه، حتى وإن جئنا متأخرين لنطرق بابه ربما بعد الأخطاء والفرص الضائعة والفشل، ولا حين يكون عليه كي يستقبلنا أن يوقظ أبناءه الذين ينامون في البيت (راجع لو ١١، ٧). بل أن الآب وفي في عائلة الكنيسة الكبيرة، تابع البابا، لا يتردد في أن يجعل الجميع مشاركين في كلٍّ من أفعال محبته. الرب يصغي إلينا دائما حين نصلي إليه، وإن كان يجيبنا في بعض الأحيان بأوقات وأشكال يصعب فهمها فذلك لأنه يتصرف بحكمة وبعناية أكبر يفوقان فهمنا. وبالتالي فعلينا حتى في هذه اللحظات ألا نتوقف عن الصلاة بثقة، ففيه سنجد دائما النور والقوة.

وواصل الأب الأقدس أننا وحين نتلو صلاة الأبانا فإننا، وإلى جانب تَذكرنا نعمة بنوتنا الإلهية، فإننا نُعبِّر عن الالتزام بالرد على هذه العطية من خلال محبتنا بعضنا البعض كأخوة في المسيح. وذكَّر قداسة البابا هنا بأن أحد آباء الكنيسة، كبريانوس القرطاجي، قد كتب أنه من الضروري حين نسمي الله أبانا أن نتذكر واجب أن نتصرف كأبناء (راجع كبريانوس القرطاجي، صلاة الرب). وذكَّر البابا لاوُن الرابع عشر أيضا بما كتب القديس يوحنا ذهبي الفم: لا تستطيعون ان تدعوا أباكم إله كل صلاح اذا احتفظتم بقلب قاس وغير انساني، لأنكم في هذه الحالة لا تكون فيكم علامة صلاح الآب السماوي (راجع يوجنا ذهبي الفم، في الباب الضيق وصلاة الرب). وواصل قداسة البابا أنه لا يمكن أن نصلي إلى الله كآب ثم نكون قساة وفاقدي المشاعر إزاء الآخرين. من الأهمية بالأحرى أن ندع أنفسنا نتبدل بصلاحه وصبره ورحمته كي نعكس، كما في مرآة، وجهه في وجوهنا. 

وفي ختام كلمته إلى المؤمنين والحجاج قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي شدد البابا لاوُن الرابع عشر على أن الليتورجيا تدعونا، في الصلاة والمحبة، إلى أن نشعر بكوننا محبوبين وأن نحب كما يحبنا الله، باستعداد وهدوء وعطف متبادل، بدون حسابات. وختم الأب الأقدس: فلنتضرع سائلين مريم أن نتمكن من الاستجابة لهذه الدعوة من أجل إظهار عذوبة وجه الآب.  

هذا وعقب تلاوة صلاة التبشير الملائكي أراد قداسة البابا التذكير بالاحتفال اليوم ٢٧ تموز يوليو باليوم العالمي الخامس للأجداد والمسنين، وموضوعه "طوبى لِمَن لم يَخِبْ رَجاؤُه"، وتحدث عن النظر إلى الأجداد والمسنين كشهود رجاء قادرين على إنارة درب الأجيال الجديدة. ودعا قداسته إلى عدم تركهم بمفردهم بل إلى أن نقيم معهم عهد محبة وصلاة.

ثم أكد قداسة البابا أنه قريب بقلبه من جميع من يعانون بسبب النزاعات والعنف في العالم. وتابع أنه يصلي من أجل المتضررين من النزاع بين تايلند وكمبوديا وخاصة الأطفال والعائلات النازحة. وأعرب قداسته عن الرجاء أن يلهم أمير السلام الجميع للبحث عن الحوار والمصالحة. وتابع البابا أنه يصلي من أجل ضحايا العنف في جنوب سوريا كما ويتابع بقلق الوضع الإنساني فائق الخطورة في غزة حيث يسحق الجوع السكان المدنيين الذين لا يزالون يتعرضون للعنف والموت. وأراد البابا لاوُن الرابع عشر تجديد النداء من أجل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والاحترام التام للقانون الإنساني. وشدد الأب الأقدس على الكرامة التي وهبها الله لكل شخص، ودعا جميع الأطراف في النزاعات كافة إلى الاعتراف بهذه الكرامة وإيقاف الأفعال التي تنتهكها. وواصل داعيا إلى التفاوض للوصول ‘إلى مستقبل سلام لجميع الشعوب ونبْذ كل ما يمكن أن يحول دون بلوغه. ثم أوكل قداسته إلى مريم سلطانة السلام الضحايا الأبرياء للنزاعات والحكام الذين لديهم القدرة على إنهائها.

هذا وأراد قداسة البابا توجيه تحية إلى إذاعة الفاتيكان وفاتيكان نيوز على القرب من المؤمنين والحجاج خلال اليوبيل، مشيرا إلى الموقع الخاص الذي تم افتتاحه في ساحة القديس بطرس للإذاعة والموقع الإلكتروني ولجريدة أوسيرفاتوري رومانو. ووجه البابا الشكر على الخدمة التي تُقدّّم بلغات كثيرة والتي تحمل صوت البابا إلى العالم، كما وشكر قداسته الصحفيين الذين يساهمون في اتصالات تقوم على السلام والحقيقة.